دراساتصحيفة البعث

البريطانيون لا يرغبون بالحياة

 

ترجمة: لمى عجاج

عن الغارديان 5/2/2019

ازدادت في الآونة الأخيرة في بريطانيا أعداد الشّباب الذين يؤمنون بفكرة أن الحياة لا تستحق العيش، وذلك في غمرة تزايد الضغط النّفسي الذي تمارسه وسائل التّواصل الاجتماعي عليهم، ويقودهم إلى الشعور بعدم الرغبة في الحياة، وهذا ما أكدت عليه دراسات أجريت حديثاً، حيث بلغت نسبة الشّباب ممن تتراوح أعمارهم بين 16- 25 سنة تسعة بالمائة من الذين يملكون هذا الاعتقاد في عام 2009. أما الآن فقد ارتفعت هذه  النسبة إلى ما يزيد عن الربع، وأشارت استقصاءات للرأي أجراها مركز “يوجف” لاستطلاع الرأي عبر الانترنت أن مستوى السّعادة لدى الشّباب قد انخفض إلى مستويات متدنية جداً في العقد الأخير بما يخصّ صحتهم النّفسية وعلاقاتهم بأصدقائهم، مع أن الاستطلاعات أكدت على توافر المال والدّعم المادي اللازم لهم. وخلصت النتائج إلى أن نصف الشّباب البريطانيين يشعرون بالنّقص وعدم الرغبة في الحياة. تأتي هذه النّظرة المتشائمة للحياة التي تعيشها هذه الفئة من المراهقين الشّباب وسط تقارير لمعدلات خطيرة من الارتفاع في حالات الانتحار بين الشّباب، حيث أظهرت هذه التقارير التي أُجريت في أواخر السّنة الماضية وجود خمس حالات انتحار بين كل مائة ألف مراهق في انكلترا، وهو العمر الذي يكون فيه الشّباب في حالة حرجة من الاضطراب النفسّي والعاطفي.

لهذا فقد أوصت الدّراسة بضرورة ممارسة نوع من الضّغط أو المتابعة من قبل الحكومة للتشديد على شركات وسائل الإعلام الاجتماعية التي تستخدم الخوارزميات لتستهدف المستخدمين بحسب طبيعة المحتوى المفضّل لديهم، وطالبت الحكومة المستشار الطّبي الرئيسي لحكومة المملكة المتحدة السيدة سالي دافيز بضرورة وضع أطر للإرشاد والتوجيه حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين المراهقين الشباب وسط القلق الشديد والمتزايد من العلاقة بين الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي وبين المشكلات المتعلقة بالصحة النّفسية للشباب البريطاني، وقد صرح داميان هيندز وزير التعليم البريطاني بخصوص هذا الموضوع قائلاً: “هناك واجب أخلاقي ملقى على عاتق شركات وسائل الإعلام الاجتماعي عليها أن تتحمله”، وأضاف: “أنه يجب إعطاء الأطفال دروساً تعليمية عن كيفية التعامل مع الضغوطات النّفسية التي يتعرضون لها”.

وقد أُجريت دراسات عدة على أشخاص مضطربين نفسياً، وبينها دراسة على فتاة تدعى تاسكينيا فريزر تبلغ من العمر أربعة وعشرين عاماً روت عن تجربتها بأنها مدمنة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأنها في الآونة الأخيرة أحسّت بشعورٍ سيئ بشأن حياتها الخاصة بعدما شاهدت منشورات لأصدقائها نشروا فيها صور رحلاتهم وترقياتهم الوظيفية وسياراتهم وبيوتهم الجديدة!.

وعليه فإن المشاعر السّلبية التي تتحكّم بالشباب تجعلهم يشعرون بأنهم ليسوا جيدين كفاية، ولهذا السبب أنشأت جمعية “ثقة الأمير” دليلاً يقوم على تحديد مستوى الثّقة والسّعادة عند الشباب، وقد تمّ دعمه من قبل موقع “أيه بي في”، حيث قام بمسحٍ وطني معتمداً على استطلاعات أجراها عبر الانترنت على 162, 2 شاباً في المملكة المتحدة لقياس مستوى السّعادة والثّقة لديهم في جوانب مختلفة من حياتهم من ناحية العمل ومن ناحية الصّحة العقلية والجّسدية، ولكن النتائج التي تمّ تسجيلها كانت في أدنى مستوى لها.