اقتصادصحيفة البعث

نصيبنا من “نصيب”..!؟

 

باعتقادنا المبني على حسابات وأرقام رسمية وغير رسمية، سيشكل معبر نصيب وخلال مرحلة ما بعد الفتح وعودته للعمل، طاقة فرج مالية كبيرة، ولاسيما من القطع الأجنبي، وغاية في الأهمية من حيث التوقيت والمكان، مثلما سيشكل لإنتاجنا ومنتجاتنا وبالتالي صادراتنا، وليس ختاماً طاقة فرج لميزاننا التجاري..!
وإن كنا نخص سوريتنا بالنصيب الأكبر من تلك الطاقة، بما لكلمة طاقة من معنى وعلى كافة الأصعدة، فهذا لا يعني “نكران” ما لغيرنا من نصيب، بحكم العديد من الروابط التي فرضتها الجغرافية وغير الجغرافية…!
إلاَّ أن على أصحاب قرارنا الاقتصادي وضع “حلقة في آذانهم”، أن النصيب يجب أن يتناسب طرداً لصالح من تحمل المصائب والمصاعب ودفع الغالي والرخيص، كرمى تحرير واستعادة هذا الشريان التجاري الأهم في المنطقة، ومنه إلى ما بعدها وبالاتجاهات الأربعة..!
فبعيداً عن المجملات والدبلوماسيات، وتحيدنا لما لا يُحيَّد دماء الشهداء وعذابات الجرحى، نشدد على أن الكلفة المالية والمادية التي دفعت لأجل عودة افتتاح المعبر، والخسائر التي مُني بها اقتصادنا وعمراننا وزرعنا، يجب أن تُؤخذ بكبير وكثير من الحسبان، حين التباحث في الميدان والميزان التجاري، بين الدول التي ستقطف حاصلات تشغيل المعبر…!
وهنا من الضرورة التذكير بالخسائر السنوية التي فوَّتها علينا، من فوَّتَ أدوات سفك الدم والدمار لديارنا، ويكفي أن نعلم أن سورية ونتيجة لإغلاق المعبر بسبب الإرهاب المُصدر إلينا، كانت تخسر يومياً 15 مليون دولار أمريكي، أي 5.4 مليارات ليرة سنوياً، وهذا على حسابات ما قبل الأزمة..!
بينما ما يُدَّعى من خسائر للدول المجاورة وتحديداً الشقيقة لبنان والأردن، وهي 900 مليون دولار خسائر للبنان، و800 مليون دولار للأردن، هذا ناهيكم عن تركيا، فلنا رأي مختلف في صحة تلك “الخسارات” التي عُوِّضت بأشكال وطرق وأساليب مختلفة من التعويضات، وأحدها وأهمها ما كسبته تلك الدول من المواطنين السوريين، بدءاً من المعاملة والتحكم والتضييق والمنع والمتاجرة بهم وبأموالهم وبأرزاقهم وبعمليات “استضافتهم”، وليس انتهاء وأخيراً بالتسهيل المأجور وبالدولار لتهجيرهم من مناطقهم ووطنهم.
وعليه، وكما دفع ويدفع المواطن السوري رسم وضريبة إعادة الإعمار..إلخ، يجب على الأقل أن يدفع الغير تلك الضريبة، تكفيراً عن ضرباتهم لوطننا واقتصادنا ومصيرنا، وتكفيراً عن رسومهم وضرائبهم التي فرضت على السوريين، حين إقامتهم وعبورهم لتلك الدول وسفرهم منها، هذا ولم نذكر حجم وكم ما جنت من أموال على ظهورهم وبحجة وجودهم على أراضيها…! رسم وضريبة “الأخوة” و”الشقيق” يجب أن تكون امتحان المعبر المعنوي، والذي به ومنه تنطلق كل الامتحانات الاقتصادية القادمة..!
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com