ثقافةصحيفة البعث

موفق مخول: فن الكاريكاتور رسالة تنسي العالم أحزانه

أنجز العديد من الأعمال الجدارية الكبيرة في مناطق مختلفة في دمشق نشر من خلالها الفرح وإرادة الحياة، واستطاع مع فريق “إيقاع الحياة” –ضم مجموعة من الفنانين التشكيليين- دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد إنجازه أضخم جدارية على جدار مدرسة نهلة زيدان في المزة، منفذة بمواد معاد تدويرها ليحقق بصمة مميزة في الساحة الفنية التشكيلية، فالفن بالنسبة للفنان موفق مخول عملية تفكير وانتظار وإصغاء إلى عالم مجهول يبحث الإنسان فيه عن نفسه، وفي افتتاح معرض سورية الدولي الخامس عشر للكاريكاتور كُرم الفنان موفق مخول كعضو لجنة تحكيم وعن المعرض تحدث:

هذه المبادرة أطلقها رسام الكاريكاتور رائد خليل منذ عام 2005 ومازال مستمراً فيها حتى الآن، وقد استطاع هذا العام استقطاب رسامين عالميين للتأكيد على الدور الذي يلعبه فن الكاريكاتير في تنمية الحس الذوقي والتحريض العقلي.

انطلق المعرض هذا العام بعنوان “الوقت” تحية لروح نضال سيجري الذي مازال يعيش بداخلنا حاملاً معه الفرح والابتسامة، فقد كان صاحب “ستايل” كاريكاتوري جميل، وله علاقة بالشيء الذي اسمه “ابتسامة” في حياتنا، لذلك نقول اليوم ومن خلال المعرض: “تحية لروح نضال سيجري، مازالت ذكراه في قلوبنا وأرواحنا”.

ضم المعرض مشاركات عالمية مهمة وقد تم تقييم الأعمال من قبل لجنة مؤلفة من ستة أعضاء عالميين، ثلاثة من سورية، وفكرة اللوحات تعتمد على الذكاء والبساطة أكثر وكيفية تقبلها بالإضافة إلى التكنيك في رسم اللوحة، وقد تم اختيار عشرة أعمال وقاطعنا بينهم واللوحة التي حصلت على علامات أكثر هي التي استحقت الفوز، وفي النهاية هناك اتفاق أن العمل المميز يظهر بسرعة.

رسالة مميزة

هذا المعرض بدوراته الـ خمس عشرة هو الأول عربياً، وعن رسالة المعرض قال الفنان مخول:

في الحقيقة، هو معرض مهم وأنا بدوري أشجع مثل هذه المعارض وأن تكون ضمن نطاق أوسع وأكبر، وبالتأكيد كل الشكر لمدير المعرض الفنان رائد خليل الذي قام بهذا النشاط بنسخته الخامسة عشرة بمجهوده الشخصي، واستطاع إيصال رسائل للعالم بأكمله أن الشعب السوري شعب لطيف وأنه صاحب تاريخ وثقافة عريقة، وصاحب حق بالجمال والحب، لذلك رسالة المعرض مميزة نخاطب من خلالها 60 دولة من إعلاميين وفنانين وغيرهم وأنا أجده فعلاً ليس بالسهل.

حلول للغياب

وفي استحضار قول للرئيس الأمريكي الأسبق هنري ترومان: “لا أخاف إلا من الموت ورسامي الكاريكاتور” قال مخول بهدوئه المعتاد وابتسامته المتواضعة حول أهمية الكاريكاتور في الصحف:

أتمنى عودته إلى صحفنا اليومية التي مات فيها، وبرأيي هذا خطأ كبير خاصة في هذه الظروف السيئة التي يعيشها الناس من معاناة الغلاء والقتل والكره. وعن الحلول لعودة الكاريكاتور إلى الصحف قال: يجب أن يكون هناك دعم إعلامي وتشجيع أكبر له، وفرد صفحات كاملة له ووضعها في زاوية مناسبة ليأخذ دوره أكثر في الحرية الاجتماعية وليس فقط في المنحى السياسي، فهو فن قادر على إعادة الحيوية للجريدة.

وفي السابق اعتمد الناس شراء الصحف والمجلات من أجله فقط، لذلك يجب إعادة الحياة للكاريكاتور الذي كان موجوداً في حياتنا في فترة السبعينيات ولكننا ابتعدنا عنه، وأنا أملك مجلدات في البيت من العشرينيات وحينها كانت هناك صحف كاملة لهذا الفن.

بلا مردود مادي

رسام الكاريكاتور -للأسف الشديد- يعيش حالة إحباط لغياب أي اهتمام مادي ومعنوي، وغياب أي اهتمام إعلامي أو ثقافي، وعن سبب اختفاء هذا الفن عن  صفحات الجرائد قال موجه الفنون في وزارة التربية: جدية الصحافة التي قزمت الابتسامة هي أحد أسباب الغياب، بالإضافة إلى أنه فن ليس لديه مردوداً مادياً، وأنا رسمت الكاريكاتور منذ الثمانينيات لمدة عشر سنوات، لذلك علينا إعادته إلى الصحف لأنه رسالة عالمية مهمة تحمل ابتسامة مميزة تنسي الناس أوجاعهم.

جمان بركات