تحقيقاتصحيفة البعث

“معارض الكتب”..  بوابة لنشر الثقافة والمعرفة.. وإعادة الكتاب إلى حياة الناس

بعد انتهاء معرض الكتاب بدورته الثلاثين، يمكن الآن الوقوف عند بعض الإيجابيات التي حملها هذا العام، لاسيما أنه جاء مختلفاً لجهة الانتصارات التي حملها الجيش العربي السوري بين راحتيه، فإلى جانب اقتناء كتاب، فتح المعرض المجال واسعاً أمام المواطنين لحضور أمسيات شعرية، وثقافية، وندوات سياسية، كان ضيوفها من أرقى وأعلى المستويات، إلى جانب الأفلام، وعرض مخطوطات قديمة في قسم المكتبة، وكما كانت دور النشر المحلية حاضرة بقوة، تمكنت بعض البلدان العربية من حجز مكان لها بأسماء دور عريقة وكبيرة، وكانت ميزة ذاك الحضور رغبة “الضيوف” بالمشاركة بانتصار سورية على الإرهاب من بوابة الكتب التي كانت مفتوحة أمام القارئ السوري، وبحسومات وصلت لـ 50% كي يتمكن الجميع من التواصل مع “صديق من ورق”، دون تفكير بالسعر، أما الدور المحلية فكانت الحسومات من 20 إلى 30%.

اختلاف

ومع نجاح القائمين على المعرض في ترتيب الأجنحة، وتناغم الكتب وانسيابها بأريحية وكأنها تدعوك للتزود من معارفها، فإن التنسيق عكّره تغيب بعض العناوين، وأسماء كتّاب كبار لهم حضور غني على المائدة الأدبية، وفي المقلب الآخر قد تجد تلك الكتب تعتلي البسطات وتتصدرها، ليأتي سؤال من سائر، الطالب الجامعي الذي التقت به “البعث”، يقول: ما هو مبرر غياب تلك الأسماء من معرض الكتاب وهي موجودة مسبقاً على الأرصفة المشغولة؟!.. أما من ناحية الأسعار فقد وجدها لا تتناسب ودخل المواطن، حيث بيّن أنه لا يمكنه أن يقتني ثلاثة كتب يبدأ أولها بـ 1500، وآخرها بـ 3000 ليرة، هذا عدا عن غض نظره عن عناوين أخرى من الضروري برأيه تواجدها في مكتبة كل قارئ، أما أم حسن فقد اعتبرت أسعار كتب الأطفال مقبولة، فهي في بعض الدور مساعدة جداً لأية عائلة، وبعضها الآخر يصل  سعر مجموعة قصص الأطفال الملونة إلى 2000 ليرة، وهو سعر عادي بالنسبة لتكلفة الكتاب من ناحية الألوان والطباعة ونوعية الورق، وبالحديث عن الورق رأى علاء الذي يعمل كمترجم اسباني أن بعض الكتب لا تتصف بأية جودة، سواء متن ناحية الغلاف، أو نوع الورق، وبالمقابل تواجدت كتب مريحة لعين القارئ، أما من ناحية الأسعار فهي برأيه عادية، إلا أن دخل المواطن هو من يقف حائلاً أمام رغبة أي شخص بشراء كم كبير من الكتب، لاسيما أن للحياة أولوياتها.

إعجاب عربي

وعن المشاركة العربية بيّن مصعب الأشمر، المسؤول في دار المحجة البيضاء اللبنانية، أن هذه هي المشاركة الثانية، ووصفها بالجيدة بالنسبة للدار، وعبّر عن إعجابه بعزيمة الشعب السوري الخارج من الحرب، والراغب بالحياة، وبالقائمين على المعرض، وإصرارهم على افتتاحه رغم تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية، مبدياً عتباً ودوداً على تقسيم الأجنحة الذي يحتاج لعلاج أكثر، متمنياً العام القادم تشكيل الأجنحة بين السوري واللبناني والعراقي وغيرها بدلاً من حصر الدور اللبنانية بزاوية المعرض، ورغم ذلك يبقى تنظيم المعرض- بحسب الأشمر- نجاحاً بحد ذاته، أما الحسومات فهي 50%، لأن القارئ السوري “ما بيتحمّل أكتر”،  وهو يحتاج لهذا الحسم وأكثر حتى يستطيع انتقاء كتب، أما دار صادر التي شاركت عدة مرات في معرض الكتاب، فقد بيّن المشرف على الدار أن مشاركتهم تأتي من أجل النهضة بالثقافة العربية، لاسيما في مكتبة الأسد، لأن لها ميزة خاصة عند دور النشر اللبنانية، والحسومات جاءت محاكية لسعر التكلفة رغبة بإتاحة فرصة القراءة للجميع، آملاً من  إدارة المعرض منح حسومات على الفنادق والأجنحة حتى يتمكنوا العام القادم من تقديم كتب بأسعار رمزية، موضحاً أن تكلفة شحن الكتب ونقلها، وأجور الفنادق، وحجز الجناح لعبت دوراً في التسعيرة، بدوره علي بحسون من دار الفارابي أبدى فرحه ورضاه عن المشاركة بمعرض الكتاب الذي له خصوصيته في مكتبة الأسد، مشيراً إلى أسعار الكتب التي رغب المشاركون اللبنانيون بإيصالها للقارئ السوري بأسعار أقل من بيعها في لبنان، مؤكداً أن مجيئهم للمعرض لإنجاحه دون التفكير بالتكاليف، أو معيار الربح والخسارة.

غنى وتنوع

الأرقم الزعبي، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، أكد وجود عدد متنوع من الأجناس الأدبية والبحوث والدراسات، وجناح خاص بقصص الأطفال الغنية من ناحية المضمون والسعر، حيث إن أي كتاب للأطفال فقط بـ 50 ليرة، أما الكتب فالحسم وصل لـ 50% ، منوهاً إلى أن الجناح يتضمن فعاليات بمقدور الجميع أن يشارك بها، إضافة لاستقبال طلاب وأطفال من أبناء الشهداء، ومتميزين ومتفوقين، ولقاءات تفاعل بين الطلاب، وعدد من الكتّاب، على أن تتم بعد فترة زيارة الأطفال للوقوف على رجع الصدى لديهم بعد تسجيل أسماء الكتب التي تم إهداؤها لهم بهدف تشجيعهم وتكريمهم.

نجوى عيدة