ثقافة

بيدرو برصوميان: العمل الجيد نقطة الفصل

أطل مؤخراً عبر فيلم “طريق النحل” للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد وانتهى من تصوير مشاهده في فيلم “مسافرو الحرب” للمخرج جود سعيد ويستعد حالياً للمشاركة في فيلم “النورج” في أول تجربة له مع أيمن زيدان كمخرج مؤكداً أنها ستكون تجربة ممتعة وهو مستعد لها بمنتهى الحماس.. إنه الفنان بيدرو برصوميان الذي كان معه هذا الحوار.

< أعمال تليفزيونية وأخرى سينمائية متعددة، لأي عالم منهما تنحاز قلباً وعقلاً؟

<< السينما لها سحرها والتلفزيون له ألقه.. لا أنحاز لأي منهما.. العمل الجيد هو نقطة الفصل.. هناك مقولة لطالما رددتها لن يفهمها إلا عشاق كرة القدم: التلفزيون هو دوري أبطال أوروبا والسينما كأس العالم.

< عملتَ في مجال السينما مع مخرجين ينتمون لأجيال مختلفة: عبد اللطيف عبد الحميد، جود سعيد.. ما أبرز ما يميز سينما هذين الاسمين برأيك؟

<< اختلفت أساليب المخرج عبد اللطيف عبد الحميد والمخرج جود سعيد بالتعاطي مع كل فيلم يقومان بإخراجه.. لا أستطيع أن أحدد بالضبط الفرق بينهما لكنني لمست الفرق في أسلوب إدارة الممثل في اللوكيشن.. هما مختلفان وهذا يعطي خبرة لأي ممثل يعمل معهما، فالمخرج عبد الحميد أحد أعمدة السينما السورية وكان الوقوف أمام كاميرته بمثابة حلم بالنسبة لي وأنا الذي ولدت في منزل يحتوي في مكتبته فيلما “رسائل شفهية” و”ليالي ابن آوى”.. وجود سعيد مخرج شاب له رؤيته الخاصة ويسعى دائماً إلى الأفضل واستطاع تحقيق نجاحات عديدة بوقت قصير.

< تجارب متعددة مع المخرج جود سعيد فماذا عن خصوصية هذه التجربة بالنسبة لك؟ وما هي الأسباب التي تقف وراء تكرار وجود ممثل في أعمال مخرج من المخرجين برأيك؟.

<< الخصوصية تكمن في أن أول تجربة سينمائية كانت مع المخرج جود وهو أول من منحني الثقة وله طريقة خاصة في قيادة الممثل، وربما يكرر الممثلين لأنه يعلم أنهم قد تشرّبوا أسلوبه.

< “مطر حمص، رجل و3 أيام، مسافرو الحرب” أي من هذه الأفلام الأقرب لطموحك كممثل؟.

<< مسافرو الحرب، والسبب أنني تواجدت في مشهد ماستر مع الفنان أيمن زيدان.. جلست قبالته على الطاولة وكانوا يجهزون الإضاءة وأنا كنت أنظر إليه وأسترجع شريط ذكريات طويل: صوت الفضاء الرنان ونهاية رجل شجاع وأخوة التراب ويوميات مدير عام وهولاكو وبطل من هذا الزمان.. كانت لحظات مؤثرة انعكست على أداء المشهد.

< تناول سينمائيون عديدون عملتَ معهم موضوع الأزمة فما الذي ميز فيلم “رد القضاء” عن هذه الأعمال برأيك؟ وكيف تقيم مشاركتك فيها وتجربتك مع نجدت أنزور في مجال السينما والتلفزيون؟

<< تناول الفيلم قصة حصار سجن حلب المركزي وهذه الواقعة حركت الكثير في وجدان الشعب السوري فكان تناولها كفيلم له وقع خاص عند الجمهور، وكانت شخصيتي شخصية حداد يستطيع بأدواته صناعة مفجر يستخدم بالعمليات الجراحية كي يستطيع الطبيب إنقاذ أحد الجرحى، باعتبار أنه لم يكن هناك أدوات طبية بسبب الحصار، وكان يصنع القلادات التي تدون عليها أرقام الجثامين.. كانت شخصية تحمل الكثير من الوجدانية، خطت تفاصيلها بمنتهى الروعة السيدة ديانا كمال الدين.. والمخرج أنزور هو نفسه في السينما وفي التلفزيون، يعطي العمل حقه بشكل كامل، ولم ألمس فرقاً.. نفس الجدية وذات الانضباط وفريق العمل بالكامل بقيادته يعمل مثل الساعة.

< ماذا عن تجربتك مع مخرج مهم مثل هشام شربتجي وأهمية حضورك في “مذكرات عشيقة سابقة”؟

<< تعلمت الكثير من المخرج هشام شربتجي وبحسب ما يُلقب في الوسط الفني “شيخ الكار”، وأضاف لي الكثير ونبهني إلى بعض الأمور الإيجابية التي كنت أجهلها عن نفسي.. كانت تجربة “مذكرات عشيقة سابقة” ممتعة إلى حد كبير، وهو أول عمل عربي مشترك ومعاصر أشارك فيه وأتمنى أن يُعرض بأسرع وقت على القنوات المفتوحة، كتبته السيدة نور شيشكلي، وشخصية معتصم التي جسدتها في العمل كتبتها بحرفية عالية واحتاجت مني جهداً كبيراً للغوص في تفاصيلها وهي ساعدتني كثيراً.

< شاركتَ في بعض لوحات مسلسل “بقعة ضوء” ماذا قدم لك هذا العمل على صعيد فن التمثيل؟

<< شاركت في الجزء العاشر والجزء الحادي عشر، وتنوع الشخصيات وطريقة تناول اللوحات ممتعة جداً ومفيدة لأي ممثل.

< تستعد حالياً للمشاركة بأحد أفلام سينما الشباب، فأي خصوصية لهذه المشاركة؟

<< سينما الفيلم القصير مثلها مثل أي تجربة يخوضها الممثل، مختلفة عن المألوف لكنها أيضاً تقدم الكثير، خضت تجربة وحيدة مع المخرجة كوثر معراوي واسم الفيلم “صمت الألوان” مع الإشارة إلى أن سينما دعم الشباب تعطي فرصاً للمخرجين الشباب وأنا الآن بصدد تصوير أحد الأفلام.

وتوجه الممثل برصوميان بالشكر للدكتور سمير عثمان الباش والأستاذ فيودور بيريفيرزييف والراحل د. نديم معلا الذين قدموا له الكثير أثناء دراسته في مدرسة الفن المسرحي بدمشق، كما يشكر كل مخرج عمل معه مثل احمد إبراهيم أحمد وتامر إسحاق وطارق سواح وكل فني وكل شخص وقف إلى جانبه بشكل عام.

أمينة عباس