الصفحة الاولىصحيفة البعث

رفض فلسطيني وعروبي لورشة المنامة التطبيعية

 

إعلان البيت الأبيض عن عقد ورشة عمل اقتصادية في العاصمة البحرينية المنامة أواخر الشهر المقبل، لإطلاق الشق الاقتصادي من “صفقة القرن”، من خلال ما سمّاه بـ “تبادل الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات لتشجيع الاستثمار في الضفة الغربية وقطاع غزة وحشد الدعم للاستثمارات والمبادرات الاقتصادية المحتملة التي يمكن تحقيقها لبناء مستقبل مزدهر للشعب الفلسطيني”، قوبل برفض فلسطيني وعروبي واسع، إذ رفض أبرز رجال الأعمال الفلسطينيين الاقتراح الأمريكي، معتبرين إياه مهيناً وغير بنّاء، ووجهوا بذلك رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تعهّدت إدارته بالاستثمار بعشرات مليارات الدولارات في المناطق الفلسطينية.
كما اعتبرت حركة “الجهاد” الفلسطينية استضافة البحرين مؤتمر “السلام من أجل الازدهار” في إطار “صفقة القرن” الأمريكية “تطبيعاً عربياً رسمياً” مع الكيان الصهيوني، وقالت، في بيان تلاه عضو المكتب السياسي للحركة في فلسطين، خالد البطش: “نؤكد إدانتنا واستهجاننا لمسار التطبيع العربي الرسمي المتمثّل باستضافة البحرين ورشة عمل أمريكية صهيونية، تهدف إلى فتح الطريق أمام تطبيق صفقة القرن الأمريكية الهادفة لتصفية القضية المركزية للأمة، تحت عنوان السلام من أجل الازدهار”.
وأضافت الحركة: “نعتبر ذلك إذعاناً لقرارات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وزمرة البيت الأبيض، مجدّدين تصدينا لها بكل السبل الممكنة، ورفضنا لهذه المؤامرة الهادفة إلى تصفية حقوق شعبنا، وتقسيم الدول العربية والإسلامية على أسس طائفية وعرقية لاستدامة الصراع في المنطقة لصالح العدو الصهيوني”، ودعت كلاً من “أبناء الأمة وأبناء الشعب البحريني والخليج العربي للتصدي لمخططات تصفية فلسطين”، وتابعت: “فلسطين ومقدّساتها لا تقايض بالأموال، ولا بملء البطون أو الجيوب رغم معاناة الحصار والعقوبات على شعبنا، فهي قضية إجماع للأمة العربية والإسلامية، ولا يمكن التنازل عنها”.
إلى ذلك أكد الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان أن المقاومة بمختلف قواها ستسقط “صفقة القرن” ومن يدعمها ويروّج لها، مديناً كل المحاولات الرامية إلى تمرير تلك الصفقة، ورأى أن بعض المحاولات من قبل بعض الأنظمة لتمرير هذه الصفقة “ليست إيغالاً في التطبيع مع العدو الصهيوني وحسب بل انخراط كلي من قبل تلك الأنظمة في تصفية القضية الفلسطينية”، محذّراً من الصفقات التي يتمّ عرضها حول إقرار مشاريع اقتصادية واستثمارية في الضفة الغربية أو قطاع غزة مقابل التخلي عن حق عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه ووطنه وشطب قضية اللاجئين.
وشدّد الحزب على أنه “بات لزاماً على كل القوى الفلسطينية أن تتوحّد وتتآزر وتتحرّك لإفشال “صفقة القرن” من خلال التأكيد على التمسك بخيار المقاومة سبيلاً للتحرير والقضاء على كل أشكال التآمر، وكذلك تصعيد النضال بكل أشكاله وإطلاق انتفاضة فلسطينية جديدة بقيادة موحدة وإرادة مصممة”.
ودعا الحزب في بيانه كل القوى والأحزاب والحركات في المنطقة العربية إلى مساندة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه، وقال إنه “آن الأوان لكي تستعيد الشعوب العربية زمام المبادرة وتسقط المؤامرات التي تستهدف حقوقها وكرامتها”.
من جانبه أكد أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين (المرابطون) العميد مصطفى حمدان أن المقاومة وقواها في منطقتنا قادرة على إحباط المخطط الإسرائيلي الأمريكي والصفقات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وأضاف: “المقاومة استطاعت في هذه المرحلة أن تمتلك القدرة على الردع وبدأت مرحلة تجميع عناصر القوة بوجه العقل الإجرامي الإسرائيلي الأمر الذي يتيح لها مواجهة كل الصفقات والمخططات التآمرية”.
بالتوازي، حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية من خطورة الحفريات التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحت المسجد الأقصى وفي محيطه وفي البلدة القديمة بالقدس المحتلة والبلدة القديمة في الخليل، داعية إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية بشأن هذه الحفريات، وأكدت أن هذه الحفريات تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف ومعاهدة لاهاي لعام 1954 التي تحظر على الاحتلال إخراج أي مواد أثرية من المناطق المحتلة، مطالبة الأمم المتحدة واليونيسكو ومجلس السياحة العالمي بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية وإعطاء هذا الملف الاهتمام المطلوب والعمل على تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية لكشف ملابسات ما تقوم به سلطات الاحتلال، ودعت المتاحف والمؤسسات الأثرية الدولية إلى تحري الدقة في التعامل مع القطع الأثرية التي يروج لها الاحتلال ورفض قبول عرض أي قطعة تتم سرقتها من الأرض الفلسطينية المحتلة.
وكانت اليونيسكو قرّرت في الثالث والعشرين من حزيران الماضي إبقاء مدينة القدس المحتلة وأسوارها مدرجة على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر مطالبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالكف عن الانتهاكات التي من شأنها تغيير الطابع المميز للمدينة.
من جانبه، أكد عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج حسن حدرج أن المقاومة ركن أساسي ومحوري في مواجهة المخططات المعادية في المنطقة، وقال، خلال ندوة فكرية في ذكرى النكبة نظمتها الحركة الإصلاحية اللبنانية: “إن النتائج الحتمية التي حققتها المقاومة في مسار الصراع مع العدو الصهيوني متواصلة، وتتراكم بشكل لم يعد العدو قادراً على تحقيق أي مكسب أو هدف سياسي أو عسكري”.
بدوره شدد رئيس الحركة الإصلاحية اللبنانية رائد صايغ على أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية للأمة العربية، كما أن الجولان المحتل سيظل سورياً رغم كل الإجراءات الأميركية والإسرائيلية.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، وأجبرت المصلين الذين وجدوا داخله على إخلائه فوراً، حيث اعتقلت أربعة من المعتكفين فيه من بلدة كفر قاسم، فيما اقتحمت مدينتي نابلس وأريحا واعتقلت أربعة فلسطينيين.
كما استشهد الشاب محمد عبد الجواد زعرب متأثراً بجروح أصيب بها جراء قمع قوات الاحتلال مسيرات العودة في غزة، وبذلك يصل عدد الضحايا جراء قمع قوات الاحتلال مسيرات العودة وكسر الحصار منذ الثلاثين من آذار 2018 إلى 306 شهداء إضافة إلى إصابة أكثر من 30 ألفاً بجروح مختلفة وحالات اختناق بالغاز.