الصفحة الاولىصحيفة البعث

أغلبية الألمان يرفضون مشاركة بلادهم في أي اعتداء عسكري محتمل ضد سورية الدفاع الروسية: الإرهابيون يعدون لهجوم كيميائي حقيقي ضد المدنيين في إدلب

 

بدأ تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، وما تسمى منظمة “الخوذ البيضاء”، وضع اللمسات الأخيرة على عدة مسارح، أقامتها في ريف إدلب، تمهيداً لبدء “العروض الكيميائية”، التي سيكون ضحيتها أطفالاً ومواطنين سوريين، لينتهي العرض باتهام الحكومة السورية بتنفيذها، لتسويغ اعتداء يدور التحضير له في أروقة البيت الأبيض ووزارات دفاع وأجهزة استخبارات من لف لفها من الدول المعادية للدولة السورية وشعبها.
يأتي ذلك فيما حذّرت وزارة الدفاع الروسية من أن الإرهابيين يعدون لهجوم كيميائي حقيقي ضد المدنيين في إدلب تمهيداً لتحميل الجيش السوري المسؤولية عنه، فيما أفاد مصدر من جسر الشغور بصدور أوامر خارجية لـ “الخوذ البيضاء” بنقل مواد كيميائية إلى قلعة المضيق وكفرنبوده بريف حماة، وتحدّث عن تصوير 10 فيديوهات لمسرحية الكيميائي سيتم إرسال 2 منها إلى الأمم المتحدة.
وفيما أظهر استطلاع للرأي أن ما يقارب ثلاثة أرباع الألمان يعارضون مشاركة الجيش الألماني في اعتداء عسكري غربي محتمل ضد سورية، رفض الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني، ثاني أكبر أحزاب البلاد، بشكل قاطع أي دور لألمانيا في الحرب السورية.
وفي التفاصيل، تحدّثت مصادر مطلعة من محافظة إدلب عن “اجتماعات ولقاءات مكوكية عُقدت في أحد المقرات التابعة لتنظيم جبهة النصرة في إدلب ضم عدداً من متزعمي الهيئة وإرهابيين من “الخوذ البيضاء” ومصورين لعدد من الوكالات الأجنبية المحليين، وعدداً آخر من الأجانب، لوضع اللمسات الأخيرة على “مسرحية كيميائية” سيتم تنفيذها في مناطق مختلفة، تشمل سهل الغاب وريف حماة الشمالي وجسر الشغور”، وذلك بحسب أحد الإرهابيين المشاركين بالاجتماعات.
ولفتت المصادر إلى أنه “بعد فضح الخطط السابقة والتي كان من المقرر تنفيذها خلال الأيام الماضية لتنفيذ المسرحية يعمل تنظيم “النصرة” على استراتيجية جديدة بإطلاق إشاعات متناقضة عن مسرح تنفيذ الهجوم الكيميائي بهدف تسريبها للإعلام، وصرف الانتباه عن المنطقة المستهدفة فعلياً”، وأضافت: “إن التنظيم الإرهابي والمجموعات المنضوية تحت زعامته “جهزوا 12 مدنياً من إدلب يجيدون الانكليزية للتواصل مع وسائل إعلام أجنبية فور بدء مسرحية الكيميائي بعد تقسيمهم إلى مجموعات وتوزيعهم على عدة مواقع في جسر الشغور وسهل الغاب وشمال حماة”.
ولاحظت المصادر تفاوت التحضيرات بين المناطق الثلاث التي سيتم تصوير مشاهد “مسرحية الكيميائي” فيها، مشيرة إلى أنه من ضمن ما يرتب له من “فبركات” هو مجزرة كيميائية حقيقية مستندة في ذلك إلى استلام إرهابيي ما يسمى “جيش العزة” يوم السبت الماضي شحنة تضم 5 أسطوانات تحوي غاز الكلور من قياديين في ما يسمى “هيئة تحرير الشام” و”الخوذ البيضاء”، تم نقلها إلى أحد المقرات التي تم إنشاؤها حديثاً ضمن نفق بين بلدتي اللطامنة وكفر زيتا، بمحاذاة المزارع الغربية لبلدة لطمين في ريف حماة الشمالي، وسبق ذلك بأيام نقل إرهابيو “جبهة النصرة” شحنات من غازي السارين والكلور إلى بلدات الناجية بريف جسر الشغور وبلدة كفر نبل بريف إدلب والحواش بريف حماة الشمالي الغربي.
وكانت مصادر مقربة من متزعمين في جماعات إرهابية في إدلب أكدت قيام أحد التجار في بلدة سرمدا بتسليم إرهابيي “الخوذ البيضاء” مجموعة متكاملة جديدة من منظومات التصوير التلفزيونية الحديثة وأجهزة البث الفضائي، حيث تم نقل الدفعة الأولى منها إلى مناطق سيطرة “الحزب التركستاني” في سهل الغاب قبل أن يتم إرسال تجهيزات مماثلة إلى منطقتي ريف حماة الشمالي وجسر الشغور.
إلى ذلك، حذّرت وزارة الدفاع الروسية من “أن الإرهابيين يعدون لهجوم كيميائي حقيقي ضد المدنيين في إدلب تمهيداً لتحميل الجيش السوري المسؤولية عنه فيما بعد”، وكشف مركز التنسيق الروسي في حميميم التابع لوزارة الدفاع الروسية في بيان له أمس عن معلومات موثوقة حصل عليها من مصادر داخل محافظة إدلب عن إنهاء فرق تلفزيونية تابعة لفضائيات عربية وقناة إخبارية أمريكية تصوير 9 مقاطع مسجلة لتمثيلية “استخدام الكيميائي” في مدينة جسر الشغور، حيث سيعمد إرهابيو “الخوذ البيضاء” و”جبهة النصرة” إلى اختيار تسجيلات منها لتسليمها للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فيما بعد.
وبيّن المركز أن إرهابيي “الخوذ البيضاء” يتدربون يومياً منذ الأحد الماضي في مدينة خان شيخون على تصوير مسرحية “الهجمات الكيميائية” بمشاركة الأطفال، مؤكداً أن الإرهابيين اختطفوا 22 طفلاً مع ذويهم من ريف حلب ومجموعة من الأيتام للمشاركة في المسرحية المفبركة، وكشف عن مشاركة إرهابيي ما يسمى “حراس الدين” في المسرحية الكيميائية من خلال تحضير أماكن لتفجير عبوات تحتوي على مواد كيميائية سامة أثناء تصوير تسجيل لهجوم كيميائي مزعوم.
بالتوازي، أكد تقرير للجنة الخدمات العلمية في البرلمان الألماني بوندستاغ أن مشاركة الجيش الألماني في أي اعتداء عسكري غربي محتمل ضد سورية ستكون مخالفة للقانون الدولي والدستور الألماني، وقالت اللجنة، في تقرير مكوّن من عشر صفحات: “إن التفويض البرلماني لمشاركة الجيش الألماني في مثل هذه المهام لن يكون له قيمة لأن البرلمان لا يجوز له منح تفويض إلا للمهام الخارجية التي لها سند متين في الدستور الألماني والقانون الدولي، ما يعني أنه لا يجوز للحكومة الألمانية طرح مثل هذه المهام للتصويت في البرلمان مطلقاً”.
بدوره قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: إنه لا ينبغي أن تخضع ألمانيا لضغوط لاتخاذ قرار بشأن تدخلها في أية عملية عسكرية ضد سورية، مشيراً إلى أن ألمانيا تتخذ قراراتها بشكل مستقل، ويتعيّن علينا أن نأخذها على أساسنا الدستوري الذي ينطبق في ألمانيا، وبالطبع أيضاً بموجب القانون الدولي.
من جهتها أعلنت رئيسة الحزب الديمقراطي الاشتراكي، أندريا ناليس، أن حزبها لن يوافق على مشاركة ألمانيا في أي اعتداء ضد سورية دون تفويض من الأمم المتحدة، وقالت أمام الـ بوندستاغ: “إنه ما دام هذا التفويض لم يعط، فلا يمكننا – نحن الديمقراطيين الاشتراكيين – أن نوافق على تدخل عسكري في سورية”.
بدورها حثت النائب اليسارية هايكه هانسيل وزيرة الدفاع اورسولا فون ديرلين على استبعاد المشاركة في اعتداء عسكري محتمل، لافتة إلى أن كل من يخطط لمثل هذه الأفعال مذنب في انتهاك القانون، ويجب أن يتوقع على الأقل عواقب سياسية.