اقتصادصحيفة البعث

قِدَمُ الآلات ونقص اليد العاملة يحولان دون تنفيذ كامل خطتها الاستثمارية تدني نسب إنتاج شركات “النسيجية” يستدعي التدخل الفوري للحفاظ على أحد أهم روافد الاقتصاد الوطني

يبدو أن جهود الحكومة في رصد واقع قطاع الغزل والنسيج وإجراءاتها الإسعافية في حلّ مشكلات وهموم هذا القطاع والنهوض به ليعود رافداً من روافد الاقتصاد الوطني لم تؤتِ أُكلها، إذ تصدّر قدم الآلات ونقص اليد العاملة المنتجة قائمة أسباب عدم تنفيذ أغلب الخطط الإنتاجية في المؤسسة العامة للصناعات النسيجية، حيث بات من الضروري تحديث مؤسسات هذا القطاع وإدخال التكنولوجيا بما يحقّق تخفيض كلف الإنتاج حتى تستطيع منافسة السوق الداخلية والخارجية، إضافة إلى إعادة هيكلة هذا القطاع من جديد، ووضع برامج استثنائية وخطط فورية لتحديد نقاط القوة والضعف ليس فقط في مجال صناعة الغزل والنسيج بل على مستوى الاقتصاد السوري ككل كخطوة أولى لتجاوز نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة وصولاً إلى تحقيق الازدهار الاقتصادي.

نسب تنفيذ

وعلى الرغم من أن تقرير تتبع الإنتاج والمبيعات والخطة الاستثمارية واليد العاملة لهذا القطاع خلال العام الحالي يؤكد تحسناً ملموساً عن العام السابق، إلّا أن أهل الكار لم يجدوا بهذا التقرير الهدف المرجو من القطاع النسيجي المعوّل عليه زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الدخل القومي للبلد، حيث وصل الإنتاج الفعلي لغاية تشرين الأول من هذا العام لشركات الغزول القطنية إلى 18135 طناً بنسبة تنفيذ 44% بينما المخطط له كان 41123 طناً، وفق ما أكده عمر الحلو “رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال الغزل والنسيج”، في حين وصل إنتاج الشركة العامة لصناعة الصوف والسجاد لهذا العام إلى 117 طناً بنسبة تنفيذ 40% بينما كان المخطط له 290 طناً، وبلغ إجمالي إنتاج الأقمشة القطنية الخامية 2193 طناً بنسبة تنفيذ 48% والمخطط له كان 4598 طناً. وأرجع الحلو أسباب عدم التنفيذ للأقمشة القطنية بسبب استبعاد بيانات شركتي الخماسية والمغازل ووجود خط قديم متوقف لدى شركة نسيج اللاذقية وعدم الجدوى الاقتصادية من تشغيله، وبلغ إنتاج الألبسة الجاهزة “شركة وسيم” 257466 قطعة بنسبة تنفيذ 51% بينما كان المخطط له 503568 قطعة، في المقابل وصل الإنتاج الفعلي لشركة الشرق للألبسة الداخلية إلى 213769 دزينة بنسبة تنفيذ 43%. وعزا الحلو أسباب عدم التنفيذ لهاتين الشركتين لارتفاع متوسط أعمار العاملين في الشركة والتوقفات الطويلة لبعض الآلات بسبب الأعطال الميكانيكية وعدم توفر قطع التبديل. وفيما يتعلق بالسجاد الصوفي كانت خطة السجاد الصوفي تقوم على أساس ورديتي عمل بينما كان الفعلي وردية واحدة، ليكون الإنتاج الفعلي لإجمالي سجاد السويداء ودمشق 54526 م2 بنسبة تنفيذ 27% والمخطط له كان 199121 م2، كذلك وصل الإنتاج الفعلي للقطن الطبي في الشركة الخماسية إلى 145 طناً بنسبة تنفيذ 85% والأربطة الطبية للشركة نفسها 236 ألف رباط بنسبة تنفيذ 19%.

مبيعات

في المقابل بلغت قيمة الإنتاج الجاهز المخطّط له للبيع 84,404 مليار ليرة سورية والفعلي 34,348 مليون ليرة سورية بمعدل تنفيذ 41% وهناك بعض التوقفات تعادل قيمة 23,141 مليار ليرة سورية تعود لانقطاع التيار الكهربائي ونقص العمال. ووصلت المبيعات الداخلية المنفذة لهذه الشركة خلال العام الحالي إلى 24,361 مليار ليرة سورية بنسبة تنفيذ 41%، بينما المبيعات الخارجية المنفذة بلغت 987.592 مليون ليرة بنسبة تنفيذ 4%، وتتنوّع الصعوبات التسويقية بين ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب ارتفاع سعر المواد الأولية وتكاليف نقل هذه المواد وبين عدم استجرار منتجات القطاع العام لكامل مخصصاتها ووجود منتجات مماثلة مستوردة منافسة بأسعار أقل، وصعوبة عملية التصدير بسبب المعوقات الاقتصادية المفروضة على المصارف السورية وانخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، إضافة إلى عدم القدرة على التجديد في مواصفات المنتج بما يتناسب مع أذواق المستهلكين المتغيّرة بسبب الافتقار للكفاءات المتخصّصة بتصميم الأزياء وصعوبة المنافسة داخلياً وخارجياً، ناهيك عن اتجاه السوق المحلية إلى الخيوط الصنعية.

خطة استثمارية

تأتي القوانين الموضوعة في قائمة الأسباب التي تؤخر تنفيذ الخطة الاستثمارية، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلد والتي أدّت إلى عدم تنفيذ بعض المشاريع، وكذلك صعوبة تأمين التمويل اللازم لاستكمال عمليات التجديد والاستبدال، ونقص الكوادر الفنية اللازمة للصيانة والإصلاح، إضافة إلى عدم استقرار التيار الكهربائي الأمر الذي يؤدي إلى أعطال كثيرة خاصة في اللوحات الإلكترونية والمحركات ذات الاستطاعة العالية ونقص وصعوبة تأمين هذه القطع بسبب احتكار التجار لها، حيث بلغ اعتماد الخطة الاستثمارية للاستبدال والتجديد لهذا العام 741.5 مليون ليرة والإنفاق الفعلي 132.353 مليون ليرة بنسبة تنفيذ 18%، بينما كان اعتماد الخطة الاستثمارية للمشاريع الجديدة 2,481 مليون ليرة سورية والإنفاق الفعلي 37.177 مليون ليرة سورية بنسبة تنفيذ 1%.

ميس بركات