صحيفة البعثمحليات

هل من منقذ لعمال صوامع الحبوب من سموم بيئة العمل؟!

 

حماة- منير الأحمد

هناك حيث تنتشر عبوات كيميائية كتب عليها خطر الموت.. مئات من فوارغ المواد الكيميائية السامة أهملت وألقي بها بين الآلات لتضخ سمومها القاتلة في الهواء بين العمال في تقصير وتراخ واضح لإتلافها، وروائح مشبعة بالفوكسوكسين تجتاح المكان وتقبض أنفاسك ما إن تدخل الصوامع، فلابد لك أن تشعر بقسوة المشهد الذي يخنق عمال صوامع حبوب حماة رغم الأمراض التي أنهكتهم وجثمت على صدورهم بخاصة  كابوس المرض المعضل.!

إجراءات السلامة معدومة وتقتصر على ساحبات هواء قديمة ومهترئة لا تؤدي الغرض .. في ظل نظام رعاية طبية هش وشبه معدومة عن شريحة من الكادحين هم بأمس الحاجة لها في ظل هذا الموقف المحرج.

ويقول عمال الصوامع لـ “البعث”: نحن عمال الصوامع نتعرض بشكل دائم ويومي للتسمم بمادة الفوكسوكسين والتي هي عبارة عن حبوب غازية ولكن المادة الفعالة فيها هو فوكسيد الألمنيوم الخطر الذي يدخل الجسم عن طريق الاستنشاق ويتراكم فيه  لسنوات ليظهر في المحصلة بأمراض خبيثة، أضف إليها تعرضنا اليومي للغبار ونواتج عمليات التعقيم للحبوب التي خلقت لدى عمال الصوامع أمراضا صدرية دائمة وبخاصة الأمراض المرتبطة بالجهاز التنفسي وفي الحقيقة لدينا زملاء عانوا مؤخراً من حالات مستعصية بسبب الأعمال الخطرة والمجهدة فأحدهم أصيب بمرض السرطان وتوفي على إثر مرضه والآخر يعاني الآن من التهاب ربو حاد وهو في فترة نقاهة مرضية شبه دائمة بسبب وضعه الصحي المتدهور. وأضافوا: إنهم على تماس مباشر مع الروائح  القاتلة طيلة فترة الدوام  ويعاني معظم العمال من تحسس في القصبات والتهاب بلعوم أو عطاس قوي واحمرار في العين..!

وتساءلوا عبر “البعث” إلى متى سنظل على هذا الواقع المرير، وهل سنجد اذاناً صاغية، والانتهاء من هذه المعضلة في الوقت القريب.!

ولمعرفة حقيقة الموضوع اتصلت “البعث” مع مدير فرع صوامع الحبوب بحماة المهندس عهد حيدر الذي أكد أن عمال الصوامع مثلهم مثل عمال مؤسسة الحبوب والمطاحن يتعرضون لتأثير غبار القمح مما يؤدي مع طول الزمن لإمراض صدريه، بالإضافة لاستخدام مواد التعقيم مثل الفوكسوكسين حيث يتم استخدامها بفترات الإصابة الحشرية للقمح وتقدر كل أربعة شهور مرة أو أكثر وتوضع هذه المادة بجو مغلق بشكل تام بالخلايا لمدة 48 ساعة فقط وبعدها نقوم بتهوية الخلايا لمدة تتجاوز 15 يوما حيث تتطاير المادة السامة ولا يبقى لها أثر ضار بالأقماح. وأما بخصوص العبوات الفارغة والتي كانت تحوي مادة الفوكسوكسين فتجمع هذه العبوات وتنقل بشكل أمن لمكان واحد ليتم صرفها بشكل آمن ولا يتم استعمالها إلا ضمن قواعد السلامة المهنية واستخدام الكمامات الواقية.

وأضاف حيدر: لقد طالبنا مراراً وتكراراً إدراج العمل في الصوامع من الأعمال الشاقة والصعبة لتأثيرها السلبي على صحة العامل وكان آخرها في المؤتمر السنوي لاتحاد عمال محافظة حماة، كما قمنا بمراسلة مؤسسه التأمينات الاجتماعية لدراسة واقع الغيار والجو العام لإنصاف العمال في حال وجود أي خطر على حياتهم وننتظر الرد.   وأما على صعيد العمل أكد مدير الصوامع أنه كان من المفترض أن يتم تحديث صومعة كفربهم ولكن نتيجة الظروف الحالية، تم إيقاف العمل بذلك.