صحيفة البعثمحليات

250 مليار ليرة خسائر مادية في القطاع السياحي بإدلب و15 ألف فرصة عمل كخسارة اجتماعية

 

 

حماة – منير الأحمد
في خضم الحديث عن تداعيات الأزمة الكارثية في محافظة إدلب، يبرز لدينا القطاع السياحي الذي لم يسلم أسوة بغيره –وربما كان الوضع أشد قساوة في هذه المحافظة- كحالة تختصر ما أصاب الاقتصاد الوطني من سهام دمار قصدت الإبادة الحقيقية له، إذ يؤكد مدير سياحة إدلب محمد فجر ميمون أن خسارة قطاع السياحة في هذه المحافظة بلغت 250 مليار ليرة سورية كخسائر مادية للاستثمار السياحي في مجالي الإطعام والملاءة الفندقية وشقق الإيجار، فضلاً عن خسارة 15 ألف فرصة عمل كانت تعيل حوالي 60 ألف نسمة، ناهيكم عن إغلاق حوالي مئة مكتب سياحي وحج وعمرة كانت توفر 600 فرصة عمل تعيل أكثر من 4000 نسمة، إلى جانب توقف الاستثمار وهجرة العقول والأموال الاستثمارية لتوظف بأماكن أخرى، لكن الخسارة الأشد إيلاماً –حسب ميمون- هي إزالة الأوابد الأثرية والتعديات الجريئة لمحي أي موقع أثري من خلال تفتيت الحجارة الكبيرة وبيعها بأسعار بخسة وحفر التلال الأثرية و نبش الآثار بطريقة همجية وتفجير الأضرحة والمقامات والمزارات الدينية وسرقة الكنوز الأثرية لإيبلا وغيرها وتهريبها وبيعها خارج سورية.
يأتي ذلك على وقع ما تحتله محافظة إدلب من مرتبة متقدمة ضمن المحافظات والمناطق السورية لجهة توفر المقومات السياحية الكثيرة أهمها 78% من مساحتها الإجمالية هي مساحة خضراء، كما تشكل الغابات ومواقع التحريج الاصطناعي والطبيعي 18% من إجمالي المساحة العامة للمحافظة البالغة 6100 كم2، وتبعد عن دمشق 315 كم، ما جعل القطاع السياحي في المحافظة يتنامى باضطراد سريع حيث كان يوجد فيها 12 مطعماً سياحياً عام 2004، ونحو مئة منشاة إطعام في جميع أرجاء المحافظة وستة فنادق سياحية، و42 منشأة سياحية قيد التنفيذ، و80 منشأة قيد الترخيص، كما كانت نسبة زيادة السياح للمحافظة 62%.