رياضةصحيفة البعث

مع ارتفاع قيمة عقود اللاعبين.. أندية الدوري السلوي تبحث عن المال!!

 

شهد “الميركاتو” الصيفي هذا العام بين الأندية السلوية غلياناً في صرف الملايين من الليرات للتعاقد مع لاعبين جدد، وكل ذلك من أجل المنافسة على لقبي الدوري والكأس، وحتى الآن فإن أكثر الأندية استقطاباً للاعبين هو نادي الكرامة الذي تعاقد مع لاعبين من الجيش الذي خسر مع الجلاء جهود عدد من لاعبيه المميزين، وفي السيدات تعاقد الساحل مع ثلاث لاعبات دفعة واحدة، وهو مكسب للفريق، إضافة لتعاقده مع مدرب لبناني على مستوى عال.
فما ميّز دورينا هو الهدر في المال على شراء لاعبين محليين، وكل ذلك يجعلنا نتساءل: هل حقاً يوجد عندنا لاعب سعره 30 أو 35 مليون ليرة؟ وهل فعلاً يستحق اللاعب المحلي هذا المبلغ؟ وماذا سوف يؤثر في فريقه؟.
وفي حال تعرّض للإصابة سيفقد النادي حقه بالمنافسة على الألقاب، لماذا لم تتعاقد الأندية مع لاعبين أجانب “إن أقرّ ذلك بمؤتمر اللعبة”؟ ما هو المانع من أن يكون في الدوري السوري لاعبون ومدربون أجانب؟ هذا أفضل، وسيعطي الدوري إثارة وتنافساً قويين.
لنكن صريحين لا يوجد لاعبون محليون يستحقون أن يدفع له أكثر من مليون للموسم كله، ولكن عندنا الأندية خاصة تهتم بمركز محدد بالفريق، وتترك باقي المراكز دون دعمها باللاعب الذي يسد الفراغ، وهذه هي العيوب التي تعاني منها سلتنا منذ زمن بعيد، ولا تجد تلك الأندية البديل للمركز نفسه، علماً بأن كل الفرق التي ستشارك بالدوري ضمت لاعبين جدداً، لكن بعضهم لا يقدم أو يؤخر.
الشيء الآخر يتعلق بالأندية التي تهتم بالقواعد، لكنها بالوقت نفسه لا تملك الأموال الطائلة لكي تتعاقد مع لاعبيها بمبالغ خيالية، وبعضها على وشك الانهيار بعد سنة أو سنتين على الأكثر، لن تستطيع المشاركة بأي نشاط محلي، ولن تستطيع بعد اليوم مجاراة الأندية ذات الميزانيات الكبيرة التي تقوم بشراء اللاعبين من تلك الأندية “الفقيرة” دون تعب أو جهد وبأموال خيالية، فقد وصل سعر اللاعب “من تحت الطاولة” إلى عشرات الملايين، فهذه الأندية تدفع أموالاً طائلة خارج القوانين والأنظمة بغية الحصول على بطولة الدوري والكأس، والبقاء بالدرجة الأولى بمساعدة داعمين، وهذا سيؤثر بالمستقبل على تلك الأندية، وقد يؤدي إلى إفلاسها!!.
احترافنا منقوص تنظيمياً، ونحن بذلك نلبس عباءة ليست لنا، أما الألعاب “الأخرى” مثل ألعاب القوى، والقوة، وكرة الطائرة، واليد، وبقية الألعاب الفردية، فالمطلوب من الأندية إنجاحها أيضاً في ظل هذا الانفلات المالي غير المسبوق، فعلى القيادة الرياضية أن تتدخل بالوقت المناسب وتمنع هذه الظاهرة، وتضع القوانين المناسبة لضبطها كي لا تقع رياضتنا وأنديتنا بالمحظور مستقبلاً.
عماد درويش