دراساتصحيفة البعث

الجولان قطعة ثمينة من الأراضي السورية

ترجمة: البعث

عن الاندبندنت 22/3/2019

لن تستطيع تغريدات ترامب، ولا حتى تصرفاته غير المسؤولة، أن تغيّر حقيقة التاريخ بأن الجولان المحتل هو أرض سورية باعتراف أكبر المنظمات الدولية. وإذا كان الرجل يضرب بقرارات تلك الهيئات عرض الحائط، فإن المقاومة هي التي ستعيده إلى صوابه.

قاد الغرب ردّ فعل عالمياً ضد دونالد ترامب بعد أن قال: إن الوقت قد حان للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة، وانضمت دول عديدة إلى القوى الأوروبية في انتقادها الحاد للرئيس الأمريكي، بينما تعهّدت سورية باستعادة المنطقة باستخدام جميع الوسائل المتاحة.

فاجأ ترامب الكثيرين عندما دعم مطالبة إسرائيل بالأرض، ما يمثل تحوّلاً جذرياً في السياسة حول وضع منطقة تمّ احتلالها في حرب عام 1967. وأجمعت البيانات على رفض الخطوات الأحادية لإعادة ترسيم حدود المنطقة، لأن تصريح ترامب مخالف للقانون الدولي.

ومع هذه الإدانة العالمية، أكدت الحكومة السورية أن تصريح ترامب غير مسؤول وهو “ازدراء” للقانون الدولي، وأن الجولان كان وسيبقى سورياً عربياً، بل إنه قطعة ثمينة من الأراضي الوطنية السورية.

لاشك أن قرار ترامب يقوّض فرصة السلام في المنطقة، وأن أي إجراء يُتخذ بشأن القرار سيشكّل انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة، ولا قيمة له على الإطلاق، وسيظل مجرد حبر على ورق.

وبما أن ترامب اعترف بسرقة إسرائيل للقدس، ودمّر فرص السلام مع فلسطين، فإنه يمكّن إسرائيل من سرقة مرتفعات الجولان وتدمير فرص السلام مع سورية، لكن دعم ترامب للاستعمار والعبودية لن يغيّر حقيقة أن الجولان هي أرض سورية محتلة.

أما الأهالي في الجولان المحتل فقد أكدوا أن هذا الإعلان هو إعلان وهمي لرجل وهمي، والقرار لا يغيّر شيئاً من حيث وضع الجولان وفقاً للقانون الدولي أو للسكان السوريين هناك.

يأمل الجميع أن تبقى تغريدة ترامب مجرد دعوة، لأن ذلك يهدّد بزعزعة استقرار الشرق الأوسط بشكل خطير، ويضرّ بجهود إيجاد تسوية سلمية في المنطقة.

وإذا كان نتنياهو، الذي يواجه انتخابات في 9 نيسان القادم، يضغط على الولايات المتحدة للاعتراف بمطالبته بالسيادة على مرتفعات الجولان لتعزيز فرصه في الانتخابات، فإن ذلك لا يعطي الحق لسيد البيت الأبيض للاعتراف بملكية أراضٍ محتلة ومنحها للغير، لأن المجتمع الدولي يعتبر مرتفعات الجولان أرضاً سورية محتلة، وقد طالبت سورية بإعادتها كشرط لأي اتفاق سلام في المستقبل.

وبعد حربٍ على الإرهاب دامت ثماني سنوات، من غير المرجّح إجراء محادثات سلام مع إسرائيل في أي وقت قريب، لأن إسرائيل نفّذت طوال الحرب عشرات الغارات الجوية على سورية لمنعها وحلفائها من تحقيق أي انتصار تعتقد أنه سيغيّر من وجه المنطقة والخريطة الجيوسياسية، كما أنها تدرك، أي إسرائيل، أنه بعد انتصار حلف المقاومة ستتجه أنظار الجيش العربي السوري المنتشي بالنصر إلى الهضبة المحتلة التي كانت وما زالت الهدف الاستراتيجي للقيادة السورية، وهذا ما أكده مندوبها الدائم في مجلس الأمن بشار الجعفري بقوله: إن الجولان أرض سورية وسيتمّ تحريرها بكل الوسائل المتاحة.