الصفحة الاولىصحيفة البعث

طهران: مزاعم “التعاون الخليجي” واهية

وصف المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي “مزاعم” البيان الختامي للقمة الــ40 لما يسمى مجلس تعاون دول الخليج بالـ “واهية، ولا تستحق الردّ”، واعتبر أن هذه “المزاعم المكرّرة دون أساس” في البيان “نتجت عن الضغط السياسي لعدد من أعضاء المجلس، الذين قضوا العقود الماضية محاولين منع تنمية التعاون متعدّد الأطراف”، مضيفاً: إن “بعض أعضاء مجلس تعاون دول الخليج يرغبون بالتعاون مع إيران لتعزيز أمن المنطقة، لكن أهلية بعض الدول الأخرى لن تسمح بذلك”.
في السياق نفسه، دعا موسوي هذه الدول إلى تغيير سلوكها “المدمّر بدل التصريحات الاستفزازية وجرّ المنطقة نحو المجهول”، معتبراً أنها لم تكتفِ بـ “نهب ثروات الدول المجاورة، بل هيّأت الأرضية لمزيد من التدخل الأجنبي في المنطقة”، كما تساءل عمّا قدّمته بعض الدول لتخفيض التوتر في المنطقة، متّهماً إياها بـ “زرع الإرهاب والتكفير في العراق وسورية واليمن وجلب الأجانب إلى الخليج” عن طريق تدخلاتها غير المسؤولة سعياً للهروب من العقوبات الدولية بتهمة انتهاك حقوق الإنسان وجرائم الحرب.
وفي المقابل، شدّد على أن طهران تسعى لتحقيق التعاون الإقليمي بدليل اقتراح معاهدة عدم الاعتداء ومنتدى حوارات المنطقة بالإضافة إلى مبادرة هرمز للسلام.
وكانت إيران قدّمت في وقت سابق بخطة لحماية أمن الخليج ومضيق هرمز تحت اسم “مبادرة سلام هرمز”، في مقابل المخطط الأمريكي لإقامة “تحالف دولي” بذريعة حماية الملاحة البحرية في الخليج.
أمّا عن الاتفاق النووي الإيراني، فوصف موسوي تعليق المجلس على خفض التزامات إيران بالاتفاق بـ “طرفة تاريخية”، معتبراً أن “الدول التي وضعت كل جهودها وثرواتها لإحباط الاتفاق النووي تحتج اليوم على خطوات إيران المشروعة”.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في الثامن من أيار العام الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقّع بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد عام 2015، فيما أعلنت الدول الأوروبية الموقّعة على الاتفاق تمسكها به وتنفيذه بالكامل.
وفي الختام أكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن إيران تدين دعم دول الجوار لـ “الإرهاب الاقتصادي الأميركي” المتناقض مع مبدأ حسن الجوار.
يأتي ذلك فيما جدّد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، تأكيده أن بلاده مصممة على إحباط مؤامرات الأعداء، والحظر الأمريكي المفروض عليها بشتى الطرق، وذلك بتعزيز الإنتاج المحلي ومن خلال وسائل مختلفة، وقال، خلال جلسة مجلس الوزراء: “إن أمام إيران طريقين فيما يخص خطة العمل الشاملة المشتركة حول الاتفاق النووي الإيراني، إما أن تلجأ إلى بعض الآليات من أجل الالتفاف على العقوبات المفروضة عليها، وإما ترغم الأعداء على إعلان التراجع وتغيير مسارهم”.
وكان روحاني أعلن قبل أيام أن موازنة بلاده للعام القادم ستكون موازنة صمود ومقاومة أمام العقوبات الاقتصادية الجائرة ضد إيران.
في سياق متصل، أكد القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي “أننا نريد أن نرمي بالعقوبات الأميركية المفروضة على إيران في جبّانة التاريخ، حيث سنجتث شأفتها بأيدينا لا بيد العدو”، وأوضح أنه “تجربة الأعوام الـ 40 الماضية للشعب الإيراني مع المستكبرين أثبتت أنه في هذا العالم، إما أنه يجب التمتع بالاستقلال والقوة، أو الخنوع والتبعية.. وإما يجب تغيير أضلاع هندسة القدرة في العالم، أو الاندماج والذوبان في هيكلية القدرة المصنوعة من قبل المستكبرين”.
وأكد اللواء سلامي بأن القوى الاستكبارية أخذت تشعر بالزوال في حياتها، كما أن المؤشرات الظاهرية لأفولها تشاهد أيضاً، فالبعض منها قد انهار، وبدأت مرحلة زوالها.