اقتصادصحيفة البعث

رنين مغناطيسي..؟!

 

1.6 مليون دولار، إضافة إلى 11 مليون ليرة تركيب وتشغيل وتدريب وأعمال تحضيرية، و130.8 مليون ليرة ضمان (صيانة وقطع تبديلية) لمدة ثلاث سنوات؛ أي ما مجموعه 861.8 مليون ليرة، هو قيمة العقد الذي تمت المصادقة عليه ، والمبرم بين وزارة الصحة وشركة إبريكوت المحدودة المسؤولية لتقديم وتركيب وتشغيل جهاز رنين مغناطيسي مغلق لكامل الجسم إنتاج شركة جنرال إلكتريك العالمية، لزوم الهيئة العامة لمستشفى دمشق.
موافقة تأتي في وقتها، ولاسيما أن غير جهاز رنين في مشافينا الحكومية (الأسد الجامعي مثلاً)، لا يزال معطلاً منذ سنوات، أو ليست بالمستوى المطلوب تعمل..!
أن تتم المصادقة على العقد، وتأخذ الموافقة كل هذا الوقت من الزمن، على جهاز طبي من أهم الأجهزة ذات التشخيص الدقيق، الذي تحتاجه مشافينا العامة ويحتاجه الكثير من المرضى، ممن لا قدرة لهم على دفع أجر صورة لهم بهذا الجهاز، هو في حد ذاته محط سؤال، لسنا بوارد الخوض في الإجابة عنه، لكن يكفي أن نشير إلى واقع وتوزع مثل هكذا جهاز في المشافي والمراكز الخاصة، حتى نضع عشرات علامات التعجب..!.
المبلغ والذي لا يفصله عن المليار ليرة أقل من 15% من مجمل ثمنه وتكاليفه، ومع أنه كبير جداً مقارنة بالمدخول الشهري لصاحب الدخل المهدود، إلاَّ أنه مقارنة بإمكانات دولة يكاد لا يذكر، كما لا يذكر لو قسناه بمعدلات التضخم لليرتنا، ومع ذلك أخذ كل ما أخذ من وقت..!
ولو تمعنَّا أيضاً بتوزع المبالغ الإجمالية أعلاها، حتى يدخل دائرة العمل والتشغيل والاستثمار، لانتابنا شيء من الريبة، التي ربما غير مبررة، وربما مبررة.
رغم ما أنف وغيره، فإن الجهاز الأمل للكثيرين، قاب قوسن أو أدنى، سيكون في المشفى الرئيسة بدمشق، وهنا نود أن نطرح وعلى “بساط أحمدي” كما يقال، موضوع المنافسة ما بين المشافي العامة والخاصة، أي أن يكون هناك جزء مأجور يترتب على من يستطع من المرضى دفعه في العام، يقل وبنسب مدروسة عما يُدفع في الخاص، لعلنا نحفز الأخير على تخفيض أجوره، وبالتالي تخفيض الضغط على الأجهزة العامة، هذا من جهة.
أما من جهة أخرى، فنطرح موضوع التأهيل والتدريب، للكوادر المشغلة لمثل تلك الأجهزة ذات الحساسية العالية، في مشافينا العامة، كي تستطيع إطالة العمر الاستثماري لتلك الأجهزة، عبر الاستخدام الفني والعلمي الأمثلين؛ إذ إن الملاحظ وجود نوع من الشبهة في الواقع التشغيلي لتلك الأجهزة بين مشافي القطاعين، ما يدفعنا دفعاً للتساؤل عن كيفية تمكن مشفى أو مركز من صيانة وإصلاح جهازها وبزمن قياسي، بينما لا تستطيع مشفى عام ذلك، رغم الفارق الكبير في الإمكانيات المادية وغير المادية…؟!.
لعل السر في مغناطيس الخاص.. 0ورنين دراهمه، التي قيل إنها كـ”المراهم”..!.
قسيم دحدل
qassim1965@gmail.com