زواياصحيفة البعثمحليات

تجربة مستنسخة”

 

في خطوة إيجابية ومهمة أقر مجلس مدينة حلب في اختتام دورة مجلسه العادية الثانية لهذا العام تشكيل شركة قابضة مساهمة، لم يسمِّها بعد، تتفرع عنها شركات مساهمة مهمتها تحقيق الاستثمار الأمثل والأفضل لأملاك مجلس المدينة، والارتقاء بسوية الخدمات المقدمة للمواطن، والنهوض بالواقع الخدمي بشكل عام عبر تنفيذ مشاريع استثمارية حيوية وتنموية تحقق الريعية المطلوبة لتمكين المجلس من القيام بالمهام المنوطة به وفق ما تتطلبه المرحلة الراهنة والمستقبلية ضمن مشروع إعادة إعمار حلب مدينة وريفاً.
ولا شك أن هذه الفكرة المستنسخة من تجربة العاصمة دمشق الناجحة تعطي بعداً استراتيجياً، وتسهم إلى حد بعيد في رسم حاضر المدينة ومستقبلها للسنوات القادمة، وبما يتوافق مع معايير الحداثة والتطوير المطلوبة، وبالتالي تفتح الأبواب والآفاق أمام مرحلة جديدة من الاستثمار وجذب رؤوس الأموال وفق رؤية شاملة وجامعة، تكون فيها الشراكة فاعلة وناجزة لمختلف القطاعات الإنتاجية، وتحديداً القطاعين الاقتصادي والسياحي، وبما يفضي في المحصلة إلى تنمية اجتماعية مستدامة وعادلة.
وبعيداً عن الاسترسال في التفاصيل واستباق النتائج قبل استكمال الإجراءات القانونية لإشهار الشركة وإطلاقها رسمياً، تبدو الحاجة أكثر من ماسة لثقافة عمل جديدة ومطواعة تنسف عقلية وذهنية الأداء التقليدي، وبالتالي تحديد الموجبات والأولويات وآليات العمل التنفيذي وفق دراسات فنية منطقية ومحسوبة غير خاضعة لمزاجية الأفراد والمصالح الشخصية الضيقة، وهنا نقصد ما نقوله وهو من باب التذكير والتحذير، خشية أن ينحرف هذا المشروع عن مساره وأهدافه، عبر سعي البعض لتحقيق منافع وامتيازات مؤقتة وربما دائمة، وبالتالي لا بد من وضع هيكلية إدارية ومالية وقانونية واضحة وشفافة للشركة المزمع تشكيلها، واتخاذ كل ما يلزم من ضوابط ونواظم وتشريعات لضمان حق الملكية أولاً، ومن ثم العائدات الاستثمارية تالياً وفق الأسعار الراهنة والرائجة، بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية واستدراكية واستباقية أيضاً لمنع حدوث أي انعطافات حادة وقسرية، أو تلاعب تحت ذرائع ومبررات وشروط ما أنتجته وأفرزته الحرب الإرهابية القذرة.
خلاصة القول: حلب مقبلة على مرحلة جديدة ومفصلية، وهي تحتاج إلى جهود صادقة ومخلصة للانتقال بها إلى موقع أفضل وعلى كافة المستويات، وبما يليق بمكانتها وريادتها، وهو ما ننتظره من المعنيين ليس على المستوى الخدمي وحسب، وإنما في مختلف ميادين وجبهات العمل.
معن الغادري