الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

في يومه العالمي..يُهزم المسرح عندما نتركه وحيداً.. يحارب!

 

 

تحت عنوان “المسرح فن الحياة” أحيا المعهد العالي للفنون المسرحية اليوم العالمي للمسرح ضمن احتفالية أقامها مساء أمس في دار الأوبرا بدمشق بمشاركة جميع أقسامه.
وبين د. ماهر الخولي عميد المعهد في تصريحه لـ “البعث” أن المسرح ليس في أحسن أحواله وهذا أمر ليس بجديد عليه، لذلك علينا أن نلتف حول حبنا له ورغبتنا في أن نراه في المكان الذي يستحقه، من هنا دعا جميع محبي المسرح للعودة إلى بيتهم وعشقهم الأول الذي لا يدرك معناه إلا من ذاق لهفة التواجد على خشبته، مؤكداً أن المسرح واجهة لكل القيم النبيلة، في حين أشار في الكلمة التي افتتح فيها الاحتفالية أنه عندما نستعرض مسيرة العاملين في المسرح منذ نشأته وحتى اليوم ندرك أن الدرب لم تكن مفروشة بالورود وأن ما يعيق كان أكثر مما يدفع إلى الإمام مؤكداً أن الفكر الإلغائي الإقصائي كان أكبر الأخطار التي هددت المسرح وما دعوات ومحاولات قتل نور التنوير المتأصلة فيه إلا أمثلة على هذا التهديد الذي لامس الوجود أكثر من مرة، مبيناً أن المسرح رحابة واتساع وآفاق مفتوحة على الجمال والأحلام بالتغيير، وتواصل إنساني عميق وتطلع إلى الأرقى والأحلى في الوسائل والغايات، موضحاً أن المعركة بين الغمر الذي يتسع للعالم كله والفكر الذي يضيق بحامله سواء كان فرداً أو مؤسسة أو عقيدة هي معركة مستمرة ونتائجها ليست مضمونة دائماً إلا إذا آمنا بالرسالة، رسالة المسرح وما تتطلبه من جهود مضنية وتضحيات، فـ “المسرح يهزم عندما نتركه وحيداً.. يحارب” .
وأكدت د. ميسون علي رئيسة قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية أن المسرح فن التواصل الحي ونحن اليوم أحوج ما نكون إليه لأنه الفن الذي يعلمنا عبر الحوار والأمثولة التواصل ورأب الصدع الذي أصاب بنية المجتمع، وهو رغم التطورات التكنولوجية سيبقى المكان الأمثل لتأمل شرطنا الإنساني والوجودي، مبينة أن المسرح كان دائماً يبرهن على أن دوره لا ينتهي كما يعتقد البعض وهو قادر بعد كل أزمة على النهوض وتشكيل الحالة الحضارية والثقافية، ودعت المسرحيين لابتكار أدوات جديدة للنهوض به داعية الخريجين لأن يتمسكوا به وألا يتخلوا عنه لأنه الفن الحقيقي.
وتشارك الهيئة العامة السورية للكتاب ضمن الاحتفالية من خلال معرض تخصصي قام د. ثائر زين الدين بافتتاحه يضم كتباً تتعلق بالمسرح والسينما وسيستمر المعرض لمدة أربعة أيام لتكون مطبوعاته متاحة أمام الطلاب وأساتذة المعهد بحسومات تصل لـ 50%، وأشار د. زين الدين إلى أن الهيئة ترفد المكتبة المحلية والعربية بكتب متخصصة في فن المسرح، ولأن المسرح ليس فناً سهلاً فإن الإنتاج في هذا المجال ما زال قليلاً مقارنة مع الرواية والشعر والقصة، وأن الهيئة تشجع بأساليب مختلفة طباعة الأعمال التي تتناول الشأن المسرحي والكتابة المسرحية، كما أنها تدعو بشكل دائم المسرحيين إلى الكتابة ضمن بعض السلاسل الإبداعية الشبابية.
أقيمت الاحتفالية برعاية وزارة الثقافة وقد حضرتها معاونة وزير الثقافة سناء الشوا وتضمنت إلقاء كلمة يوم المسرح العالمي التي كتبها المخرج والدراماتورج كارلوس سيلدران وهو أستاذ مسرح بجامعة هافانا بكوبا، بالإضافة لعرض فيلم “past frame” لطاهر سلوم ومنتجب عيسى من قسم التقنيات المسرحية، واختتمت الاحتفالية بالعرض المسرحي لطلبة المعهد للمخرج مأمون الخطيب وساعده في الإخراج مؤيد الخراط ووسام أبو صعب، وتضمن العرض فقرات متنوعة من عمل الطلاب في الغناء والرقص والقتال المسرحي ومشاهد تمثيلية بعنوان “العنبر رقم 2” وقد سبق الاحتفال الفني للاحتفالية افتتاح معرض بورتريه تحت عنوان “تحية إلى المربّين” للفنان نضال خليل ضم بورتريهات للرواد الذين كانت لهم بصمات واضحة على المعهد منذ تأسيسه وحتى الآن ومعرض طلاب قسم السينوغرافيا في بهو القاعة متعددة الاستعمالات.
أمينة عباس