ثقافة

قصة عشق بين وتريات الكمان ونظير مواس

تناغمت الوتريات مع الإيقاعيات الشرقية بتشكيل لحني يتوافق مع قصة عشق بين وتريات الكمان الرقيقة ونظير مواس في صولو باح بأسرار هذا العشق،الذي جاء بمستويات موسيقية متدرجة وأبعاد صوتية مختلفة لهذه الآلة التي ترجمت قصائد الشعراء وخصّتها الموسيقا الأرمنية بمقطوعة عالمية حملت اسمها.
خيّمت مجموعة الوتريات على الأمسية التي أُدرجت ضمن مهرجان الموسيقا العربية بقيادة نظير مواس ومشاركة الفنان وضاح إسماعيل والفنان إياد حنا على خشبة مسرح الأوبرا،رغم الدور الذي قام به القانون والناي والتشيللو والإيقاعيات الشرقية،وهذا يعكس تمكن مواس من قيادة مجموعة الوتريات لاسيما أنه كان عازف الصولو العربي الوحيد طيلة ثلاث سنوات في فرقة السيدة فيروز،كما رافقها في جولاتها العالمية.
تميّزت الأمسية بتنوع الأنماط الموسيقية بين الطربي والتراثي القديم والموال والغناء الجبلي.والأمر اللافت الحضور الكبير للفنان وضاح إسماعيل لدى الجمهور لاسيما بغنائه موال (مشي معي) لوديع الصافي بطبقات صوته الحادة القوية،فأعاد ذكرى ذاك الزمن الجميل في رائعة (عندك بحرية يا ريس) وكان للأغنية التي قدمها الفنان إياد حنا “يا جدي” من كلماته وغنائه وقعها على الجمهور،لأنها  تميّزت بطابع الغناء الريفي لأغنيات الضيعة التي اشتًهرت في لبنان.
وعلى هامش الأمسية توقفت “البعث” مع بعض الآراء التي أشادت بجمالية الأمسية وبالتعريف بخصائص الآلات ضمن الفرق الصغيرة، حيث تميزت أمسيات الأوبرا كلها بالحضور الكبير للجمهور الذي يدل على ثقافة الشعب السوري وعشقه للفن والحب والجمال،وعلى أن الموسيقا جزء من التكوين الإنساني لايمكن الانفصال عنه في أيّ وقت حتى في زمن الحرب التي نعيشها.

جمالية التوزيع الموسيقي

وقد أشاد الناقد الموسيقي أحمد بوبس بالتطورات التي شهدها مهرجان الموسيقا العربية بدورته الثانية والتشاركية بين الأصوات الشابة الجديدة مع الأصوات التي أخذت مكانها وموقعها في الغناء العربي مثل الفنانين ميادة بسيليس وشادي جميل،وبالتعريف بالفرق الصغيرة والعازفين الموسيقيين،وبتقديمه أنماطاً مختلفة من ألوان الغناء العربي،وفي هذه الأمسية أكد على دور الوتريات التي تعبّر عن الموسيقا الشرقية وعلى جمالية التوزيع الموسيقي دون تشويه الألحان الأصلية.

التوافق بين القائد والفرقة

وأبدى الفنان فؤاد حجازي دهشته وإعجابه بالجمهور الكبير المقبل على حضور الغناء والموسيقا، وتفاعله مع الأغنيات كلها، من طرب وموال وأغنيات تراثية،ورأى أن التوافق بين قائد الفرقة والعازفين أثر بشكل جدي وكبير بالمتلقي.

التواصل الموسيقي

وأثنى بديع بغدادي المدير الفني لفرقة أنغام على تفاعل الجمهور مع الأغاني وعلى هذا التواصل بين الناس والموسيقا لاسيما في هذه الأوقات الصعبة التي نعيشها،ورأى أن المهرجان نجح بالتعريف بالأصوات الشابة وبمقدراتهم الصوتية.

الاهتمام بالتراث السوري

كما أظهر الموسيقي نبيل أبو الشامات مدير فرقة أنغام إعجابه بالمهرجان ككل وبالإخراج الفني له، وأشاد بالتوزيع الموسيقي لهذه الأمسية رغم وجود بعض الهفوات التي اكتشفها كموسيقي محترف،وبجمالية أغنية الضيعة التي قدمها إياد حنا،ووجه ملاحظة للمهرجان بضرورة الاهتمام بالتراث السوري أكثر كونه مهرجان الموسيقا العربية والأغنية السورية أيضاً بتضمينه الألحان والأغنيات السورية القديمة المستمدة من التراث السوري،إضافة إلى إدراج مقطوعات سماعي سوري.
وتبقى الآراء مختلفة تعبّر عن أذواق الناس المتباينة لكنهم في كل الأحوال يتشاركون بعشق الشعب السوري للموسيقا.
ملده شويكاني