ثقافةصحيفة البعث

“رغيف السماء” تمسرح نضال صانعي الجلاء

 

 

(بموت بطل وبيخلق بطل وأنت بطل يا ستي) عبارة وجهتها الجدة لطفل الصالة..عيون تدمع عندما تفرح..أم تزغرد فوق نعش ابنها الشهيد، أهازيج وأغاني توثق عمق الانتماء في رسالة أراد مخرج العمل إيصالها بطريقة مباشرة احتفالية بعيدا عن التورية والإيهام.

عمق فكري
رغيف السماء عمل مسرحي يعرض حاليا على خشبة المسرح في ثقافي السويداء وهو عرض يعتبر الأول من نوعه لجهة مسرحة تراث السويداء وبيئتها من أغان شعبية وفلكور وموروث عبر مقتطفات خدمت الاتجاه الدرامي الفكري في العرض وقد استند كاتب النص على أحداث حقيقية ساهمت بتجسيد حالة من الترابط الفكري والتاريخي والدرامي في العمل المسرحي، وأعطى له عمقا فكريا عكس ترابط الحاضر بالماضي لجهة حالة الصمود التي يسجلها الشعب السوري في حربه ضد الاستعمار وأدواته على مر التاريخ.
كاتب العمل منصور حرب هنيدي بين أن العمل واقعي مثل قصة أبو شكيب الذي أطعم أبناءه ضوء القمر وقصة الضابط الانكليزي،القصص هي تفاصيل مكانية حاولنا من خلال رصد جانب من نضال شعبنا ضد المستعمر الفرنسي حيث خاض معركة الصبر في وادي السرحان وعانى الثوار قسوة الطبيعة رافضين التخلي عن مبادئهم ومقاومة الاحتلال وإصرارهم على طريق النضال حتى آخر قطرة من دمائهم، وهذا العمل يؤكد انتماءنا للثقافة النضالية والإنسانية التي أمن بها صانعو الجلاء، فكانت البطولة والشرف والكرامة هي مفردات ارث النضال السوري.

ضوء القمر
يقول مخرج العمل رفعت الهادي هذا هو قدرنا كسوريين في النضال والجهاد رسالتنا دائمة ومستمرة ضد الاستعمار والإرهاب فالحالة النضالية التي تربينا عليها تجسدت في هذا العمل المسرحي، فنحن كسوريين نأكل من حشائش الأرض ومن ضوء القمر نجوع ونعطش ونعرى ولا نبيع الوطن هذا ما قصدنا أن نقوله في هذا العرض، وبين الهادي أن العرض كان حاملا للموروث الغنائي الذي يجسد البنية الفكرية والاجتماعية والسياسية التي يحملها أبناء المنطقة الذين يهزجون في أفراحهم وأتراحهم وفي حروبهم أغاني الإرادة والأمنيات تعبيرا عن ذواتنا.
ويقول الهادي أن الأحداث التاريخية التي تم استخدامها هي أحداث حقيقية سواء رغيف السماء حيث أقنع المجاهد يوسف العيسمي ابنه بأكل ضوء القمر وكذلك قصة الضابط الانكليزي الذي قدم المال والطعام ليشتري الثوار الجائعين في وادي السرحان فكان جوابهم “حفنة من تراث بلادي أغلا من ذهب بلادك كلو… أخبر أسيادك الطغاة القادمون بقصد الاعتداء على سورية والسوريين أننا رجال لانباع ولا نشترى”.

رسالة وطنية
ويعتبر أداء هذه الأدوار التاريخية على خشبة المسرح مسؤولية كبيرة لجهة أمانة النقل والتجسيد والتصوير فبطل العمل مازن الحكيم الذي جسد شخصية قائد الثورة السورية الكبرى بيّن المسؤولية الكبيرة التي تحملها في أداء شخصية تكمن برمزية هذا القائد الكبير الذي نحن بأمس الحاجة إلى تمثل قيمه ومبادئه وقيم الثورة التي قادها. وأضاف الحكيم أن 70 ممثلا أدوا الرسالة وهم بأعمار متفاوته منهم اليافع الطفل والشاب، وكانت أدوارا مهمة لقصص تاريخية هامة عبر توليفة جميلة استطاع الكاتب والمخرج أبراز حالة إنسانية ووطنية ونضالية متقدمة من خلالها.
رفعت الديك