الصفحة الاولىصحيفة البعث

أنظمة التشويش وصلت إلى سورية موسكو: واشنطن تكذب.. و”إس 300″ عامل استقرار

 

 

بدأت وزارة الدفاع الروسية تعزيز مجموعة وسائل الحرب الالكترونية في سورية، وذلك بعد ساعات على إعلانها العمل على إيقاف كل أجهزة الرادار وكل أجهزة الاتصالات لأي قوات قد تقوم بتوجيه ضربات على الأراضي السورية، فيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، وعلى لسان رئيس قسم منع الانتشار النووي والحد من التسلّح في وزارة الخارجية الروسية فلاديمير يرماكوف، أن تزويد دمشق بمنظومة “إس 300” لن يؤدي إلى التصعيد في سورية، بل إلى الاستقرار، مشدداً على أن هذه المنظومة دفاعية، وأن الولايات المتحدة “تكذب عمداً” عندما تقول: “إن تزويد سورية بها يهدد أمن الولايات المتحدة”.
وأضاف: “إن منظومات إس 300 التي ستتسلمها سورية ستتمكّن من تغطية الأجواء السورية، حيث يتطلّب الأمر فعل ذلك”، مبيناً أن حجج الذين طلبوا سابقاً عدم تسليم سورية هذه المنظومات لم تعد مقنعة، وأن من حق أية دولة تقديم المساعدة العسكرية التقنية لشركائها.
كما أعرب يرماكوف عن استغرابه من تصريحات كلام مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون بهذا الصدد، داعياً الأمريكيين إلى تنسيق المواقف مع روسيا، وخاصة في الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب في سورية والشرق الأوسط عموماً.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن الاثنين أنه وبإيعاز من الرئيس فلاديمير بوتين سيتمّ تسليم منظومة صواريخ “إس 300” إلى سورية خلال أسبوعين لرفع مستوى القدرات القتالية لقوات الدفاع السورية.
وأكد يرماكوف أن تزويد سورية بأنظمة الصواريخ يستهدف تعزيز قدراتها الدفاعية وضمان أمن أراضيها من أي تدخل خارجي ولخلق الظروف المناسبة لاستقرار الوضع فيها وإعادة إعمارها.
يأتي ذلك فيما أفادت صحيفة إزفيستيا الروسية: “أولى مجموعات وسائل الحرب الالكترونية وصلت إلى قاعدة حميميم باللاذقية على متن طائرة “إيل 76” بهدف تشويش عمل الرادارات وأنظمة الاتصالات والتحكّم لأي طائرة قد تهاجم الأراضي السورية”، وبيّنت أن “مجموعات وسائل الحرب الالكترونية ستقوم بالتشويش على عمل أنظمة الملاحة الفضائية، وسيشمل عملها، إضافة إلى سورية الأهداف الواقعة في المناطق المحيطة في البحر المتوسط”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية حمّلت خلال الأيام الماضية على لسان العديد من مسؤوليها “إسرائيل” المسؤولية الكاملة عن إسقاط طائرة “إيل 20” نتيجة تصرّف عدائي لا مسؤول، وأنها تحتفظ بحق الرد عليه بالإجراءات الجوابية المناسبة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه “سيتمّ منح الـ 15 جندياً روسياً، الذين قضوا في الـ 17 من أيلول الجاري في حادثة إسقاط الطائرة “إيل20″ وسام الشجاعة تقديراً لهم على شجاعتهم وبسالتهم وتفانيهم في المهام القتالية في سورية”.
وفي وقت سابق، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن استعداد بلاده لمناقشة جميع المواضيع مع الولايات المتحدة في حال تخلت الأخيرة عن عنجهيتها، وقال: “نحن مستعدون لبحث كل المواضيع المتعلقة بالوضع في سورية وفي أي مكان آخر مع الولايات المتحدة.. لكن وكي تكون المناقشة مثمرة يجب على زملائنا الأمريكيين ترك عنجهيتهم ومحاولات تقديم مقارباتهم وآرائهم الشخصية على أنها الوحيدة الممكنة والمقبولة”.
وحول المزاعم والتحذيرات التي أطلقها مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون بشأن قرار موسكو تزويد سورية بصواريخ إس 300 قال ريابكوف: “بالطبع نظرنا بتمعّن إلى تعليقات صادرة عن كبار المسؤولين الأمريكيين حول هذه المسألة.. لا شك أن قرارات كهذه نتخذها بعد تحليل مفصل ومعمق لكل الظروف والجوانب لتطوّر الوضع، ونحن نعتبر أن زعم زملائنا الأمريكيين بأن هذه الخطوة ستقود إلى التصعيد لا مبرر له”، ولفت إلى أن هذه الاتهامات يوجهها إلى روسيا ممثلو دولة ترتكب على مدار السنين الخطأ تلو الآخر في سياستها في الشرق الأوسط، وتحديداً في سياستها إزاء سورية.
ودعا نائب وزير الخارجية المسؤولين الأمريكيين إلى تقييم الخطوات الروسية بقدر أكبر من الواقعية والاتزان والحيادية، مجدداً دعوة موسكو للولايات المتحدة لتوحيد الجهود في محاربة الإرهاب في سورية وفي منطقة الشرق الأوسط بأسرها.