اقتصادزواياصحيفة البعث

ما هكذا تُورد “الذكية”..!؟

حين عنونَّا إحدى المقالات هنا بعنوان: “أزمات لتجميع الثروات..!؟”، والتي تناولنا فيها قضية الأزمات المتكررة سنوياً في تأمين مواد الطاقة من مازوت وغاز وغيرهما، لم نتجنَّ ولم نُبالغ في الطرح…

مع ذلك نحن مع وجود مثل تلك التقنية المؤتمتة – شكلاً ومضموناً- لضبط الفساد والهدر في موضوع تأمين وتوزيع مواد الطاقة…

لكن السؤال الذي يفرض حاله هو: هل استطاعت البطاقة “الذكية” ضبط الأمر بشكل كامل..؟ الجواب بصراحة، إن استطاعت نظرياً، إلاَّ أنها لم تستطع ذلك عملياً وإجرائياً..!

رأينا الآنف تؤكده الوقائع اليومية، كما تؤكده شخصيات من مستويات اجتماعية مختلفة، وباعتقادنا إن توطين “الذكية”، كان يجب أن يسبق بالقضاء على الفساد والمفسدين في مفاصل ما قبل استخدام البطاقة، أي من بعض العاملين في مؤسسة “محروقات” وفروعها ومحطاتها ومراكز التوزيع وصولاً للموزعين، وهؤلاء للمفارقة (أي الموزعون)، وبأساليب فسادهم يكشفون ما يتم قبلاً من فساد..!؟

فحين يشتكي ويعترف البعض (ممن كشفنا غشهم وتلاعبهم بالكميات عند تعبئتهم للكميات المخصصة للمستهلكين..)، بأنهم يلجؤون للتلاعب بذريعة أن ما يدفعونه لكذا وكذا..، بدءاً من مراكز التوزيع..، يجب تعويضه، وإلاًّ سيكونون كمن يعمل بالسخرة..!، هنا لا بد أن نتوقف ملياً عند هذه المفصلية من الفساد وحلقاته، وبالتالي إنهاء المبررات الواهية للارتكابات المثبتة..!

ولا أدل على ما ندعيه، من صدور قائمة تضم العشرات من موزعي المازوت الذين يغشون المواطنين..!؟

ليس هذا فحسب، بل هناك أمور إجرائية لا تفتأ “تكامل” تفاجئ بها المُتحصِّل على البطاقة، كطلب سند للإقامة، أو بيان وفاة الأب أو أو..، علماً أن المواطن حين تقدم للبطاقة قدم كل ما طلبته “تكامل”..!

والسؤال حول ما سبق: مادام دفتر العائلة هو الأساس في الحصول على البطاقة، فلماذا طلب بيان بوفاة الوالد مثلاً..، وكلنا يعلم ما يكلفه هذا من ضياع للوقت وصرف للجهد والمال..؟!

برأي الكثيرين من العارفين..، أن تلك الإجراءات تندرج في خانة المماطلة والتأخير للمستحق من حق، والدليل أن من يمتلك بطاقة لا مأخذ عليها، يحتاج لشهر وأكثر حتى يلحقه دور التعبئة، ناهيكم عن عدم الرد على من يود التسجيل.. بين الفينة والأخرى..!؟

هذا غيض من فيض الدهاليز الإجرائية التي أدت وتؤدي لحرمان الكثير من أصحاب البطاقات لمستحقاتهم في الموسم والموعد المحدد..!؟

وقبل الختام.. نشدد على تطبيق القاعدة التي تقول: “المقدمات الصحيحة تؤدي حكماً لنتائج صحيحة”، وخلافاً لذلك لن يكون للبطاقة “الذكية”، الفعالية والضبط والتنظيم والعدالة، التي من المفترض على البطاقة تحقيقها..!

قسيم دحدل

Qassim1965@gmail.com