اقتصاد

تأتي بالمرتبة الرابعة من الدخل القومي الفرنسي وبعد النفط في الإمارات خيولنا السورية الأصيلة.. ثروة وصناعة تفتقد الدعم بينما العديد من دول العالم يعتمد عليها اقتصادياً

يحاول عدد من المهتمين بالخيل العربية الأصيلة إعطاء زخم كبير لهذا المخلوق النبيل، واستثماره ليس كبعد تاريخي وتراثي فحسب، بل اقتصادياً أيضاً، ولاسيما إذا ما علمنا أن هذا النوع من الاستثمار يدخل في موارد كثير من دول العالم، وتتلخص هذه المحاولة بمبادرة تقدّم بها المستشار الدولي لأنشطة وعلوم الخيل أمير بشير مارديني لإنشاء مركز الشرق الأوسط لأنشطة وعلوم الخيل وتسويق الحدث الرياضي والسياحي.
وفي حديث خصّ به “البعث” أوضح مارديني أنه خاطب عدداً من الجهات المعنية التي وعدته بتبني هذه المبادرة، وإيصالها إلى أعلى المستويات، دون أن يخفي تفاؤله بأن يبصر هذا المشروع النور في القريب العاجل، معتبراً أن الحرص على هذه الثروة من الانقراض والضياع دفعه وبعض المهتمين إلى تقديم هذه المبادرة.
وأوضح مارديني أن المركز سيتضمّن إحداث أكاديمية علوم الخيل التي تُعنى بتخريج أطباء مختصين بخيول السباق والقدرة والتحمّل، إضافة إلى اختصاص الأمراض الهضمية والمخبرية الخاصة بالخيول فضلاً عن صيدلي متخصص بأدوية الخيل ومتخصص بأغذية الخيول، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المركز المشار إليه سيعمل على تخريج (مديري وحكام سباق ومضمار ومديري start box، إضافة إلى تخريج مديري ساحة ومديري لجنة حكم قفز)، فضلاً عن بقية الاختصاصات المطلوبة في عالم الخيل سواء من الناحية الطبية أم من الناحية الفنية.
مارديني أكد أن هذه الأكاديمية من الناحية الاقتصادية سوف توفر فرص عمل داخل وخارج القطر لكل الدارسين، وبذلك ستساهم في تخفيف أعباء البطالة التي يعاني منها جيل الشباب، إضافة إلى أنها ستساهم بتسويق الحدث الرياضي من خلال تشجيع هذه الرياضة على الصعيد السوري وما يرافقها من برامج لها جدواها الاقتصادية.
ومن فعاليات هذا المركز أيضاً إقامة المعارض والمهرجانات المتعلقة بالخيول ولوازمها، وكذلك البرامج الإعلامية التي تعكس نشاطات الجواد العربي الأصيل، وفي هذا السياق أشار مارديني إلى التحضير لبرنامج تلفزيوني يتناول حيثيات التعاطي مع الجواد العربي، وما آل إليه الحال خلال هذه الأزمة تحت عنوان (صهيل وطن).
وحسب مارديني فإن هذا المركز سيكون النواة التي ينطلق منها إلى العالم، معتبراً المشروع ذا جدوى اقتصادية تساهم في هذه الصناعة الحضارية، ولاسيما أن عائدات الخيول تأتي في المرتبة الرابعة في الدخل القومي الفرنسي، وفي المرتبة الثالثة في الإمارات العربية المتحدة بعد البترول.
بالمقابل يبدو أن عملية تنشيط اقتصاد الجواد العربي السوري الأصيل وتحويله من هواية التربية إلى صناعة اقتصادية ذات مردود مادي هائل لم يكتب لها النجاح، إذ إن التخطيط لهذا الاقتصاد المهم لم يكن مبنياً على أسس علمية مدروسة، ولاسيما أن الجغرافيا السورية هي أنسب الأماكن لتربية وتوليد الخيول العربية، لأن البيئة السورية ذات الفصول الأربعة والجغرافيا الصحراوية، إضافة إلى الاختلاف الكبير في أماكن الإيواء للخيول في البيئة السورية عن الأوروبية الباردة جداً والبيئة الجافة الحارة مثل الخليج العربي.
وحسب المعلومات المؤرشفة، الكثير من الشخصيات العربية وبعض الجهات الرسمية من دول الجوار قد طلبت سابقاً إقامة العديد من مراكز الإيواء للخيول العربية في سورية، لكن لم تلقَ طلباتهم الموافقة.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد الخيول العربية الأصيلة في سورية كان وصل قبل الأزمة إلى 4000 خيل، في حين وصل حالياً إلى 1000 رأس خيل فقط، وذلك بعد الاعتداءات الممنهجة التي طالت الإسطبلات والبيئات السورية التي يعيش فيها.
دمشق – محمد زكريا
Mohamdzkrea11@yahoo.com