ثقافة

حميد نوفل: لوحاتي صراخ لوني

في معرضه الجديد المقام في دار الأسد للثقافة والفنون، ويستمر لغاية 25 الجاري، يقدم الفنان حميد نوفل مجموعة واسعة من اللوحات القماشية والأيقونات المحفورة على الخشب، حيث  ينوع بين شكلين من الإنتاج ذو البصمة المشتركة التي هي رؤيته الإبداعية والملتصقة بالصوفية أو السريالية، فالحفر على الخشب جعل منها تحفا معبرة عن نماذج ترتبط بالمثيولوجيا الإنسانية بمصداقية التصور والأثر, وذلك عبر أنماط من الرموز المحفورة على مساحة اللوحة وبشكل موظف، هي الرسائل الشفهية للمشاهد, وهي كلها من وحي الحياة والواقع مثل رمز الصليب والقبب والمنجل والحيوان وغيرها، مما جعل الأيقونة كتابا يقرأ وبمعاني تنعكس عليه من البصيرة للمشاهد, فالصوفية المنبثقة منه واسعة الطيف وتحتمل كل التعبير. والرموز تعطي أبعادا وأفقا هي الخط الواصل بين الفنان والمتلقي.
لقد كانت حواف المنحوتة مرتعا لكم الأفكار المتزاحمة في ذهن الفنان، والتي يصبها بتوظيف سردي على المنحوتة. أما لوحات الرسم ذات الأبعاد المختلفة فهي أيضا جاءت على النسق الذي التزمه بالحفر، ولكن عبر أبعاد اللوحة وقد عشّقها بالجبس اللوني لتأخذ أحجاما نافرة بتقنية الأكرليك. هذا إلى جانب التوظيف اللوني، حيث أن الألوان اتخذت طابع الصخب الذي يعبر عن المعاني المبعثرة على اللوحة، وهي قزحية حارة وفاقعة تتخللها الظلال المنبثقة من اللون مما يضفي مساحات بصرية جميلة.
الألوان شكلت لغة بصرية غنية المعاني وكانت البطل الأبرز في مسرح اللوحة وخصوصا في لوحات الرسم على القماش المعشق، وهي التي تجسد قصصا في قصة, مثل وجه تبدو فيه الحكايات من عالم النفس الداخلية من خلال لعبة اللون الموظفة.
وعن الأبجدية التعبيرية كلغة للوحاته أوضح الفنان أن الفن لغة تعبير وإن اختلفت اتجاهاته, فالأبجدية المقدمة بهذا الفن أو ذاك معتمدة على الطريقة التي يخاطب بها الآخر، ولغة التشكيل من اللون والخط والكتل هي آلية التواصل المجدي وبالتالي يكون الفنان قدم أبجديته الخاصة، وحقق عملية التواصل بينه وبين المشاهد.
وأضاف: بالتعريف لوحاتي صراخ لوني وغضب جامح من واقع أردت أن أبعثره باللون والشكل لعله يصبح أجمل، فبعثرت مفاهيم الزمان والمكان والحدود وكأن الألوان تولد من بعضها، كما لو أني أبحث عن تكوين جديد للحياة يخرج من صرخات ريشتي, لذلك أنا أمارس لوحتي بتفكير وبحب وبعنف!.
رجائي صرصر