الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

سوسن أبو عفار مريضة الزهايمر المبدعة

 

 

 

هي ذاتها التي جسدت شخصية المرأة الخرساء البلهاء في مسلسل “سحابة صيف” –تأليف إيمان سعيد وإخراج مروان بركات- وفي الموسم الرمضاني 2019 لم تكن خرساء بتاتاً، وإنما الكلام الذي يخرج من فمها كان بمنتهى العفوية ولا يؤخذ عليه كونها شخصية تعاني من مرض الزهايمر والخرف والأحداث المتواجدة في ذاكرتها هي أحداث من الزمن الماضي إلا أن مقولة “خذوا الحكمة من أفواه المجانين” قلبت في مسلسل “مسافة أمان” –تأليف إيمان سعيد وإخراج الليث حجو- المعايير لتصبح “خذوا الحكمة من فم أم نهاد”، -سوسن أبو عفار- في كل المواقف كانت تتخيل أشخاصاً قدماء منهم حبيبها السابق “محمد”، ولم يكن أحد من أفراد عائلتها يأخذ حديثها على محمل الجد وكأنه كلام عابر “لا بيقدم ولا بيأخر” باستثناء وحيد عندما تعلّق الأمر بابنتها الوحيدة “نهاد- نادين تحسين بك” تكلمت بالحقيقة لتكشف خيانة زوج ابنتها “حسام- عبد المنعم عمايري”، وقالت لابنتها جملة تعلق في الأذهان: “اللي مابيقدِّر الحب بيبقى جاهل، لو قرأ كتب الدني كلها، بين أيديك الدهب لا تضيعه”.
الفنانة أبو عفار رغم مشاهدها القليلة إلا أنها كانت قادرة على تحريك الأحداث، وفي نهاية العمل كانت البطلة الرئيسية لاكتشاف قصة خيانة زوج ابنتها مع الجارة الجديدة “سراب -كاريس بشار”. في الواقع كانت أماً حقيقية، لم يوقفها مرضها عن الشعور بابنتها والإحساس بوجعها من زوجها، فقد كان إحساسها عالياً ولم تحب “حسام” يوماً ولم يخب ظنها به أبداً ولم تأمن جانبه، هي أم تعاني الزهايمر إلا أنها جمّلت هذا المرض بعفويتها ولهجتها الفلسطينية وقدمته بطريقة لا يمكن الانزعاج منه، بل على العكس تقبله فله فوائد مثل الإحساس الصادق واكتشاف خفايا الأمور كالخيانة.
وفي عملها الثاني “عندما تشيخ الذئاب” –تأليف حازم سليمان وإخراج عامر فهد- كانت الفنانة سوسن أبو عفار أيضاً أما حنونة ولكن مغلوبا على أمرها من ولدها المتطرف دينياً، إلا أنها استطاعت تجسيد دورها بكل حرفية وإتقان.
جمان بركات