ثقافة

“قبل العرض”.. دراما 2017 متقدمة “وردة شامية” يثير الجدل

أثار “مسلسل وردة شامية” جدلاً كبيراً ونقطة خلاف وآراء متضاربة تقف عند مفترق الطرق حتى ينتهي عرض المسلسل خلال الندوة الحوارية “قبل العرض” التي أقيمت في مركز ثقافي- أبو رمانة- بإدارة الناقد ملهم الصالح، وكشفت أسرار مسلسلات رمضان 2017من خلال البرومو، مما جعل الحاضرون بحالة شغف وترقب وانتظار العمل الذي يستهوي ميولهم.
وبدا واضحاً أن دراما 2017 ستتخطى دراما العام الماضي بخطوات لاسيما أنها متنوعة وتشهد عودة الكوميديا مع شيخ المخرجين هشام شربتجي، وعودة المسلسل التاريخي الذي غاب مع تعدد الأعمال المعاصرة التي تتناول تأثيرات الحرب التي نعيشها في زاوية منها، لتتقاطع مع قضايا اجتماعية مختلفة في حين يمضي أحدها نحو قضية المرأة بالذات، وآخر يتغلغل بتشابكات علاقات الحبّ، لكن الأمر المثير أن مسلسل ترجمان الأشواق المنافس الأول للأعمال المعاصرة، ولم يبت بأمر دخوله الخارطة الرمضانية ومازال القائمون على صناعة الدراما ينتظرون الجواب؟ وبقيت الأعمال الشامية هي الأكثر إنتاجاً لإقبال المحطات الفضائية عليها، والأهم أن باب الحارة باعتراف القائمين عليه هو الأكثر جماهيرية ومازال الورقة الرابحة لمحطة mbc.
ومن حيث التطور الدرامي فلم يقتصر على التنوع والكم، وإنما يدخل بتفاصيل الصورة البصرية والمؤثرات الفنية وخاصة الموسيقا التصويرية والاعتماد على الأغنية في مشاهد كثيرة.
كما شهدت عودة ظهور بعض النجوم مثل عبد الفتاح مزين وبشار إسماعيل وفي الوقت ذاته بقيت ظاهرة تكرار ظهور النجم الأول في عدة أعمال مثل رشيد عساف وسلوم حداد، كما تضاءلت مشاركة بعض النجوم مثل باسم ياخور وسلاف فواخرجي، وغياب قصي خولي. وهناك الكثير من الممثلين الذين قدموا تنازلات من حيث الأجر المادي ولكن لم يحصلوا على فرصة.
وقد أثارت ندوة “قبل العرض” مسائل درامية مازالت شائكة، ووجه اللوم لتقصير الإعلام بالتعريف بكثير من الممثلين.
بدأ الناقد ملهم الصالح الحديث بأن الهدف من ندوة قبل العرض هو تعريف الجمهور بأهم الأعمال التي ستدخل خارطة الدراما، كي يختار المشاهد الأعمال التي تستهويه لمتابعتها، ويختصر وقت البحث عنها، ونوّه إلى العلاقة بين الإنتاج والتسويق ليخلص إلى أن دعم الدراما واجب وطني على الإعلام والمثقفين للترويج للمنتج الدرامي السوري، الذي يقع عليه الكثير من الأعباء وأمامه الكثير من التحديات، وتطرق إلى صعوبة تسويق الأعمال في الوقت الذي تتعرض فيه الدراما السورية للمحاربة من قبل بعض المحطات.
وقد اختار الصالح عشرين عملاً من أصل سبعة وعشرين للتعريف بها وعرض البرومو لكل عمل متبعاً طريقة عرضها وفق شركات الإنتاج العامة والخاصة داخل سورية وخارجها التي تموّل الأعمال الدرامية.
المحطة الأولى كانت مع الصحفي وائل العدس من جريدة الوطن الذي تحدث عن دور الدراما السورية وأنها رغم الحرب مازالت منافساً قوياً للدرامات العربية، ووصفها بالدراما الولادة لأنها أسست على يد الفنانين الأوائل، وأن دراما الموسم الحالي تشهد تنوعاً على مستوى النوع وعلى صعيد الأعمال الكوميدية والتاريخية، وتطوراً بالصورة البصرية، وأشار إلى أن الـ mbc مازالت تراهن على باب الحارة، وقد تعاقدت مع شركة إنتاج للجزء العاشر والحادي عشر، وأنه مازال الأقوى جماهيرياً رغم كل الانتقادات التي وُجهت إليه، إلا أنه ينافس مسلسلات ضخمة جداً.
المحطة الثانية كانت مع إنتاجات المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، وهي: “أزمة عائلية، لستُ جارية، ترجمان الأشواق” بتوقيع المخرج السينمائي محمد عبد العزيز، ومن خلال برومو “أزمة عائلية” نشهد عودة قوية للكوميديا مع المخرج هشام شربتجي وملامسته خطوط الحرب السورية. في حين تصدى “لستُ جارية” لقضية المرأة من الجانب الاجتماعي والأسروي مركزاً بجرأة على نظرة المجتمع للمرأة في حال وقعت بالخطأ.
ويمثل “ترجمان الأشواق” المنافس الأول لأعمال هذا العام لكن الأمر المثير أنه لم يستكمل العمليات الفنية ولم يبت بأمر دخوله خارطة رمضان، ونوّه الناقد صالح بأنه لم يستطع الحصول على برومو العمل وأن التصوير مازال مستمراً.
عودة العمل التاريخي
وفي حديثه عن شركات الإنتاج الخاصة انطلق من شركة “سما الفن” التي أنتجت “بقعة ضوء وشبابيك وقناديل العشاق”، ومن خلال البرومو يتوقع أن يحقق بقعة ضوء صدى من خلال لوحات كتبها عدد من المؤلفين تناولت موضوعات جديدة بإغناء بصري، وتميز “شبابيك” بعودة المخرج سامر برقاوي إلى الدراما السورية بروح جديدة متصدياً للمشكلات الزوجية بجرأة من خلال حلقات متصلة –منفصلة.
أما برومو قناديل العشاق التاريخي الذي يعود إلى عام 1734فركز على جمالية الصورة للمكان، وعلى الدور المحوري الذي تقوم به سيرين عبد النور كونها فتاة قادمة من جبال لبنان، ومن المتوقع أن يحظى بمتابعة كبيرة.
شركة “غولدن لاين” أنتجت وردة شامية وقد أثار البرومو جدلاً كبيراً وصل إلى نقطة خلاف بين الحاضرين حتى قوبل بالرفض من قبل كثيرين وجدوا بأنه تشويه للبيئة الشامية وللمرأة بشكل خاص، وإن تقمص حكاية ريا وسكينة المصرية وإسقاطها على شخصيات شامية غير مقبول، ومضوا إلى أبعد من ذلك حينما هاجمه أحد الحاضرين ووصفه باستغلال الشركة المنتجة البيئة الشامية لتسويق العمل منطلقاً من معنى وردة شامية التي تحمل كل الحب والحنان فكيف تلبس ثوب الجريمة؟.
كما أنتجت غولدن لاين “خاتون 2” الذي نجح في الموسم الثاني وركز البرومو على النضال ضد الاحتلال الفرنسي ويحمل إسقاطات عما يحيط بنا.
وكانت حصة الإنتاج الأكبر لشركة قبنض فتوقف الصالح عند برومو “الغريب” بطولة رشيد عساف الذي يتناول قضية التورط بالفساد واتهام شخص بريء، ومن المتوقع أن يشغل حيزاً ضمن الأعمال الاجتماعية، إضافة إلى “حكم الهوى” الذي يتطرق إلى علاقات الحب ضمن تشابكات المجتمع . ويعود قبنض إلى إنتاج طوق البنات 4، ورأى الصالح أنه ربما يدخل بمطب استنساخ الأجزاء. كما أنتجت قبنض الجزء الثاني من عطر الشام بتوقيع زهير رجب الذي حقق نجاحاً كبيراً في الموسم الماضي.
في حين تشارك شركة “أمل وزوى” بعمل “سايكو” بطولة أمل عرفة التي كتبت السيناريو بمشاركة زهير قنوع ويأتي بتوقيع كنان صيداوي الذي يخوض تجربة الإخراج لأول مرة، والأمر اللافت مشاركة أمل عرفة بخمس شخصيات ومن خلال البرومو يغلب عليه الطابع الكوميدي ويدور حول الأمراض النفسية.
بعد محطات عرض البرومو استضاف الصالح الممثلة هناء نصور التي أشادت بالدراما السورية التي مازالت مستمرة رغم الحرب وهذا إنجاز بحدّ ذاته، وبأن الدور الأول للدراما أن تحمل الهمّ الوطني، متوقفة عند أمراض الدراما التي مازالت مستمرة بالشللية وربما بقوة أكبر وبتكرار ظهور النجم بعدة أعمال في موسم واحد، وتعزو ذلك إلى المنتجين الذين يتفقون مع النجم لتقديم تنازلات عن أجره مقابل مشاركته المتكررة، وتحدثت عن تجربتها بأنها لم تشارك بأي عمل هذا الموسم رغم أنها تنازلت عن نصف أجرها ولم تصل مع الشركة المنتجة إلى اتفاق، وأضافت بأن شركات الإنتاج تستحضر الضيوف العرب من أجل التسويق في ظل محاربة الدراما السورية.
تقصير الإعلام
وألقت الممثلة رانيا تفوح اللوم على الإعلام لتقصيره بإلقاء الضوء على تجارب كثير من الممثلين، وتابعت بأنه رغم مشاركتها بأكثر من خمسين عملاً بالتلفزيون وبأكثر من ستين عملاً للمسرح القومي لايعرفها كثير من الجمهور، والمفارقة أنها كرّمت في إيران لمشاركتها في السينما الإيرانية. وتطرقت إلى مشكلة الأجر إذ شاركت بالجزء الأول من طوق البنات والآن في الجزء الرابع بالأجر ذاته، وترى أن الشللية امتدت للمسرح والسينما وطالبت بإعطاء فرصة للممثلين الذين وصفتهم “بالسنيدة”.
وأشاد الصحفي طاهر مهدي هاشمي من العراق بالدراما السورية التي دخلت كل بيت وبمحبة الجمهور العراقي للفنان الكبير دريد لحام، وتحدث الناقد أحمد هلال عن تطور الصورة البصرية واقترابها في مواضع من الرومانسية الشعرية ودخول الخط الصوفي بالأعمال، وضرورة مواكبة الدراما النزيف السوري وتضحيات الجيش العربي السوري.
ومن خلال المداخلات فتحت قبل العرض الباب لمسائل عدة، منها غياب الأعمال التي تتناول السير الذاتية لشخصيات سورية، والإيغال بالمظاهر الاجتماعية بغية الإبهار البصري، واستغلال البيئة الشامية للتسويق، وانحسار التصوير بدمشق والساحل وعدم خوض الدراما في باقي الجغرافيا السورية مثل القلمون ودير الزور وغيرها، والتقليل من سلبيات الرجل، والاتجاه نحو التراث العربي كتناول حكايات ألف ليلة وليلة.
واختتمت الندوة بالتأكيد على ضرورة دعم الحكومة الدراما السورية لتقليص دور المال بالتحكم بالإنتاج والتسويق.
ملده شويكاني