ثقافةصحيفة البعث

أماســــي تكــــرم المخـــرج زيــــاد الريــــس

“الإنتاج عملية إبداعية” الجملة التي رددها زياد الريس أثناء تكريمه من قبل وزارة الثقافة مع عدد من العاملين بمشروع الدراما خبز الحياة في جلسة أماسي بإدارة الإعلامي ملهم الصالح  في المركز الثقافي العربي-أبو رمانة-

وقد سلمه درع التكريم مدير ثقافة دمشق وسيم المبيض ومديرة المركز رباب أحمد، وتحدث الريس المدير العام للمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي بشفافية وبإحصائيات دقيقة عن إيرادات المؤسسة وردّ على السلبيات الموجهة إلى مشروع الدراما خبز الحياة متمنياً أن تسانده الأوضاع ويتابع خطة هذا المشروع الوطني.

التفاف الفنانين حوله

وبيّن الصالح أن خبز الحياة اعتمد المنهجية العلمية والعملية في تحقيق أهدافه وتعاقد مع ألف وستمئة من فنانين وفنيين في موسم واحد ممن يعانون من قلة فرص التشغيل، وأعطى فرصاً لخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ودعم المواهب الشابة، فساهم فعلياً برفد المشهد الدرامي السوري وحقق ريعاً غير مسبوق في تاريخ المؤسسة التي تأسست عام 2010، ونوّه إلى ابتعادها عن قالب الأجزاء وعدم دخولها بمغامرة الكوميديا، وعملها بقالب اللوحات المتصل- المنفصل. ثم عرض برومو عن أعمال المؤسسة” عن الهوى والجوى-أثر الفراشة- غفوة القلوب- شوارع الشام العتيقة-ناس من ورق- ترجمان الأشواق- ومضات.

وتوقف الصالح مع الريس حول مشروع “خبز الحياة” الذي كان نواة حقيقية لمشروع وطني، إلا أن هناك من رأى أنه يحمل الكثير من السلبيات الفكرية والفنية؟ فتحدث الريس عن استلامه المؤسسة في شباط 2018ووجد أن الواقع مؤلم لأغلب العاملين بقطاع الدراما، فانطلقت الفكرة من استثمار الطاقة البشرية لخلق حالة فكرية ثقافية يلتف حولها أكبر عدد ممكن للنهوض بالحالة الدرامية وللمساهمة بإعادة إعمار الفكر الإنساني في سورية، وكانت الخطوة الأولى بالمشروع إنتاج سبعة أعمال بإمكانات إنتاجية مختلفة” قليلة- متوسطة- مرتفعة” وتمت دراسة المشروع، وبالميزانية المخصصة لإنتاج ثلاثة مسلسلات أنتجنا ستة مسلسلات، واقترحنا حلولاً إنتاجية لمعالجة بند الأجور والنفقات والاعتماد على ورش الكتابة لدراسة كل خمس حلقات معا والتوفير بالإنتاج بصورة تعطينا الفكرة ذاتها، واستقطبنا 80% من العاملين بحقل الفن وأعطينا فرصاً للكتّاب والمخرجين الشباب، مما ولد حالة إبداعية ضاعفت ميزانية المؤسسة وأكدت أن الإنتاج حالة إبداعية.

وبعد النجاح الذي حققه المشروع بالخطوة الأولى واجهتنا صعوبات وعراقيل نتيجة العقوبات والحظر الاقتصادي، فكان من الممكن أن ينطلق كل شهر ونصف مسلسل، وكان يتم التحضير لعمل بتوقيع فهد ميري وعمل بتوقيع عبد الغني بلاط، وكان المفروض أن يقلع مسلسل المطران كبوتشي –الحارس.

وعن الخطة البديلة لعام 2020؟ بيّن الريس بأن نسبة الشركات الخاصة المؤمنة بسياسة المؤسسة صارت أكبر بعد نجاح المشروع وتتم حالياً دراسة عقود مشتركة لثلاثة أعمال.

وسأله الصالح فيما إذا كانت المؤسسة ربحية؟ فاستعرض الريس إيرادات المؤسسة بوثائق رسمية والتي وصلت إلى تسعين مليوناً، وبيّن أنها مؤسسة ثقافية ربحية ذات طابع اقتصادي يجب أن تموّل ذاتها، إلا أن تراكمات الخسائر خلال السنوات الأخيرة زادت وكان مشروع دراما خبز الحياة هو الأمل.

ورد الريس على بعض المداخلات السلبية من الحاضرين، فوجه الفنان هشام كفارنة ملاحظة تشغيل الممثلين الشباب غير خريجي المعهد ولابصفة نقابي وهذا يمثل خطورة كون الممثل يحتاج إلى إعداد ودراسة، وإلى إعادة النظر بمسألة تكافؤ الفرص ورفع الأجور، فأوضح الريس بأن الذين عملوا من المواهب عددهم قليل جداً، أما فيما يتعلق بالأجور فهذا مرتبط بموافقة الفنانين المؤمنين بالمشروع، وقد تم تخفيض أجور ما فوق التعرفة  وفي المرحلة القادمة سيحصل الفنان على نسبة من التسويق. وأكد الريس أن تكرار حضور بعض الفنانين بثلاث شخصيات هو نتاج المشروع بحصوله على الأجر نفسه لكن بشكل موزع على أدواره.

وعاتبت الفنانة فيلدا سمور الريس لعدم حصولها على دور وحَكمت الجمهور مسترجعة تاريخها الكبير بالدراما، وطالبت بأن تتدخل الجهة الإنتاجية باقتراحات اختيار الممثلين مع المخرجين، وبيّن الريس بأن الفنانة سمور زارت المؤسسة بعد أن اشتغلت ثلاثة أعمال وبدأ المخرجون بالتحضيرات للأعمال القادمة، وأكد عدم سوء النوايا تجاه أحد. وبيّن الناقد أحمد هلال أن مشروع خبز الحياة انسجم مع فكرته كمشروع بكل معنى الكلمة من حيث العمل بروح جماعية لكل فريق العمل متمنيا أن ينعكس ذلك على البطولة الجماعية لأن الدراما تعتمد في نجاحها على الفريق الواحد.

وكان للنصوص دور بالمناقشة لاسيما أنها كانت متفاوتة فأشار الريس إلى أن جميع النصوص قُرئت من قبل ورش عمل وتم تعديل بعض النقاط. وقال مخرج شوارع الشام العتيقة غزوان قهوجي بأن المشروع كسر الحصار القائم، وأثنى مخرج غفوة القلوب رشاد كوكش على تشغيل جموع الكومبارس الذين لم يسجلوا بعقود رسمية، أما الكاتبة هديل إسماعيل فرأت أن المشروع خطوة إيجابية لاحتضان المواهب الشابة، وقاطعتها الرأي الكاتبة رنيم الباشا بومضات –ورد أحمر- وأشادت المخرجة سارة الزير في ومضات باللمسات الفنية للمخرجين الشباب، في حين أثنى الكاتب والممثل المسرحي زكي مارديني على المشروع الذي منح ممثلي المسرح فرصة الظهور التلفزيوني. ونوّه د. جمال قبش إلى أن المشروع حقق نجاحاً إلا أنه يحتاج إلى سنوات لبيان الرأي به. وأنهى المخرج سمير ذكرى الجلسة بإشادته بالعمل الجماعي وبقوله”لا أحد يصدق أن في سورية جلسة بهذه الشفافية”.

ملده شويكاني