ثقافة

“حب في الحرب”.. قصة حب تموت وقصة حب تحيا

بدأت كاميرا المخرج “عبد اللطيف عبد الحميد”عمليات تصوير حكاية فيلمه الجديد “حب في الحرب”.
وذلك بحضور وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل ومدير المؤسسة العامة للسينما “محمد الأحمد” ولفيف من أهل الصحافة والإعلام، في أحد مواقع التصوير في بيت من بيوتات دمشق القديمة.
“الحب في الحرب”الاسم المؤقت للفيلم  كما أخبر كاتبه ومخرجه “عبد الحميد” لـ “البعث” التي زارت موقع التصوير، بعد أن وضح أن فيلمه الجديد هو قصة حب تموت وقصة حب تتفتح كالورود على حد تعبيره”.
يطل الفيلم على الواقع اليومي والمعاش في سورية من خلال أسرة مكونة من طيف متمايز من الأشخاص، تعصف بهم الأحداث الراهنة، فيعيشون حالات من الاستقطاب الشديد بين أفرادها ومحيطها.
والفيلم من فئة “رومانسي حروب” كما أخبر مخرجه، وتدور أحداثه في كل من مدينتي دمشق وطرطوس ،حيث يجمع المخرج بين بيئتين كان قدمهما بشكل منفرد في العديد من الأفلام التي قدمها “عبد اللطيف” لبيئة بذاتها ،إن كانت الساحلية منها كما في ليالي أبن آوى ورسائل شفهية وغيرها، أو الدمشقية كـ “نسيم الروح”. الأمر الذي يعكس مناخ الفيلم العام في سعيه لتقريب وجهات النظر المختلفة. حيث يرى المخرج أن وهذه واحدة من مهام السينما الآن، كما أنها يجب أن تقوم بالدفاع عن وعي السوريين وعن لقمة عيشهم وحياتهم، لكنها أي السينما ليست “سوبر مان” على حد تعبيره لتحل كل المشاكل.
سيكون الفيلم أيضا العمل الأول الذي تقف فيه الفنانة “سوزان نجم الدين” أمام عدسة “عبد اللطيف” بعد أن شعر كما ورد في سياق حديثه أن الأوان حان ليتعامل معها.
أما الميزانية المرصودة للفيلم فهي قرابة الثمانين مليون ل .س. كما أخبر “البعث” مدير الإنتاج في الفيلم الأنف الذكر “فايز السيد أحمد”.
تعاون فني إيراني سيحضر في الفيلم أيضا في كل من الماكياج والصوت اللذين سيكونان من اختصاص فريق عمل إيراني.

“حب في الحرب” والحضور الرسمي
جملة من الرسائل الهامة أطلقها وزير الثقافة بعد أن أشاع جواً من الألفة أثناء تواجده في مواقع التصوير، لن يكون أولها حديثه الحاسم بان وجوده في بداية رحلة صناعة “حب في الحرب” هو للتأكيد على أهمية الفعل الثقافي في مختلف قطاعاته والسينما منها بشكل خاص  باعتبارها ذاكرة الوطن ،في التصدي لهذا الهجوم الظلامي التكفيري الذي يسعى لإخماد وهج سورية وعراقة قيمها الإنسانية والفكرية والثقافية. مرورا بالعمل على تأمين الدعم ضمن المتاح والممكن في الظروف التي تمر بها البلاد لهذا القطاع ولكل المشتغلين فيه من فنانين ومخرجين وكتاب. حيث قال: من حق العاملين في مجال السينما وجميع العاملين في القطاعات الثقافية أن ينالوا أكبر حد ممكن من الدعم ضمن ما هو متاح. لكن الحقيقة أن العمل الثقافي في سورية يتسم بطابع قد لا يكون متوافرا في الكثير من البلدان الأخرى وهو طابع العمل الناجم عن الانتماء الوطني، الناجم عن الإحساس العالي بالمسؤولية خصوصا في المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد.
ولن تكون النهاية بسعي وزارة الثقافة مع المؤسسة العامة للسينما لإعادة مهرجان دمشق السينمائي، والعمل على كسر حالة الحصار المفروضة على السينما السورية من خلال التواصل مع المهرجانات الخارجية في الدول الصديقة، والدول التي تحترم إرادة الإنسان وتؤمن بإنسانيته. إلا أن أولويات أكثر إلحاحا هي ما يشغل بال الحكومة السورية الآن ،تابع “خليل” وهي العمل على ضمان استمرار صمود المواطن السوري والصمود الأسطوري لأبطال الجيش العربي السوري.

دعم ومساندة
ولفت وزير الثقافة إلى أنه من الواجب على الوزارة وعلى جميع المشتغلين في الحقل الثقافي تقديم كل الدعم ضمن ظروف الممكن والمتاح لسينمانا الوطنية التي لا تزال حتى الآن بحاجة إلى مساندة ودعم اكبر كي تقدم إمكانياتها الحقيقية قائلا: يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن معظم الأفلام التي أنتجتها المؤسسة العامة للسينما نالت جوائز عديدة ونافست على مراكز متقدمة في المهرجانات الخارجية وهذا مؤشر على طبيعة الحب التي تجمع الفنان السوري بعمله ولفنانيها وصناعها الذين استمروا في العمل رغم الهجمة الظلامية التكفيرية التي تتعرض لها البلاد.
وكان “خليل” قد أشاد بكل فنان سوري قدم لوطنه في الزمن الصعب انتماءه وهويته، وبقي محافظا على رسالته رغم انخفاض المكافئ المادي. حيث أكد الوزير أن الفنان حامل رسالة بمضامين وطنية لبلد لها عليه حق في رد جزء من العطاء التي منحته له بلا حدود، فسورية هي التي أنتجت حالته الفنية وأنتجت وجوده كفنان يعبر عن التزامه ببلده ومشروعها الإنساني والفكري الثقافي عن امتنانه لما قدم له الوطن.
كما أكد “خليل” أن ما يجمع السوريون بوطنهم هو المواطنة التي لاقيمة لها بلا انتماء لأن أي مواطن قد يحصل على جنسية أخرى بنص قانوني لكنه لا يكون مواطنا ألا إذا كان منتميا لوطنه بما تحمل هذه الكلمة من معنى”. ليختم الأستاذ خليل” حديثه بقوله: سورية ستقوم إلى ميلادها قريبا كما قام السيد المسيح إلى ميلاده.
تمام علي بركات