الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

الوداع الجميل

 

المسلسلات التلفزيونية متعددة الأجزاء هي أحد أنواع الدراما التي يفترض أن تكون مرتبطة بالأعمال الناجحة التي حققت قاعدة جماهيرية عريضة وتعلق المشاهدون بأبطالها مما تطلب تقديم أجزاء جديدة منها، ولكن بالطبع ليس كل عمل تلفزيوني ناجح يشترط عليه الاستمرار بتقديم الجديد منه، حيث تنقسم الآراء حول ذلك إلى قسمين فهناك من يفضل الاحتفاظ بالنجاح الباهر للعمل وعدم المجازفة في خوض تجربة الجزء الثاني على اعتبار أن الأشياء الجميلة نادراً ما تتكرر ولكي يحتفظ المتابع بالصورة الجميلة للأبطال الذين أحبهم وتماهى معهم، وفي المقلب الثاني هناك من يستثمر نجاح العمل وحصوله على جماهيرية واسعة وأرضية لدى المتابع بتقديم أجزاء جديدة. وتثبت التجربة أن هناك نماذج ناجحة مختلفة لبعض الأعمال التلفزيونية العربية والسورية مما يؤكد صحة هذا الخيار فقد حافظت على نجاحها وقاعدتها الجماهيرية على مدار عدة مواسم رمضانية، ولكن للأسف هناك بعض المسلسلات التلفزيونية ذات الأجزاء أساءت لأي عمل متعدد الأجزاء، حيث لا يخفى على أحد أن مسلسل البيئة الشامية “باب الحارة” بأجزائه اللامنتهية هو أكثر ما أساء إلى سمعة الأجزاء المتعددة للعمل التلفزيوني، فباب الحارة الذي فتح أبوابه ولم يعد يعرف أن يغلقها منذ عشرة أعوام فتح معه سيل الاتهامات والنظرة السلبية وألصقها بأي عمل درامي قدم نفسه في عدة أجزاء حتى لو كان ناجحاً، وفي الحقيقة لا يلام من يوجه أصابع الاتهام لأي عمل من هذا النوع فالأثر الذي تركه باب الحارة كان أثراً من العيار الثقيل فهو لم يسئ فقط إلى الأجزاء بل أساء إلى أعمال البيئة الشامية كلها ويمكننا الذهاب أبعد من ذلك والقول أنه أساء وشوه صورة دمشق القديمة، لذلك أصبح المشاهد إذا أحب مسلسلاً تلفزيونياً تمنى سراً وعلناً أن يكون هذا هو جزءه الأوحد لكي لا يقع في ذات المطب، وعلى اعتبار أن “الهيبة” في جزئها الثالث حققت نجاحاً وجماهيرية واستعادت بريقها الذي خفت في جزئها الثاني،نتمنى أن تسدل الستار على حكايتها ونودع أبطالها وهم في قمة البهاء لكي تحافظ على “هيبتها” في عيوننا.
لوردا فوزي