الصفحة الاولىصحيفة البعث

روحاني: لا نسعى للحرب.. لكننا سنواجه أي اعتداء

 

ردّاً على النتائج المتواضعة للجنة المشتركة للاتفاق النووي، التي عقدت قبل يومين في فيينا، دعا محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي إلى تحييد آلية التعامل المالية الأوروبية مع طهران “اينستكس” عن إطار الحظر الأميركي، وذلك بهدف تحقيق أداء مستدام بهذا الخصوص، وأوضح، في تدوينة على صفحته بانستغرام أمس أنه لتحقيق أداء مستدام يتطلب العمل وفق “اينستكس” أن يكون بعيداً عن إطار الحظر الأميركي، وأن يكون بحسب الاتفاق النووي المبرم بين طهران والمجموعة الدولية “أربعة زائد واحد”، بحيث يتمّ تنفيذ جميع المعاملات المسموح بها بحسب الاتفاق، لافتاً إلى أنه يتعين بداية أن تشمل اينستكس كل السلع غير المحظورة إلى أن يتوسّع نطاقها، وتشمل جميع السلع.
وأشار همتي إلى أن موارد “اينستكس” يجب أن تؤمن عبر صادرات النفط إلى أوروبا، التي إذا كانت تواجه محظورات مؤقتة في شراء النفط الإيراني، فعليها منح خط ائتمان طويل الأجل يسدد عبر مستحقات النفط وذلك بصفة حل مؤقت قابل للدراسة، حيث إن الأوروبيين اقترحوا مقاربة تتماثل مع هذا الطرح خلال المفاوضات.
وأكد أن “اينستكس” تستحوذ على جانب محدود من استراتيجية البنك المركزي بسوق الصرف، حيث إن البنك عمل ويعمل على برامج متعددة في مجال النقد الأجنبي.
يأتي ذلك فيما جدّد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن طهران لا تريد حرباً في المنطقة، لكن في الوقت نفسه لا نسمح بالاعتداء على بلدنا، وإذا حصل ذلك سنواجهه، وأضاف، خلال اجتماع حكومي: “البيت الأبيض يبدو متخبّطاً هذه الأيام، حيث نسمع من أصحابه تصريحات غير واقعية ومضحكة”، مشيراً إلى أن العقوبات الأخيرة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على طهران تثبت أن واشنطن لا يمكن أن تفهم قضايا البلدان الأخرى”، مؤكداً “أن العقوبات الأمريكية وصلت إلى النهاية”.
في سياق متصل أكد المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن بلاده لم تر من الأميركيين سوى الحظر غير القانوني والحرب والإرهاب الاقتصادي، وقال، تعقيباً على تصريحات لمسؤولين أميركيين: “إن إيران ترد على الدبلوماسية بالدبلوماسية، وعلى الضغط بالمقاومة، ولكن يبدو أن الدبلوماسية تعني الحظر والإرهاب الاقتصادي في قاموس المسؤولين الأميركيين”، فيما جدّد نائب الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية، حسين علي أميري، عزم بلاده على بذل كل الجهود للتقليل من آثار العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.
وانتقد أميري بشدة توجه الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على كل من قائد الثورة الإسلامية، السيد علي خامنئي، ووزير الخارجية، محمد جواد ظريف، وصرّح المسؤول بأن قرار الحظر الأمريكي على رجل الدبلوماسية الأول في الجمهورية الإسلامية “مؤشّر جلي على كذب” ادعاء الإدارة الأمريكية أنها تسعى للتفاوض مع إيران، وأوضح أن وزير الخارجية هو الشخص المسؤول عن العلاقات الدبلوماسية والسياسة الخارجية للبلاد، ولذا فإن فرض الحظر عليه سيغلق طريق الدبلوماسية في العلاقات بين الدولتين.
من جانبه، أكد سفير ومندوب إيران الدائم في منظمة الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي أن الأمريكيين وخلافاً لما يزعمون غير مستعدين للحوار والتفاوض مع إيران، وقال: “للحوار قانون لا مناص منه، وهو احترام الطرف الآخر، إلا أنهم غير مستعدين لهذا”، مشيراً إلى أن الحرب لو وقعت فإنها لا تخدم مصلحة أحد، ولا يمكن لأحد أن يتنبأ كم عاماً ستطول، وشدد على أن إيران لا تسعى أبداً إلى امتلاك القنبلة النووية، لكنها تقوم بكل ما يلزم لتحقيق التنمية والتقدم العلمي في مجال التكنولوجيا الحديثة، ولفت إلى أن توفير الأمن في مضيق هرمز لا يحتاج إلى دول أجنبية، موضحاً أنه منذ مئات الأعوام لم تكن هناك أي مشكلة في مسألة النقل البحري والأمن في المنطقة، وأن المشكلة بدأت حينما جاءت القوات الأجنبية إليها، وهو أمر لا يعد إجراء سلمياً، مشدداً على أن دول المنطقة هي الأقدر على الحفاظ على مصالحها وأمنها.
بالتوازي، أكد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان أن إسقاط طائرة التجسس الأمريكية المسيّرة مؤشّر على تطور الدفاع الجوي والصاروخي الإيراني، وقال: إن إسقاط الطائرة المسيّرة المتطوّرة لم يتم بالمنظومات المشتراة من روسيا، بل بمنظومة محلية الصنع، مشيراً إلى أن بلاده تمتلك قدرات دفاعية قوية خاصة في المجال الصاروخي، وأن الخبراء والعلماء الإيرانيين يقومون بتطويرها باستمرار.