ثقافةصحيفة البعث

دراما رمضان.. مهرجان يختلف بموضوعاته ويتميز بحضور

في جلسة أماسي التي حملت عنوان: “قبل العرض رمضان 2018″ بإدارة الإعلامي ملهم الصالح ومشاركة الإعلامي وائل العدس في المركز الثقافي العربي- أبو رمانة-. تم استعراض الأعمال الدرامية التي ستعرض في رمضان والتغييرات التي تحملها هذه الأعمال عن المواسم السابقة.

وقد بدا طغيان الأعمال الاجتماعية في هذا الموسم واضحاً لتنحصر الأعمال الشامية بأربعة أعمال فقط، وغياب مسلسل باب الحارة ربما لأسباب إنتاجية. كما خرج فرصة أخيرة وبقعة ضوء من العرض الرمضاني.

وتشهد الدراما عودة قوية للأعمال الحلبية بعمل”روزنا” وعودة للأعمال التاريخية، وإطلالة نجوم غابوا سنوات مثل النجمة القديرة ثناء دبسي وفراس إبراهيم ووائل شرف، وجيانا عيد، وصفاء سلطان.

التغيير الكبير في جمالية الصورة باعتماد مشاهد كثيرة من الأعمال على التصوير الخارجي بمناطق ساحرة، لتأخذ اللغة السينمائية حيزاً من الدراما التلفزيونية، رغم تناول الأعمال لتبعات الحرب وملامحها بفنية مباشرة وغير مباشرة، وتمحور الأعمال الاجتماعية حول ظاهرة الفساد بأنواعه.

وبقيت إشكالية التسويق قائمة وإن وجدت بعض الحلول من قبل المنتجين كما تحدث الصالح عن تصوير الأعمال خارج سورية لضمان تسويقها في مكان التصوير كمحاولة لكسر الحصار، وبالعرض على النت الذي بات منفذاً جديداً للدراما وسيأخذ مداه الأوسع، إضافة إلى الأعمال المشتركة السورية- العربية.

ورغم التضييق على درامانا فإنها ستعرض على المحطات اللبنانية والشروق وفلسطين والأردن والفجيرة إضافة إلى سما والقنوات المحلية، مما يشير إلى تصدر المنتج الدرامي السوري.

ورغم أن الصالح والعدس أوضحا من البداية أن الهدف من الأمسية هو تعريف الجمهور بالأعمال التي ستعرض، وبتجسير الفجوة كما قال الصالح بين العمل والمتلقي، إلا أنه حدث جدل من قبل بعض المشاركين لمناقشة مشكلات الدراما وإشكالياتها، مما باتت ضرورة إقامة ندوة للدراما في المشهد الثقافي ضرورة.

المقاطعة لخلفيات سياسية

وتحدث العدس عن الأعمال المتوافرة للعرض والبالغة خمسة وعشرين عملاً، بعضها عُرض على قنوات مشفرة ولم يحظ بفرصة العرض، وهناك مسلسلات خارج العرض، إضافة إلى مقاطعة الكثير من القنوات لخلفيات سياسية، وعن الأعمال العربية المشتركة بشركات إنتاج لبنانية، وتابع عن تناقص عدد الأعمال الشامية الأكثر تسويقاً والمطلوبة من المحطات العربية.

وبيّن الصالح بأن أماسي ستعرض البرومو وفق شركات الإنتاج مبتدئاً بالقطاع العام لجهة مديرية الإنتاج التلفزيوني التي تعاني من شح مادي ينعكس على تدني الأعمال، ولا تهتم بالترويج والتسويق كونها تابعة للتلفزيون، وقد أنتجت مسلسل”يوميات مختار” سيناريو محمود عبد الكريم وإخراج علي شاهين، كل حلقة لوحة ضمن خمس عشرة دقيقة، وأوضح العدس بأنه بعيد عن أجواء ضيعة ضايعة.

وستقدم المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني مسلسل”وهم” سيناريو سليمان عبد العزيز وإخراج محمد وقاف، يركز على الهجرة إثر الحرب الإرهابية وشارك في المناقشة كاتب العمل سليمان عبد العزيز فتحدث عن خلفية العمل التي تعود إلى أسباب هجرة الشباب من الجزيرة إلى الهجرة أثناء الحرب ويُبنى على حادثة بوليسية.

العمل الثاني هو “روزنا” سيناريو جورج عربجي وإخراج عارف الطويل، وبطولة بسام كوسا وفاديا خطاب وجيانا عيد، صوّر في حلب ويتناول حكاية عائلة حلبية تنزح إلى دمشق، وعقب كاتب العمل بأن فكرته بسيطة إلا أن الأحداث الاجتماعية المحيطة هي الحامل للعمل والتي تدخل بحيثيات كثيرة.

ترجمان الأشواق الذي يجمع بين الأبطال الثلاثة عباس النوري وغسان مسعود وفايز قزق ويشهد عودة النجمة القديرة ثناء دبسي بإخراج المخرج السينمائي محمد عبد العزيز كأول عمل تلفزيوني له، يتحدث عن ثلاثة يساريين تفرقهم الحياة ضمن أحداث الحرب، وعقب العدس بأنه سيشكّل انعطافة قوية في مسيرة الدراما.

رائحة الروح عمل اجتماعي يشهد عودة فراس إبراهيم ووائل شرف سيناريو أيهم عرسان وإخراج سهير سرميني، يتطرق إلى حياة فنان تشكيلي والدخول بالكثير من الإشكاليات الاجتماعية.

التخبط الدرامي

إنتاجات شركات القطاع الخاص تمثلت بعمل “وحدن” كتابة ديانا كمال الدين وتوقيع المخرج نجدت أنزور الذي صوّر في السويداء إنتاج سما الفنّ، ويعتمد على البطولة النسائية بحضور نادين وسمر سامي وصوّر بلغة سينمائية وأجواء فانتازيا الواقعية السحرية، ليعود إلى تفكير البنات بالهرب من الضيعة وتركز الكاتبة على الانكسار العاطفي وظلم الرجل للمرأة.

وقد أشارت كاتبة العمل إلى حالة التخبط الدرامية وعدم وجود سياسة ثقافية واحدة للدراما، معترضة على الرسائل التي توجهها بعض الأعمال إرضاء لمحطات الخليج، ومنوهة بأن “وحدن” عمل سياسي كامل. كما عقب مساعد المخرج محمد الماغوط بأن العمل يدخل السينما إلى كل بيت.

فوضى حياتية

العمل الثاني لقناة سما الفنّ فوضى بتوقيع المخرج سمير حسين وسيناريو حسن سامي يوسف ونجيب نصير بطولة سلوم حداد، وكما ذكر العدس فإنه الجزء الثاني من الانتظار، إلا أن مخرج العمل حسين بيّن بأنه عمل يختلف من الناحية الإخراجية كلياً، هو يتناول الفوضى المنعكسة على حياتنا الاجتماعية والعاطفية والحياتية عامة، ويعود إلى ما قبل الحرب وامتداد الخراب والموت والخوف، وأثار حسين إشكالية تسويق الدراما وتقصير المؤسسات الإعلامية والتلفزيون بالترويج للأعمال. كما توقف الصالح عند عمل شبابيك للمخرج سامر برقاوي والذي يبحث عن حلول لمشاكل اجتماعية ضمن حلقات منفصلة.

كاركترات كوميدية

العمل المتوقع أن يكون أكثر متابعة وأكثر حضوراً هو الواق واق إنتاج شركة إيمار الشام، بطولة رشيد عساف وإخراج الليث حجو وسيناريو ممدوح حمادة يتميز بحضور نجوم الدراما السورية بكاركترات كوميدية يبنى عليها، وشارة العمل كما ذكر العدس بصوت كاظم الساهر الذي سيغني لأول مرة من ألحان طاهر مامللي.

شركة غولدن لاين أنتجت العمل الشامي جرح الورد إخراج محمد سليمان معروف وسيعرض على قناة مشفرة، كما سيعرض العمل الذي تأجل وردة شامية وهو فانتازيا لحكاية ريا وسكينة وأثار جدلاً قبل عرضه.

وتابع العدس عن عودة الأعمال التاريخية بعمل هارون الرشيد إخراج عبد الباري أبو الخير، وبطولة قصي خولي وعابد فهد.

وتتابع شركة قبنض الجزء الثالث من عطر الشام، وأثار الصالح مسألة ضم المنتج تسع حلقات من الجزء الثاني إلى الجزء الثالث الذي صوّر بحضور النجم رشيد عباس في هذه الحلقات والذي انسحب مع غيره من الفنانين من الجزء الثالث بتوقيع المخرج زهير رجب. إضافة إلى حريم الشاويش بطولة عبد الفتاح مزين وسعد مينه.

هجرة المنتجين

كما سيعرض قسمة وحب، وغضبان لينهي الصالح الندوة بالحديث عن الأعمال اللبنانية –السورية، الهيبة والطريق، وينوّه إلى مشكلة هجرة المنتجين بتصوير أعمال خارجية لعدم توافر الفرص المناسبة.

ملده شويكاني