ثقافة

حدود لكل إنسان.. وللإنسانية !.

توجد في هذه الحياة حدود أخرى غير الحدود التي نعرفها وتحد الدول والشعوب عن بعضها بعضاً. وهي حدود شخصية لكل إنسان، في مكانه وزمانه، وعمله بل أعماله، وما يمكن أن يقدم لغيره في أسرته أو مجتمعه، وكذلك ما يمكن أن يكون له، ليأخذه ويحصل عليه فيحصل بذلك على حق طبيعي له وقانوني أيضاً!.
ولنبدأ برسم هذه الحدود الشخصية للإنسان بل لكل إنسان، وفي الوقت نفسه على كل إنسان. أو لنقل لنبدأ بذكر هذه الحدود لأن الله وحده هو الذي رسمها، وهي: (يوجد شيء لك وشيء ليس لك!) فانظر حولك ماشئت واجعل منظارك أوسع وأكبر. فسيبقى الأمر أو الحكم، ومهما كنت صغيراً أو كبيراً، امرأة أو رجلاً قوياً أو بسيطاً، ساحراً أو ديكتاتوراً، ومن ذكريات الماضي وأيام زمان في هذا العالم ومجازرها المعروفة في كل التاريخ، فأنت إذن، وفي كل أحوالك وفي كل هذه الحالات: يوجد شيء لك وشيء ليس لك!. ونحن إذا فهمنا هذه الحقيقة، والإلهية أيضاً، فضلاً عن كونها قانونية بشرية، فهي في العقل الإنساني، وتبدأ تنشأ وتتربى وتكبر منذ نعومة الأظفار بل منذ النظرات الحلوة الأولى بين الرضيع والقلب الإلهي أمه!.
يوجد شيء لك وشيء ليس لك!. وأنت تعيش وتكبر وتتعلم في المدارس والجامعات أو في بعض الصفوف المدرسية وفي المهن في هذه الحياة، وأنت تعرف، ويعلّمونك ويخبرونك وباستمرار، وأنت كذلك مثلهم تعلّم وتتعلم: يوجد شيء لك وشيء ليس لك!. وناهيك عما يجري لك ولغيرك إذا خالفت أنت أو غيرك، هذه القاعدة الإلهية والبشرية، والقانونية والإنسانية أيضاً، وهي من الجذور الأولى والأسس الأولى، في كل القيم العليا في هذه الحياة !.
وأيضاً يوجد شيء عليك وشيء ليس عليك! وهذا أيضاً حكم عام: إلهي وبشري. وقانوني ومن القيم العليا، والإنسانية كذلك!. فإذا قصرت فيما هو عليك فأنت وفي نظر نفسك قبل الآخرين مقصر وستشعر حتماً بالندم أو الأسف، وربما الألم والذي قد لا تتحمله ، فيصبح لك عذاباً دنيوياً يومياً، وما كل ذلك إلا لأنه تشفير إلهي بأن هذا الأمر أو الواجب عليك وأنت أولى المحببين له وأول بل وأكثر المقتنعين به!.
وقد تسألني: ماهو الفرق بين الرجل والمرأة في ذلك؟! فأقول لك وفي الحال، لا فرق بين الرجل والمرأة في ذلك ولا الكبير ولا الصغير، فما هو عليك عليك، وماهو ليس عليك فلا دخل لك به ولا تسأل عنه ولا تحاسب بسببه، بل لا يحق لأحد أن يعتب عليك مجرد عتب في ذلك!. ولكن إذا قدمت ماهو ليس ممنوعاً إذا كان ليس عليك. ولا فرق هنا بين الرجل والمرأة في ذلك بل دعونا نبدأ التعبير من الآن فصاعداً فنقول: بين المرأة والرجل: أليس من البروتوكول العالمي تقديم المرأة في كل الأمكنة وفي كل الأحوال قبل الرجل، (ليدز فيرست) وعلى الرجل؟!. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن الإنسانية جمعاء تنظر إليك، فهل ستقدم الشيء الذي ليس عليك ومهما كان صغيراً أو كبيراً فتدخل في عداد البشر الإنسانيين، ومدى الحياة؟!