الصفحة الاولىصحيفة البعث

طهران: واشنطن لا تحترم عهودها.. وعزلتها عالمياً تتزايد

 

أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ضد إيران ستؤدي إلى مزيد من العزلة لواشنطن، وقال، خلال اجتماع أعضاء تكتل الدبلوماسية والمصالح الوطنية في مجلس الشورى الإسلامي: “إن الاستراتيجيات الأمريكية الجديدة ضد إيران التي أعلن عنها في خطاب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ستجلب المزيد من العزلة إلى الولايات المتحدة، حيث إن الشروط الـ12 لبومبيو لم تكن قائمة على العقلانية والمنطق السليم”، ولفت إلى أن إيران ستلتزم بالاتفاق النووي إذا جرى تأمين مصالحها، وتم تلقي ضمانات كافية لها من الأوروبيين، فيما أعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي عن اعتقاده بأن المباحثات مع الأوروبيين بخصوص الاتفاق النووي تسير في الطريق الصحيح، وأنهم يراعون الفترة الزمنية التي أعلنتها إيران، وقال: “إن إيران لم تقرر بعد ما إذا كانت ستبقى في الاتفاق النووي أم لا”، مشيراً إلى أن القرار مرتبط بالمفاوضات الجارية مع أطراف الاتفاق خلال الأسابيع القليلة القادمة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع بين إيران ومجموعة “خمسة زائد واحد” عام 2015، وإعادة فرض العقوبات الأمريكية عليها والتي تم تجميدها بموجب الاتفاق، وهي الخطوة التي لقيت انتقادات شديدة حتى من الدول الحليفة لواشنطن كفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
ولفت عراقجي إلى أن إيران طالبت خلال اجتماع لجنة الاتفاق النووي المشتركة مع الدول الأوروبية في فيينا بتلبية مطالب طهران في الاتفاق بعيداً عن الولايات المتحدة، وأن تقدّم الدول الأوروبية الضمانات الكافية، والحلول العملية لكي تتمكن من اتخاذ القرار المناسب.
في سياق متصل، أعلن النائب في مجلس الشورى حسين علي حاجي دليكاني أن أعضاء المجلس قدموا مشروعاً بصفة عاجلة جداً يلزم الحكومة بالحصول على الضمانات اللازمة من الدول الأوروبية خلال المفاوضات معها، وفي حال عدم تحقق هذه الشروط يحق لإيران استئناف أنشطتها النووية، وأضاف: “إن المشروع وقّع عليه حتى الآن 50 نائباً، وعدد الموقعين في ازدياد، وهو يلزم الحكومة بمواصلة المفاوضات مع الأعضاء الباقين في الاتفاق النووي، والعمل على الحصول على الضمانات اللازمة من الجانب الأوروبي”، وأوضح أن المشروع ينص على ضرورة أن تصدر الدول الأوروبية قراراً ضد نقض أمريكا لعهدها، كما يؤكد أنه لا ينبغي أن تتناول المفاوضات مع الأوروبيين القضايا الإقليمية والبرنامج الصاروخي لإيران مطلقاً، ولفت إلى أن المشروع يدعو الدول الأوروبية إلى ضمان شراء النفط من إيران، وأن تواصل البنوك الأوروبية التجارة مع القطاع الحكومي والخاص، وكذلك أن تتصدى إلى أي حظر جديد ضد إيران.
من جانبه، اعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي دليل على عدم اكتراثها بالقوانين والأعراف الدولية، وأنها لا تأخذ بعين الاعتبار تصويت الشعوب وصناديق الاقتراع، ولا تعير أي اهتمام للرؤية العالمية حيال فلسطين، مشيراً إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء الاحتجاجات الشعبية على نقل سفارة واشنطن إلى مدينة القدس، وأكد أن إيران لا ترى دليلاً عقلياً مقنعاً لبدء مفاوضات مع بلد لا يحترم عهوده، فواشنطن عبر انسحابها من الاتفاق في الحقيقة مزقت الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن إيران لن تستأذن أحداً في تطوير برنامجها الدفاعي العادي، ولن تخوض مفاوضات مع أية جهة بهذا الشأن، وأوضح أن على الأوروبيين التنديد بالموقف الأمريكي، والحد من الإجراءات البدائية لواشنطن في نقضها الاتفاق النووي بصرامة وحزم، واصفاً الصمت الأوروبي قبيل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي بأنه “مسايرة أوروبية” للولايات المتحدة.
فيما أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن إيران ستقوم بتطوير برامجها النووية، وترفع مستوى تخصيب اليورانيوم، لو تم إنهاء الاتفاق النووي، وقال: “إن إيران سعت منذ البداية للحفاظ على جميع الإنجازات، وكذلك البنى التحتية للصناعة النووية كي يمكنها استئناف العمل بها في الوقت المطلوب، ولهذا إذا أردنا العودة إلى الوراء واستئناف نشاطاتنا النووية في حال فرض حظر جديد من قبل أمريكا والدول الأوروبية، فلن تعترضنا أية مشكلة”، ووصف قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق بأنه انتهاك صارخ للقوانين الدولية، لافتاً إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي من يقرر التزام إيران بالاتفاق النووي من خلال زياراتها العشر للمراكز النووية الإيرانية، وأوضح أن إيران شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية تحقيق منجزات متعددة في مختلف المجالات، وعليه ستواصل الأبحاث والتطوير من أجل تصميم وصنع جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي، كما أنها حققت تطوراً في المجالات الأخرى مثل المجالات الطبية والزراعية والصناعية.
في سياق متصل، أكد المدير التنفيذي لشركة الغاز الوطنية الإيرانية حميد رضا عراقي أن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي لا يضع قيوداً على صناعة الغاز، وقال: “إن صادرات الغاز تختلف كلياً عن النفط”، مشيراً إلى أن عقود الشركة الوطنية لتوريد الغاز مع دول الجوار طويلة الأمد، وتصدر بموجبها 18 مليون متر مكعب يومياً للعراق الذي سيشهد زيادة ملحوظة عند بدء التصدير لمحافظة البصرة.
وحول تأثير انسحاب أمريكا واحتمالية عودة الحظر على أنشطة الشركة، أكد أن شركة الغاز الوطنية تتعامل مع المقاولين المحليين، وتنتج 80 إلى 90 بالمئة من المعدات المختصة بالصيانة والتخزين وإنشاء المصافي ولديها اكتفاء ذاتي بهذا الخصوص.
كما انتقد المستشار النمساوي سيباستيان كورتس السياسة الخارجية للولايات المتحدة، واصفاً خروجها من الاتفاق النووي مع إيران بأنه “خطأ مؤسف”، وقال: “إن الأوروبيين سيبذلون قصارى جهدهم لإنقاذ الاتفاق النووي في الأسابيع المقبلة طالما أن إيران تلتزم به”، واعتبر أن سياسة الولايات المتحدة بالنسبة للأوروبيين لا يمكن التنبؤ بها، داعياً أوروبا إلى أن تظهر نهجاً موحداً في تعاملها مع مختلف القضايا الدولية.