صحيفة البعثمحليات

حلول غير تقليدية!!

مهما كانت نسبة الأمل ضعيفة لكنها تبقى تدغدغ أحلام من ينتظرها لعل وعسى تتسع دائرة الأمل ليعم خيره.

الصورة هنا يمكن إسقاطها على ملتقى التوظيف الأول الذي أقامه مركز الإرشاد الوظيفي وريادة الأعمال التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أواخر الشهر الماضي، والذي نجح بتأمين 150 فرصة عمل لطالبي التوظيف في شركات القطاع الخاص التي تبحث عن العمالة المؤهلة والمدربة جيداً.

لا شك أن الرقم /150/ هزيل ولا يساوي شيئاً مقارنة بعدد طالبي فرص العمل، والذي يصل سنوياً لحدود الـ 300 ألف وأكثر، ولكن يبقى الأمل بأن يتضاعف المستفيدين من الملتقى إلى عشرات الآلاف، وأن يكون الملف الساخن – البطالة – ضمن أولويات الحكومة حاضراً ولاحقاً، فنسب البطالة ارتفعت لحدود مرعبة لا يمكن الوقوف أمامها مكتوفي الأيدي، أو معالجتها بإبر التخدير، خاصة بعد أن فقدنا عشرات الآلاف من الكوادر الشابة والخبيرة بفعل الحرب الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات.

إن تجارب العقود الماضية تشعرنا بالألم لجهة معالجة مشكلة البطالة، التي تحولت بفعل الاجتهادات وتجريب القوالب المستوردة إلى “آفة” تحصد وتبدد أحلام الشباب وتضغط عليهم للتخلي عنها، فلا مكاتب التشغيل ولا هيئة مكافحة البطالة ولا مشروع تشغيل الشباب استطاعوا إيجاد حلول للبطالة، خاصة الخريجين في الجامعة الذين تعتبر بطالتهم أشدة قسوة وألماً.

هذه الصورة القاتمة بألوانها، تفرض علينا البحث عن حلول غير تقليدية لمعالجة “آلام” البطالة، خاصة أننا في سورية لم ننجح بمعالجتها بالطرق التقليدية التي تعتمد على رسم الخطط والاستراتيجيات التي بقيت حبراً على ورق، لذا فإن ملتقى التوظيف من المفروض أن يفتح الباب لملتقيات وورش عمل تجذب الشباب بهدف تعليمهم وتعريفهم كيف يكتشفوا قدراتهم واستثمارها في المكان المناسب عن طريق إيجاد المشاريع التي تستوعب طاقاتهم وإبداعاتهم، خاصة في مجال التكنولوجيا التي تستقطبهم وتستهويهم، حيث يستطيع الشاب عن طريق الأنترنت جني المال كالكتابة والتحرير والرسم الجرافيكي والطباعة والترجمة وغيرها.. فاليوم نحن بحاجة لشباب من طراز القرن الـ 21 فقد مللنا من التخصصات الأكاديميّة التي بات بعضها مكتظاً بالخريجين العاطلين عن العمل!!.

غسان فطوم

ghassanfattoum@gmail.com