الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

بولس سركو: للفن التشكيلي دور هام في توثيق آثار الحرب

يقدِّم الفنان التشكيلي بولس سركو في مشروعه  الفني المستمدّ من الفن الأوغاريتي رؤية فنيّة لبيئة شاطئ البحر في اللاذقية بكل إيحاءات ورموز جمالية هذا الشاطئ. وقال الفنان سركو في تصريح لـ”البعث” أنجزتُ مراحل متقدمة من مشروعي المأخوذ من مقطع قصيدة أوغاريتية “ازرع الحب في الحقول” وحول هذه العبارة يتمحور عملي الحالي الذي يجمع كل معالم الشاطئ من قوارب وصيادين وأصداف وقواقع وحصى وغيرها من تفاصيل أتعامل معها بأسلوب مستوحى من الفن الأوغاريتي، وأركز حاليا على القوارب من خلال تشكيلات سريالية وواقعية أمزجها مع بعضها وقد قطعتُ خطوات واسعة من حيث التقنيات والأدوات واللمسات الجمالية، ورسالتي  من القوارب الإضاءة على رمزيتها في الحياة البحرية على شاطئ سورية الذي حمل للعالم منذ الأزل الخير والسلام والحضارة وتتجلى جمالية القوارب في انسيابية حركتها التي تتناغم مع حركة الموج.

وأكدّ الفنان سركو أن للفن التشكيلي دور هام يُعوَّل عليه كثيرا في توثيق آثار الحرب العدوانية على سورية بما يعكس رسالة الفن الملتزم بقضايا الوطن والمجتمع والناس وأنه يعكف على الإسهام الواضح في هذا الدور فور الانتهاء من مشروعه الحالي، سيما وأن الذاكرة تتراكم فيها الصور والمشاهد والحكايا والانطباعات عن آثار الحرب الظالمة. وقال سركو: بالرغم من أن الفن التشكيلي مقصِّر في توثيق الحرب على سورية إلاّ أنه لا يمكن إغفال الكثير من التجارب الهامة التي اشتغلت على آثار هذه الحرب الظالمة وتداعياتها من جوانب مختلفة لامست آثارها وجسدت القيم السامية كالشهادة وتضحيات أمهات الشهداء والطفولة وملامح وعناوين الانتصار الذي حققه الوطن. ورأى سركو أن الضرورة تقتضي إعادة النقد للمسألة الجمالية السورية ومراجعة هذه القضية البالغة الأهمية كونها لم تأخذ حقها قياسا على أهميتها، لأن الفنان بات ينصرف إلى قضايا غيبية دون الاهتمام بقضايا الناس وبيئته وهنا تكمن مسؤولية النقد وخلق أجواء جديدة تدفع باتجاه تكريس الانتماء للوطن في الفن التشكيلي، وهذه المسؤولية تشمل الجميع أيضا من فنانين ونقاد لأن الأولوية تبقى دائما للخصوصية السورية، وهذه الخصوصية لاتتعارض مع العالمية التي يتطلع إليها الفنان الذي ينبغي أن ينهل أولا من تاريخه وتراثه وحضارته وثقافة مجتمعه ويمكن له في نفس الوقت أن ينهل من تجارب عالمية.

مروان حويجة