ثقافةصحيفة البعث

الرابح الأكبر

الحصول على المال هاجس كل إنسان يحاول كسبه بتعبه، لكن عندما يفاجأ بثروة لم تكن في الحسبان ينتابه شعور بأنه محظوظ وسعيد، وهذا الشعور شكل حجر أساس لبرامج ومسابقات تزاحمت على أبواب شهر رمضان بعد النجاح الكبير الذي حققه برنامج “كاش مع النجوم” بتقديم الفنان باسم ياخور، وفتحت شركات القطاع الخاص أبوابها لتقدم العروض والجوائز القيّمة، واختير بعض من نجوم الدراما لقربهم من قلوب الناس، ما جعل لهذه البرامج صدىً واسع النطاق وحرك الركود الذي غرقت فيه قنواتنا السورية.

يبدأ البرنامج بمقدمة صغيرة أحياناً فكاهية أو بتقديم ضيف من ضيوف الحلقة مع حوار مختصر معه، ومن ثم يطرح المقدم الأسئلة على الجمهور مع المساعدة المستبسلة، وما إن تشاهد البرنامج لدقائق، حتى تدهش للمبالغ المقدمة خلاله وكأنهم يرشون الملح، ويخيل إليك أن المقدم أصبح علاء الدين ببعض إشارات من يديه تظهر الهدايا الكبيرة منها والصغيرة وتوزع الكنوز بصورة غريبة عجيبة، وبالرغم من تواضع أدوات التقديم إلا أننا لاحظنا ظهور حلة جديدة للأستوديو والكادر والغرافيك المشغول بحرفية متواضعة في بعض البرامج، وهو خطوة جميلة إلى الأمام تبرز ما لدينا من قدرة التعبير عن أفكارنا بأساليب إبداعية غير مسبوقة.

والحقيقة تقال، السبب الأكبر في عدم نجاح المسابقات المقدمة سابقاً هو عدم الدعم الكافي لها والمبالغ الزهيدة التي كانت تقدم، ولطالما واجه المشاركون صعوبة في الوصول إلى البرنامج بسبب الازدحام الشديد على الخطوط المخصصة للاتصال، أما اليوم فتعددت وسائل الاتصال وتم تجاوز العديد من المشكلات، وأصبحت هذه المسابقات حلبة لصراع الشركات، إلا أن هذا الصراع صبّ في مصلحة السوريين كفرصة حقيقية لا تعوض، و”على أوني على دوي على تري مين بيزيد ” مزاد خفي تتناوله الشركات بغرض الترويج لحضورها والدخول في حرب الوجود. فهذه وسيلة ممتازة لاجتذاب المستهلكين وزيادة أرباحها في الوقت ذاته بإغرائها للعملاء.

وفي أيام أكلت الحرب المصيرية منا ما أكلت إلا أننا حتما سنفضل تلك الحرب الجميلة التي أقرها القطاع الخاص بما تعود علينا من فوائد والإيمان بمفهوم الحظ، وهاجس تحقيق الحلم أوصل الكثيرون إلى إدمان المشاركة، هذا إذا كانت هذه الجوائز تعود للجمهور باختيار عشوائي حقاً وليس بأسلوب الانتقاء.. و”فهمكم كفاية”.

ريم حسن