الصفحة الاولىصحيفة البعث

بدء تأهيل المدارس والمراكز الصحية لإعادة الحياة الطبيعية للأهالي التكفيريون يفخخون طفلاً ويحاولون بـ 36 انتحارياً استهداف الخارجين من الغوطة

 

 

يوماً بعد آخر يتكشف حجم الدعم الخارجي الكبير الذي كانت تتلقاه التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية، بالإضافة إلى ممارساتها الظلامية الحاقدة على الأهالي. فأثناء تمشيطها مدينة حرستا وبلدات وقرى الغوطة الشرقية تمهيداً لعودة الأهالي إلى منازلهم عثرت وحدات الجيش على مقرات ومشاف ميدانية وكميات كبيرة من الأدوية ووثائق مدنية مسروقة ومقر ما يسمى “المحكمة الشرعية”، إضافة إلى معمل ضخم لتصنيع العبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والهاون التي كانت التنظيمات الإرهابية تستهدف بها المدنيين في دمشق وريفها.
وفي دليل جديد على إجرام التنظيمات الإرهابية ألقت وحدات من الجيش العربي السوري القبض على 30 إرهابياً انتحارياً كانوا يرتدون أحزمة ناسفة تواجدوا بين الأهالي المدنيين أثناء خروجهم من الغوطة الشرقية نحو الممرات الإنسانية التي افتتحها الجيش لاستقبال الهاربين من سطوة التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية، وبيّن مصدر عسكري أن الهدف من ارتداء الأحزمة أو حملها هو تفجيرها في الباصات أو مراكز الإيواء لاتهام الدولة السورية.
ولفت إلى أنه تمّ “إلقاء القبض أيضاً على 6 نساء، 4 منهن ارتدين الأحزمة الناسفة، واثنتين وضعن الأحزمة ضمن الأمتعة، إضافة إلى تفخيخ الإرهابيين لطفل بـ 5 كغ من المتفجرات منذ بداية خروج أهالي الغوطة من الممرات المختلفة”.
وفيما خرج مئات المدنيين المحتجزين لدى الإرهابيين من منطقة دوما عبر الممر الآمن الذي افتتحه الجيش العربي السوري في الـ 27 من الشهر الماضي. تقوم الجهات الحكومية بجهود جبارة لتأمين مستلزمات مراكز الإقامة المؤقتة بالإضافة إلى تأهيل المدارس والمراكز الصحية في البلدات المحررة لإعادة الحياة الطبيعية والخدمات إليها تدريجياً. في وقت تواصلت عمليات إجلاء الإرهابيين حيث تم أمس تجهيز 84 حافلة تقل 4797 شخصاً بينهم 1439 إرهابياً من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما تمهيداً لنقلهم إلى إدلب.
وفي التفاصيل، عثرت وحدات الجيش خلال عمليات تمشيط المناطق التي كانت تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية وتأمين الأهالي تم العثور على مشفى ميداني ومعمل ضخم لتصنيع العبوات الناسفة من مخلفات التنظيمات الإرهابية بين بلدتي سقبا وحزة .
وبين قادة ميدانيون أنه تم خلال أعمال التفتيش والتمشيط العثور على مشفى ميداني مجهز بجميع الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية المسروقة من المشافي الحكومية في بلدتي حزة وعين ترما وحرستا إضافة إلى مستودع مليء بالأدوية التي كان يدخلها الهلال الأحمر العربي السوري إلى أهالي الغوطة والتي كانت التنظيمات الإرهابية تستولي عليها وتحرم الأهالي من الاستفادة منها.
وفي بلدة سقبا أفاد أحد القادة الميدانيين بأن وحدة من الجيش عثرت خلال عمليات التمشيط على مقر وغرفة عمليات لإرهابيي “فيلق الرحمن” في البلدة يضم أجهزة اتصال متطورة وورشة لتأمين الاتصالات بين المجموعات الإرهابية ومشغليها في الخارج إضافة إلى طائرة استطلاع يتم تسييرها عن بعد.
وفي مدينة حرستا جالت كاميرا سانا على أقسام مشفى مؤلف من غرف للعمليات الجراحية وغرف إسعاف ومستودعات للأدوية المتنوعة وأماكن إعداد الطعام للمصابين من الإرهابيين وأنفاق تصل بين مداخل المشفى لنقل الإرهابيين المصابين وضمان دخول سيارات تقلهم إضافة إلى غرف ومقرات للإدارة والمحاسبة ومنامة للأطباء والممرضين والمصابين.
وأفاد المقاتل أيهم من الكوادر الطبية في إحدى وحدات الجيش المشرف على جرد وتأمين المشفى وموجوداته بأن المشفى ضم أقساماً أغلبها جراحية لعلاج الإرهابيين المصابين وغرف عمليات وإقامة وغرفة عناية مشددة وأقساماً للتصوير الشعاعي وكميات كبيرة من الأدوية بعضها منتهي الصلاحية لأن الإرهابيين منعوها عن الأهالي الذين كانوا بحاجة ماسة للأدوية التي كانت تدخلها الحكومة إلى أهالي الغوطة بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري.
وأثناء استكمال تأمين بلدة سقبا وتمشيطها من قبل عناصر الهندسة تمهيداً لعودة العائلات التي خرجت منها نتيجة اعتداءات الإرهابيين عثرت وحدات الجيش بين بلدتي سقبا وحزة على معمل ضخم لتصنيع العبوات الناسفة والقذائف المتنوعة حيث بين قائد ميداني أن المعمل يمتد على طابقين ومجهز بكل الأجهزة والمعدات لتصنيع العبوات الناسفة والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون إضافة إلى مخارط للتصنيع علماً أن هذه الآلات تكلف مئات الملايين ما يدل على ضخامة الدعم المادي من قبل الدول الداعمة للإرهاب لهذه المجموعات الإرهابية .
ولاحقاً عثرت وحدة من الجيش خلال مواصلة عمليات التمشيط في مدينة حرستا على مقر ما يسمى “المحكمة الشرعية” لإرهابيي “حركة أحرار الشام” في المدينة تضم آلاف الوثائق للمواطنين التي سرقتها المجموعات الإرهابية من المؤسسات الحكومية.
في الأثناء خرج مئات المدنيين من أهالي منطقة دوما معظمهم من النساء والأطفال عبر الممر الآمن في مخيم الوافدين حيث قامت وحدات من الجيش بالتعاون مع فرق الهلال الأحمر والدفاع المدني بتأمينهم ومن ثم نقلهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة.
إلى ذلك أكد مصدر عسكري خروج أكثر من 135 ألف شخص من الغوطة الشرقية منذ الـ 28 من الشهر الماضي.
إلى ذلك تواصل محافظة ريف دمشق تقديم خدمات طبية وصحية متنوعة لمراكز الإقامة المؤقتة المنتشرة في بلدات الحرجلة والدوير والنشابية وعدرا البلد ونجها وصالة الفيحاء إضافة إلى تقديم جميع الاحتياجات والمستلزمات المتعلقة بالنظافة والصرف الصحي والمياه وغيرها.
وأكد مدير صحة ريف دمشق الدكتور ياسين نعنوس أن المديرية تقوم برفد تلك المراكز بالفرق الطبية اللازمة باختصاصات مختلفة يعمل فيها ما يزيد عن 190 شخصاً ما بين طبيب وممرض وقابلة، وقال: إن المديرية تقدم جميع خدمات الرعاية الصحية الأولية بدءاً من إعطاء اللقاحات للأطفال البالغ عددهم حتى الآن نحو 8 آلاف طفل، لافتاً إلى أنه تم إطلاق حملة تلقيح لشلل الأطفال استهدفت أكثر من 12 ألف طفل وطفلة وحملة أخرى للحصبة شملت نحو 7500 طفل في المراكز المذكورة، وأضاف أنه تم إجراء مسح تغذوي للأطفال المقيمين في المراكز وتم اعطاؤهم الغذاء المناسب مثل البسكويت الطاقي وزبدة الفستق وحليب الأطفال إضافة إلى مدهم بفوط الأطفال الصحية.
وبالنسبة للحوامل بين نعنوس أنه تمت معاينة أكثر من 780 امرأة حامل وجد بينهن 20 حالة حمل عالية الخطورة وتم إجراء 3 ولادات طبيعية في المراكز حتى الآن والباقيات نقلن إلى المشافي بريف دمشق ودمشق لإجراء عمليات قيصرية لهن فيما تم نقل الحالات الإسعافية الحرجة للمشافي وإجراء الفحوصات الشعاعية والمخبرية والعمليات الجراحية .
وفي بلدتي سقبا وكفر بطنا لفت مدير صحة الريف إلى وجود فريق طبي متكامل في البلدتين لتقديم المعالجات العامة واللقاحات للأطفال إضافة إلى وجود المركز الصحي وسيارة إسعاف وعيادة متنقلة أو نقطة طبية ثابتة يتراوح عدد الكوادر الطبية في كل واحدة صباحاً بين 35 و40 عنصرا مبيناً أنه تمت معالجة ما يزيد عن 3200 شخص خلال الأيام السبعة الماضية، ولفت إلى أنه تم رفد منطقة حرستا بسيارة إسعاف متنقلة مع فريق طبي للقيام بالمهام نفسها التي تقدم في مراكز الإقامة.
من جانب آخر أشار نعنوس إلى أن العمل جار لترميم مركز سقبا الصحي وخلال أسبوع يكون جاهزاً لاستقبال المراجعين إضافة إلى إجراء الكشوفات الهندسية لمشافي حرستا والنشابية والمليحة والمراكز الصحية المتواجدة في المناطق التي استعادها الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية لإعادة تأهيلها ورفدها بالكوادر الطبية اللازمة .
وحول الخدمات التي تقدم لمركز الإقامة في النشابية أكد رئيس مجلس بلدية الغزلانية المهندس عبدالله رمضان أن هناك متابعة يومية لتأمين مختلف احتياجات المركز الذي افتتح في تجمع مدارس البلدة التي أعيد تأهيلها بعد أن استعادها الجيش العربي السوري مؤخراً من نظافة للمركز والشوارع المحيطة به وترحيل للقمامة بشكل يومي وتأمين مياه الشرب وشبكة صرف صحي إضافة إلى رشه بالمبيدات الحشرية مشيراً إلى أن المركز يضم حالياً نحو 5500 شخص .
ولفت رمضان إلى أن المجلس البلدي قام بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية المحلية بتركيب عدد من خزانات المياه لإيصال مياه الشرب للمركز وإنشاء دورات للمياه متنقلة مؤكداً أنه يتم العمل حالياً لتجهيز مطبخ لتأمين الطعام للمقيمين وجميع المستلزمات المعيشية لهم بأقل وقت مؤكداً أن المركز بات يتمتع بوضع جيد من ناحية الخدمات وغيرها وتم تأمين الحمامات والمياه والصرف الصحي في محيط المركز وردم الحفريات وإعادة تأهيل المدارس مثل مدرسة ثبري مريم لاستقبال المهجرين من الغوطة.
وفي ظل إعادة الأمن والاستقرار إلى معظم بلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق على يد الجيش العربي السوري بدأت مدينة سقبا تستعيد عافيتها حيث تشهد عودة الحياة الطبيعية والخدمات إليها تدريجيا وافتتاح المحلات التجارية بجميع أنواع الأغذية والمواد الاستهلاكية.
وفي سياق متصل ذكر رئيس بلدية سقبا خالد القوتلي أنه ستتم إعادة التلاميذ والطلبة يوم الاثنين القادم بعد أن تم تأهيل 4 مدارس في البلدة، مشيراً إلى أنه تمت مراسلة المحافظة لإعادة تأهيل وصيانة الآليات التي دمرها الإرهابيون والإسراع في تصديق الكشوف من أجل إزالة الأنقاض والردميات لفتح الشوارع وصيانة وترميم مبنى البلدية وإعادة افتتاح المحكمة وناحية الشرطة.
وعبر عدد من أهالي بلدة سقبا والمقيمين فيها عن سعادتهم البالغة بعودة الحياة الطبيعية بعد أن خلصهم الجيش العربي السوري من ظلم الإرهابيين وأعاد الأمن والاستقرار إليهم موجهين الشكر للجيش وأنهم سيعملون يداً بيد إلى جانبه من أجل حماية بلدتهم وإعادة إعمارها لتعود كما كانت تنبض بالحياة.