الصفحة الاولىصحيفة البعث

أردوغان يشرعن الإرهاب لتنفيذ أجنداته في ليبيا!

 

غداة إعلان المتحدّث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أن النظام التركي نقل مئات الإرهابيين الأشد خطورة من تنظيمي “داعش” و”القاعدة” من سورية إلى ليبيا، أكد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، في رسالة كتبها بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة، تصميمه على تنفيذ وعوده بشأن التدخل العسكري في ليبيا، وقال في الرسالة: “من خلال الدعم الذي سنقدّمه إلى حكومة طرابلس في ليبيا، سوف نضمن تنفيذ جميع بنود الاتفاقية المبرمة بين البلدين”.
وفي 27 تشرين الثاني الماضي، وقّع أردوغان مذكرتي تفاهم مع ما يسمّى رئيس حكومة الوفاق الليبية، بقيادة فائز السراج، الأولى تتعلّق بالتعاون الأمني والعسكري، والثانية بتحديد مناطق الصلاحية البحرية، قوبلت برفض دولي وإقليمي واسع، وأشارت مذكرة التفويض في أحد بنودها إلى “وجود اعتبارات أخرى تدفع تركيا نحو إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وعلى رأسها حماية المصالح الوطنية لتركيا، واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة ضد المخاطر الأمنية، والتي مصدرها جماعات مسلحة غير شرعية”!.
ويرى مراقبون في الأسلوب الذي يعتمده أردوغان بأنه الأخطر على المنطقة بإعطائه صبغة سياسية للجماعات الإرهابية والميليشيات التكفيرية. فقد وجد أردوغان في المقاتلين المتشددين والإرهابيين ضالته لتوسيع دوره في المنطقة، وتعظيم مصالحه في بعض الدول العربية، وفي الإقليم عامة، حيث يحاول الدفع بالجماعات الإرهابية إلى واجهة الصراع في ليبيا، المطلة على حدود أوروبا المتوسطية، وذلك أملاً في تحقيق أي اختراق سياسي يمكّن حكومة الوفاق في الحفاظ على مكاسبها وسط طرابلس، ما يضمن لتركيا نصيباً من غاز المتوسط ينتشل اقتصادها من الأزمة التي يمر بها.
ويسعى أردوغان حالياً إلى إضفاء الشرعية على الاتفاقية التي وقّعها مع السراج، في وقت يشهد فيه مطار اسطنبول رحلات سرية لنقل مرتزقة أردوغان وإرهابييه من سورية إلى ليبيا لتأجيج الوضع الأمني فيها ونهب خيراتها.
وأمس الأول، أكد المتحدّث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أن النظام التركي نقل مئات الإرهابيين الأشد خطورة من تنظيمي “داعش” و”القاعدة” من سورية إلى ليبيا، وقال، خلال مؤتمر صحفي: “إن أردوغان تجاوز كل معايير المجتمع الدولي ومجلس الأمن، وساهم في نقل إرهابيين متطرفين من دولة لأخرى”، مبيناً أن ما يفعله لا يهدد ليبيا فقط، بل المنطقة العربية بأكملها، وأضاف: “إن أردوغان نقل إرهابيين يحملون جنسيات مختلفة إلى ليبيا في مسعى منه لتصدير مشكلاته الداخلية للخارج من جهة والسيطرة على خيرات ليبيا من جهة ثانية”.
والاثنين، ذكرت أربعة مصادر تركية أن نظام أردوغان يدرس إرسال مرتزقة إلى ليبيا، فيما حذّر مراقبون من مخطط ينفذه أردوغان لنقل زعماء الميليشيات والإرهابيين للقتال في صفوف حكومة الوفاق.
إلى ذلك، أكد نائب رئيس مجلس النواب التشيكي رئيس حزب الحرية والديمقراطية المباشرة توميو اوكامورا أن النظام التركي حليف إرهابيي “داعش” وذو طبيعة شوفينية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أوهامه بمحاولة إحياء الامبراطورية العثمانية، وقال في تغريدة على تويتر: اقتران حديث أردوغان قبل فترة عن حاجة تركيا إلى اقتناء سلاح نووي والطبيعة الشوفينية للنظام التركي مع محاولاته إحياء الامبراطورية العثمانية يجعل من تركيا دولة خطيرة بطموحات امبريالية، وبيّن أنه لا يمكن الثقة بالولايات المتحدة والغرب، مشيراً إلى أن الغرب سبق له أن اتفق مع زعيم النظام النازي الألماني ادولف هتلر، والآن يتفق مع الديكتاتور أردوغان حليف تنظيم داعش الإرهابي.
وفي السياق نفسه أدان مكتب الإعلام المركزي لحزب البعث العربي التقدمي في الأردن التدخل التركي في ليبيا، مؤكداً أنه خرق فاضح لسيادة البلدين وللقوانين والشرعة الدولية وتهديد للاستقرار والأمن الإقليمي، فيما أكد سعيد ذياب أمين عام حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني “وحدة” أنه لا يمكن عزل التدخل التركي في ليبيا عن الدور الذي لعبه حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان منذ استلامه السلطة وحتى الآن، وقال: إن الدور التخريبي الذي قام به النظام التركي في سورية لا يزال قائماً، سواء لجهة استقدام العناصر الإرهابية وتدريبها وتسليحها أو لجهة احتلال أجزاء من الأراضي السورية، وإصراره على الاستمرار في العدوان، وتأتي أطماعه في ليبيا لتؤكد مجدداً عدوانيته وزيف ادعاءاته بأنه يعمل لتحقيق الأمن فيها.
وفي العراق، ندد إعلاميون وأكاديميون بتدخل النظام التركي في شؤون ليبيا الداخلية، مؤكدين أن أردوغان يقود تركيا إلى مسارات “مهلكة وفاشلة”، وقال رئيس تحرير جريدة الصباح العراقية عباس عبود: “إن النظام التركي يحاول استعادة الحلم العثماني والتمدد شرقاً باتجاه وسط آسيا وشرقاً وجنوباً باتجاه العراق وسورية”، موضحاً أن فشل مؤامراته في هذين البلدين، إضافة إلى فشل مخطط تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي في مصر جعل النظام التركي يبحث عن مناطق أخرى تستوعب دخوله، وكانت ليبيا خياره لاختراق النظام الإقليمي العربي من مغرب الوطن العربي بعد أن فشلت عمليات الاختراق من شرقه.
من جهته قال الخبير الأمني الدكتور سرمد البياتي: إن أطماع النظام التركي “بدأت تتوسّع كثيراً لعدم وجود رادع حقيقي لها من المجتمع الدولي”، موضحاً أنه “بعد دوره في العراق وسورية وإدخاله آلاف الإرهابيين الدواعش إلى هذين البلدين بدأ هذا النظام يتجه الآن إلى الشمال الإفريقي، ويتدخل بشكل سافر بشؤون دولة عربية عانت كثيراً من العصابات الإرهابية بعد أن انتصر العراق وسورية على الإرهاب”.
بدوره أشار الباحث الدكتور حيدر البرزنجي إلى أن محاولة نظام أردوغان فرض هيمنته من خلال التدخل المباشر في شؤون ليبيا الداخلية عبر إرسال جماعات إرهابية بهدف التمدد والتوسع والوهم “ستقود تركيا إلى منزلقات مهلكة وخطيرة”، فيما قال المحلل السياسي العراقي حازم الباوي: إن فشل السياسة الخارجية التركية في سورية والعراق دفعها إلى محاولة التعويض عن ذلك عبر التدخل في الشأن الليبي الداخلي.
من جهته قال الإعلامي العراقي محمد العواد: “إن تلويح نظام أردوغان بإرسال قوات إلى ليبيا سيزيد الأزمة في هذا البلد تعقيداً”، مشيراً إلى أن ذلك سيشكّل أرضية خصبة لتمدد التنظيمات الإرهابية ولا سيما “داعش” و”القاعدة” في الصحراء الليبية.