صحيفة البعثمحليات

ضعف الآليات ونقص المحروقات يفاقم صعوبات إخماد الحرائق

 

 

حماة – محمد فرحة
من يدقق جيداً في حجم الحرائق التي طالت غاباتنا خلال السنتين الماضيتين، وخاصة منها تلك التي اندلعت في الأيام الأخيرة من الشهر المنصرم يدرك جيداً صعوبة الحد منها في ظل نقص وضعف الإمكانات المتوفرة لدى مديريات زراعتي حماة وهيئة تطوير الغاب.
فمن يطلب من المعنيين العاملين في الزراعة والحراج إخماد الحرائق بالسرعة الممكنة، يجب أن يوفر لهم ما تحتاجه عملية الإخماد كجاهزية الآليات واحتياطي كافٍ من المحروقات لزوم ذلك، لا أن تكون الآليات لديها تحتاج إليه أخرى لإيصالها إلى موقع الحريق.
نعم ضعف الإمكانات لجهة تدني سوية الآليات منها كثيراً، كان سبباً في التأخير في إخماد الحرائق، رغم أن العامل الزمني هو الأساس في هذه القضية، فهل هكذا يكون الاستعداد لموسم الحرائق.؟!
وللتأكيد على أن قسماً كبيراً مما نسمعه من وعود المسؤولين لا يتعدى ذلك، فقد زار رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس سهل الغاب مرتين خلال أقل من عام ونصف العام، وفي كل مرة كان يحرص على الاستماع من المعنيين عن حاجة منطقة الغاب، وآخرها كان في لقائه مع هيئة تطوير الغاب.
عن ذلك قال معاون مدير عام الهيئة المهندس أحمد شدهان: لقد طالب المهندس خميس منا رفع سوية العمل والأداء الخدمي في مجال سهل الغاب، فشرحنا له الإمكانات المتاحة والمتوافرة من آليات وتدني أدائها لكثرة أعطالها وقلة المخصصات من المحروقات.
وزاد شدهان: وعد بتأمين 10 سيارات إطفاء جديدة فضلاً عن العشر الموجودة وما يلزمها من معدات وتجهيزات، فضلاً عن تأمين عدد آخر من لزوم أعمال الري وتعزيلها. وعندما لاحظ مدير عام هيئة تطوير الغاب المهندس أوفا وسوف تحفظنا على هذه الوعود على مبدأ لا تحسب الفول غير مكيول، أضاف بأنه تم تحويل قيمة هذه الآليات وقدرها 500 مليون ليرة إلى حساب الهيئة ومسألة شراء الآليات، وهي قاب قوسين أو أدنى. في حين أوضح شدهان بأن حجم العمل المطلوب في مجال الهيئة كبير وكبير جداً، فعلى سبيل المثال تعزيل أقنية الري يبلغ طولها 1310 كيلو مترات طولياً للمصارف الحقلية الرئيسية منها والفرعية، فكيف لنا القيام بها بآليات استهلكت خلال السنوات العشر الماضية.؟!
ونوه معاون مدير عام هيئة تطوير الغاب بأنه كان لدى الهيئة ستة عشر باكراً تغطي تعزيل ثلث الأقنية، حالياً لا يوجد منها سوى أربع آليات فقط ما يضعنا في عجز دائم جراء ضيق واقع الحال. منوهاً إلى قلة المخصصات من المحروقات رغم أن رئيس الحكومة أوعز بضرورة تأمين صهريجين شهرياً، ما قدره 40 ألف ليتر، لكن لم نرَ شيئاً منها.
باختصار: كيف لمديريات زراعة، وأتحدث هنا عن هيئة تطوير الغاب وحماة، كيف لهما إخماد الحرائق في أعلى قمم الجبال في أسرع وقت ممكن وآلياتهما لا تقوى على الصعود إليها، فضلاً عن غياب الطرقات الحراجية.؟
فهذه هي أسباب اتساع رقعة الحرائق والتأخير في إخمادها والسيطرة عليها، وما نشاهده من حرائق يومياً خير دليل عن شبه عجز في ضبط أمورها.؟