الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

عشية قمة سوتشي.. روسيا: مواصلة دعم سورية حتى تحرير جميع أراضيها من الإرهاب إحباط هجمات إرهابية في ريف حماة.. وتسارع عودة المهجّرين من الأردن

 

دمّرت وحدات من الجيش العربي السوري مقرات للمجموعات الإرهابية في رمايات مركّزة على تحصيناتها ونقاط انتشارها بريف حماة الشمالي قرب الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، آخر المعاقل الرئيسة للتنظيمات الإرهابية، فيما عثرت القوات العراقية على 11 نفقاً تربط بين الأراضي العراقية والسورية، حفرها تنظيم “داعش” الإرهابي، أحدها بطول نحو 3 كيلومترات. وعادت دفعة جديدة من المهجّرين قادمين من مخيمات اللجوء في الأردن عبر معبر نصيب-جابر الحدودي إلى مناطقهم التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الدولة السورية لتأمين عودة المهجّرين إلى أرض الوطن، فيما جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على أن اتفاق سوتشي حول إدلب مؤقت، مشدّداً على أنه لا يمكن السماح ببقاء بؤرة للإرهاب فيها.
وفي التفاصيل، نفّذت وحدة من الجيش متمركزة في محيط قرية الحاكورة ضربات مدفعية على نقاط محصنة ومحور تحرّك إرهابيي “الحزب التركستاني”، وأسفرت الضربات عن تدمير عدة مقرات لهم ومقتل وإصابة عدد من الإرهابيين، فيما رصدت وحدة أخرى من الجيش تحرّك مجموعة إرهابية حاولت التسلل من أطراف بلدة تل هواش باتجاه النقاط العسكرية بريف حماة الشمالي، وأحبطت تسللها بعد أن قضت على اثنين من أفرادها وإجبار من تبقى منهم على الفرار.
وفي وقت لاحق، وجّهت وحدات الجيش العاملة في السقيلبية ضربات مدفعية على تحرّكات لمجموعات إرهابية تسللت من أطراف بلدة قلعة المضيق باتجاه النقاط العسكرية بريف حماة الشمالي، وأفشلت الضربات المركزة محاولة الإرهابيين وكبدتهم خسائر بالأفراد ودمّرت أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
وفي منطقة سهل الغاب، دكّت وحدات من الجيش مواقع وتجمعات لإرهابيي “الحزب التركستاني” في أطراف بلدة الحواش ودمّرت معظمها.
يأتي ذلك فيما أصيب شخص بجروح جراء انفجار لغم من مخلفات تنظيم “داعش” الإرهابي في ريف الحسكة الجنوبي الغربي، وأفاد مراسل سانا بإصابة شخص بشظايا ناتجة عن انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم “داعش” الإرهابي بآلية كان يقودها في منطقة سودا وعبد جنوب غرب الحسكة تمّ نقله على أثرها إلى المشفى لتلقي العلاج اللازم.
وفي درعا (دعاء الرفاعي)، عادت عشرات الأسر، والتي تضم عشرات الأفراد معظمهم نساء وأطفال، من مخيمات اللجوء في الأردن إلى الوطن مصطحبين معهم أمتعتهم الشخصية تمهيداً لنقلهم إلى منازلهم ومناطقهم المحررة من الإرهاب، وعبّر عدد من العائدين عن شكرهم للجيش العربي السوري الذي طهّر مناطقهم من الإرهاب وأعاد الأمن والاستقرار إليها، داعين جميع المهجّرين بفعل الإرهاب سواء الموجودين في الأردن أو أي مكان في العالم إلى العودة للوطن.
رضوة محمد عائدة إلى بلدتها في درعا، عبّرت عن فرحتها بالعودة إلى أرض الوطن بعد لجوئها مع عشرين فرداً من العائلة إلى مخيمات الأردن، مؤكدة أن الجميع يرغب بالعودة.
نضال أبو الخير عائد إلى بلدة العتيبة بريف دمشق، أكد أن العودة إلى الوطن بمثابة ولادة جديدة، فيما أشار محمد حسين عبد النبي العائد إلى العتيبة أيضاً أن العودة ممهورة بتضحيات بواسل الجيش العربي السوري.
عطا الله قاسم من الغارية الغربية بدرعا، نوّه بتضحيات الجيش الذي انتصر على الإرهاب، مؤكداً أن فرحته لا توصف بالعودة إلى تراب الوطن.
أحمد العلي من الرقة، أكد أن الوطن أغلى شيء والعودة إلى ترابه كانت بفضل بواسل الجيش العربي السوري.
وبيّن رئيس مركز الهجرة والجوازات في معبر نصيب العقيد مازن غندور أن المركز وفور علمه من الجانب الأردني بوجود مهجّرين يرغبون بالعودة يتخذ استعداداته من خلال تأمين الحافلات عن طريق الجهات المعنية لنقل العائدين مع أمتعتهم وتقديم كل التسهيلات الكفيلة بعودتهم إلى بيوتهم، لافتاً إلى أن عدد القادمين بموجب تذاكر مرور منذ بداية افتتاح المعبر منتصف تشرين الأول الماضي حتى اليوم بلغ 12400 مواطن.
وفي العراق المجاور، أعلن مصدر عسكري إحباط ثلاث محاولات تسلل لعناصر إرهابية من تنظيم “داعش” إلى داخل الأراضي العراقية خلال الأسبوعين الماضيين، وأوضح “أن الفرقة الهندسية في الجيش العراقي عثرت على 11 نفقاً حفرها تنظيم داعش الإرهابي، وتربط بين الأراضي العراقية والسورية، أحدها بطول نحو 3 كيلومترات”.
سياسياً، جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على أن اتفاق سوتشي حول إدلب مؤقت، مشدّداً على أنه لا يمكن السماح ببقاء بؤرة للإرهاب فيها. وقال لافروف، خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية ليسوتو ليسيغو ماكغوثي في سوتشي: “إن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي يسيطر على 90 بالمئة من محافظة إدلب، والاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في أيلول الماضي حول إدلب مؤقت، وتمّ تأكيد ذلك مرات عدة في الاجتماعات بين الجانبين الروسي والتركي”، مشدّداً على أن إنشاء منطقة خفض التصعيد في إدلب وفقاً للاتفاق لا يعني السماح ببقاء جيوب إرهابية فيها، بل يجب القضاء عليها.
وأكد لافروف استمرار دعم بلاده للدولة السورية والجيش العربي السوري حتى تحرير جميع الأراضي السورية من التنظيمات الإرهابية.
ويؤكد اتفاق سوتشي ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية بكل أشكاله ومظاهره، وهو جزء من الاتفاقات السابقة حول مناطق خفض التصعيد، التي نتجت عن مسار أستانا منذ بداية العام 2017، وانطلقت في أساسها من الالتزام بسيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وتحرير كل الأراضي السورية سواء من الإرهاب والإرهابيين أو من أي وجود عسكري أجنبي غير شرعي.
وأشار لافروف إلى أن بعض الدول الغربية تعرقل بدء عمل لجنة مناقشة الدستور، مبيناً أن اجتماع رؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا “روسيا وإيران وتركيا” المقرّر في سوتشي اليوم سيناقش مسألة لجنة مناقشة الدستور، وأكد أن بلاده ستدعم توجّه سورية للحصول على تنديد مجلس الأمن الدولي ضد قصف “التحالف الدولي” على دير الزور والذي يخلّف ضحايا في صفوف المدنيين.
في الأثناء كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن نحو 350 إرهابياً بريطانياً يشتبه في أنهم ما زالوا موجودين في سورية، وأشارت إلى أن التهديد الذي يشكّله هؤلاء على بريطانيا يدفع الوزراء إلى العمل خلال أشهر على تفعيل صلاحيات جديدة ضرورية لحماية البلاد من الإرهاب.
وتقدّر الحكومة البريطانية عدد الأشخاص الذين سافروا من بريطانيا للمشاركة في القتال في مناطق تشهد حروباً بنحو 900 شخص.
ودعمت بريطانيا على مدار السنوات السبع الأخيرة وبالاشتراك مع الولايات المتحدة وأنظمة إقليمية على رأسها النظامان السعودي والتركي التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق، ووفّرت لهم الغطاء السياسي والدعم المادي واللوجستي متجاهلة جميع التحذيرات من ارتداد الإرهاب إلى أراضيها.
وكان رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية السابق ريتشارد ديرلوف حذّر في عام 2017 من احتمال وقوع هجمات إرهابية جديدة في بريطانيا بالتزامن مع الهزائم التي لحقت بتنظيم “داعش” الإرهابي في سورية وعودة الإرهابيين الأوروبيين إلى بلادهم الأصلية.