صحيفة البعثمحليات

لا يجوز المساس به!!

قلنا مراراً وتكراراً: إن الامتحانات الجامعية التي باتت على الأبواب لا تزال موضع انتقاد حاد من قبل الطلبة بعد أن جربوا واكتووا بنارها على مدى عقود مضت، حيث لا زالوا يجترون نفس الأسلوب الممل، وكأنه مقدس لا يجوز المساس به!

ورغم صرخة “الألم” الطلابية التي وصلت إلى أسماع المعنيين في “البرج العالي”، وإدارات الجامعات، خلال المؤتمرات الطلابية المنعقدة حالياً لجهة الظلم الواضح والصريح في تدني نسب النجاح لدرجة الصفر بالمئة، إلا أن تلك الإدارات لا زالت تقف مكتوفة الأيدي، وأقصى ما تفعله هو الوعود بإيجاد حل للمشكلة، تلك الوعود الخلبية باتت مناسبة للتندر بين أوساط الطلبة، ولعل من يتابع صفحاتهم على الفيسبوك يتضح له ذلك بشكل لا يدع مجالاً للشك!

المثير للغرابة أن هناك جولات ميدانية من المفروض أن تكون محطة للوقوف على المشكلات الامتحانية، لكن ما يحصل أن أغلب تلك الجولات استعراضية يلاحظ فيها تسابق رؤساء الجامعات لتقديم النصائح للطلبة بضرورة التأني وتوخي الحذر أثناء كتابة الإجابة، والمضحك أنهم يتجاهلون شكوى الطالب عندما يحاول أن يوصف لهم الواقع الامتحاني على حاله الحقيقي!

إحدى الجامعات تمنن الطلبة المظلومين بأنها أحدثت مكتباً للشكاوى في حال تعرضوا للظلم، غير أن من يقترب منه ويستمع لقصص وتعليقات الطلبة “سيفرط” من الضحك، إذ غالباً ما تكون العبارة أو “الحاشية”  واحدة على كل طلبات التظلم، وهي “الادعاءات غير صحيحة”.

بالمختصر، نحن أمام مأزق امتحاني بالشكل والأسلوب والمضمون، امتحان قاصر وعاجز عن مواكبة المفاهيم والمعايير الحديثة لطبيعة العملية التعليمية سواء في امتحانات الثانوية العامة أو الامتحانات الجامعية، ورغم ذلك لم يبادر أصحاب الشأن بحركة تصحح وتصوّب الأمور وتجعلها في مسارها الصحيح، والأكثر غرابة  أن هناك إصراراً على اعتماد الامتحان الوطني الموحد في الكليات العلمية (طب وهندسات)، وهنا نسأل كيف يستوي الأمر إذا كانت الامتحانات غير عادلة لجهتي النزاهة والكفاءة مع امتحان موحد يراد منه تحسين المخرجات الجامعية، وبالنتيجة تحسين جودة المنتج الجامعي السوري الذي يقبع اليوم في زيل قائمة التصنيف؟!

صار “بدها” هزة، وإلا ستبقى جامعاتنا ومعاهدنا التقانية مستودعات لتكديس العاطلين عن العمل!!

غسان فطوم

Ghassanfattom@gmail.com