ثقافة

فايا يونان.. تلوّح للعائدين

لوردا فوزي

على الرغم من كونها فتاة جميلة، إلا أن الفنانة السورية فايا يونان اختارت أن تكون فنانة ملتزمة تغني وطنها بصوتها الفيروزي لا بجسدها الفتي، فمن يملك صوتاً نقياً كصوتها لن يحتاج إلى سواه ليغني، دون أن ننسى أنه بالإضافة إلى ذلك هو بحاجة إلى مقطع فيديو على “اليوتيوب”، كيف لا، والأختان فايا وريحان يونان قد عرفتا بسبب مقطع فيديو بعنوان: “لبلادي”، أطلقتاه منذ أقل من عام على اليوتيوب، وحقق نسبة مشاهدة عالية، عبّرت الأختان السوريتان يونان، اللتان هاجرتا إلى السويد قبل زمن الحرب الإرهابية على سورية، من خلاله عن الحروب التي تتعرض لها بلاد الحرب والحب، وهي البلاد العربية، ابتداء من بلدهما سورية، مروراً بلبنان والعراق، وانتهاء ببوصلة  كل القضايا العربية  فلسطين، والفيديو ضم نصوصاً كتبتها وألقتها ريحان، بالإضافة إلى غناء فايا للعواصم العربية عبر أغاني فيروز: “شآم أنت المجد لم يغب، بغداد، لبيروت، يا قدس يا مدينة الصلاة”، والفيديو البسيط  لاقى اهتماماً إعلامياً كبيراً وصدى جميلاً غير متوقع جعل الأختين معروفتين على مستوى كبير، وقد تمت استضافتهما في الكثير من التلفزيونات باعتبارهما أنموذجاً جميلاً للصمود السوري.
ومؤخراً أطلقت فايا يونان أغنيتها الخاصة الأولى: “أحب يديك”، لتلوّح من خلالها للعائدين قائلة: “يداك تلوّح للعائدين، وتحمل خبزاً للجائعين..أحب يديك، وأكثر أكثر أحب بلادي”، حب فايا لبلادها يظهر جلياً في كلمات الأغنية التي قدمتها في فيديو كليب غاية في البساطة والجمال، بعيداً عن أية زخرفة أو تصنّع، مرت من خلاله على أبناء من بلدها، فكان هناك الطفل والكهل والعازف والخباز والعامل والبائع المتجول، أرادت فايا أن تقول لكل منهم: إن يديه قادرتان على صنع المعجزات وبناء الأوطان.
فايا التي تعشق الأوطان، والتي تقول في أغنيتها: “سأكون لك لو عاد للأوطان أهلي”، تعود لوطنها سورية، وتلوّح للعائدين مرة أخرى بحفلة خاصة أقيمت في دار الاوبرا ضمن حملة عودة المواهب إلى الوطن، واللافت أن الإقبال الكبير على بطاقات الحفلة فاق حدود التوقع، لدرجة أن البطاقات نفدت خلال أقل من ساعة!! وثارت ثائرة معجبيها والراغبين بحضور حفلتها لنفاد البطاقات، وعدم قدرتهم على حضور الحفلة الأولى لمحبوبتهم فايا، واشتعلت صفحات الفيسبوك باستنكار وتساؤل عن  حقيقة نفاد البطاقات بهذه السرعة، مع العلم أن البعض كان قد قصد الدار لشراء البطاقات قبل ساعات، ولم يكن قد بدأ بيعها بعد، فأين اختفت بطاقات حفلة فايا يونان؟!.
لحسن الحظ لم يستمر استنكار معجبي فايا  لما حدث- طويلاً- لأن الدار أعلنت بعد وقت ليس ببعيد أن فايا ستقيم حفلة أخرى في اليوم التالي لحفلتها الأولى استجابة لرغبة جمهورها، كما تم تحديد ساعة واضحة ومحددة كموعد لبدء بيع البطاقات قطعاً بذلك لأية شكوك.. ما نأمله أن يكون قد حظي كل معجبي فايا في حفلتها الثانية بفرصة للقاء تلك الصبية التي تختم أغنيتها بكلام من ذهب: “وقد أخونك مع بلادي”.