صحيفة البعثمحليات

5 أقاليم محلية للطقس ودراسة تطوير طرائق (غرافيك) النشرة الجوية التكلفـــة الهائلــــة أوقفـــت مشــــروع الاســــتمطار و6 مراكـــز فعالـــــة تصـــدر تقاريـــر دقيقـــة

دمشق- ميس خليل

كانت سورية حتى عام 2011 من الدول الرائدة في مجال الطقس عبر محطات الرصد الآلية الموجودة والقادرة على إعطاء ظواهر الطقس كافة وبشكل لحظي، وكان متوقعاً أن تصل محطات الرصد إلى 30 أو 40 محطة رصد آلية، إلا أن العقوبات الغربية  الجائرة وعدم إرسال خبراء وتوقف استيراد قطع الغيار، جعل محطات الرصد التي ركبت سواء في مركز تنبؤ طرطوس وصافيتا واللاذقية، والعديد من المحطات الأخرى تتوقف عن العمل.

مدير عام الأرصاد الجوية عهد اسمندر أكد في تصريح لـ “البعث”، أن سورية قبل الحرب كانت مشاركة بكافة الاتفاقيات الجوية الخاصة بالأرصاد الجوية والمناخ، لكن خلال فترة الحرب عُلقت عضويتها بالمنظمة الدولية للأرصاد الجوية، وبالتالي حرمنا الكثير من بيانات الطقس الدولية.

وتابع اسمندر: فقد ساهم تخريب العديد من مراكز الرصد في درعا والرقة وإدلب والمنطقة الشرقية وتدمر والتي كانت تعتبر من المحطات الرائدة في خسارة تمويل معلوماتي كبير وعدم وصول سجل مناخي كامل كان يأتي في كل شهر يبين تفصيلات المناخ. مشيراً إلى أن لدى المديرية 35 محطة رئيسة والعديد من المحطات المناخية ومئات المحطات المطرية، وجميع هذه المحطات تقوم برصد المعلومات وإرسالها إلى المديرية العامة، بالإضافة إلى بنك للمعلومات في مطار دمشق الدولي يستقبل المعلومات من المحطات الرئيسة أربع مرات يومياً، وكل ست ساعات، ومن ثم إرسالها إلى مراكز تجمع المعلومات العالمي، وكما نقوم بإرسال المعلومات نستقبل المعلومات، وهي عبارة عن عناصر الطقس الموجودة في كل منطقة من العالم تتضمن الرياح ودرجات الحرارة وكمية الغيوم وارتفاعها والضغط الجوي والظواهر الجوية، ومن ثم يأتي المتنبئ الجوي بوصل قيم الضغط فتظهر منظومة للطقس بشكل عام، وهو ما يسمى بالتنبؤ الكلاسيكي، أي  لابد من وجود راصد ومتنبئ جوي.

ويبين مدير الأرصاد الجوية أن المديرية قادرة على إصدار تنبؤ دقيق بنسبة 80% ولمدة يوم كامل في الفصول الثابتة، أما الفصول الانتقالية الربيع والخريف فقد تتغير الحالة الجوية، مشيراً إلى أن عدد المراكز الفعالة 6 مراكز حالياً، وهي مركز التنبؤ الرئيسي الموجود في دمشق ومركز مطار دمشق الدولي ومركز تنبؤ بحري في طرطوس واللاذقية ومركزا حلب والقاملشي.

وعن وجود محطات بحرية عائمة وزراعية أوضح اسمندر أن المحطة البحرية ركبت في بانياس عام 2011، ولكن بسبب العقوبات على سورية باعتبار أن مصدر التجهيزات غربي لم تعمل المحطة وهي الآن متوقفة، كما أنه هناك محطات زراعية  تهتم بنشر الأبحاث الزراعية  التي تخدم المزارع في مجال الطقس.

أما عن الحالة التي تحكم الطقس في سورية فكشف اسمندر أن الطقس الأكثر تأثيراً في فصل الشتاء هو طقس أوروبا؛ لأن الطقس في أوروبا سينتقل باتجاه شرق المتوسط إلى سورية عبر بواباتها الغربية والجنوبية، فالساحل السوري هو البوابة الغربية، وهنا جميع المنخفضات التي تأتي من البحر المتوسط، أما البوابة الجنوبية فهي مصدر منخفضات الخريف والربيع وتسمى منخفضات البحر الأحمر، وعليه فإن سورية لا تشهد تغيرات جذرية بالطقس، ولكنْ هناك انحراف.

وبخصوص المعوقات التي تعترض الأرصاد الجوية السورية بيّن اسمندر أن المعاناة الرئيسية تكمن في النقص بأعداد المتنبئين الجويين، ففي المركز الرئيسي لا يتجاوز عددهم العشرة، حيث يشكل خريجو الرياضيات والفيزياء العمود الرئيسي للمتنبئين، حيث يخضعون لدورة متنبئ جوي إما داخلية أو خارجية لمدة عام. كاشفاً أنه سيتم في بداية العام تعيين عدد من خريجي معهد تقانة الأرصاد الجوية  من خلال إجراء مسابقة بعد أن تم أخذ موافقة رئاسة مجلس الوزراء، مؤكداً أن كل متنبئ جوي قادر على التصريح للإعلام ومسموح له؛ لأن النشرة الصادرة يومياً تخضع لدراسة جماعية من جميع المتنبئين.

وعن مشروع الاستمطار وإمكانية تطبيقه مرة أخرى في سورية أوضح اسمندر أن المشروع توقف بسبب التكلفة الهائلة له والحاجة الماسة للطائرة لتقوم بعملية رصد الغيوم، وفي فترة الحرب كان هناك خوف كبير من عملية إسقاطها من قبل الجماعات المسلحة، وبالتالي ليس كل استمطار يعطي نتيجة إيجابية.

وتحدث اسمندر عن خطة المديرية في التعاون مع وزارة الإعلام لتطوير النشرة الجوية، ففي السابق كان المتنبئ الجوي هو من يقدم النشرة الجوية خلال الفترات المحددة ضمن نشرات الأخبار، ولكن حالياً نقوم بإعداد النشرة ومذيعو التلفزيون هم من يقومون بإذاعتها، مضيفاً أن طقس سورية ليس طقساً واحداً، وإنما هناك خمسة أقاليم، وبالتالي يجب أن يكون لكل منطقة نشرة، وخلال الفترة القادمة سنقوم بدراسة لموضوع النشرة بالتعاون مع وزارة الإعلام لتغطي جميع المناطق في سورية.

وبخصوص الغرافيك في النشرة فهو ملك للتلفزيون، وسيتم طرح أن يكون لنا غرافيك خاص بنا، ومذيع أو مذيعة يقدمان النشرة، متدربين على شرحها وتقديمها.

وكشف اسمندر أن مديرية الأرصاد الجوية ستقوم باستحداث صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الغاية منها بث النشرة الجوية يومياً، بقالب بسيط موجه للناس جميعاً باعتماد على الصور وستكون لجميع المناطق السورية.

وأكد اسمندر على زيادة الوعي بأهمية الطاقات  البديلة والمتجددة كوننا نمتلك طاقات بديلة لكن لا يتم استثمارها بالشكل الأمثل، منوهاً إلى أهمية نشر ثقافة الطقس في المناهج المدرسية وفي الإعلام بشكل أكبر؛ لأن هذا الموضوع يؤثر على جميع فئات الشعب.

وعن الخطة القادمة للمديرية مع بدء العام الجديد فهي بحسب اسمندر ربط جميع مراكز التنبؤ والمحطات في المناطق الآمنة في سورية بالإدارة العامة عن طريق شبكة تقوم البحوث بإنشائها وتصميمها بغية التواصل السريع، بالإضافة إلى استكمال التجهيزات واستبدال التجهيزات القديمة وتركيب محطات آلية سواء للرصد الزراعي، وخدمة المطارات العسكرية لما للأرصاد الجوية من أهمية في موضوع الطيران خاصة في ظل الحرب التي تشهدها سورية.