اقتصادصحيفة البعث

2019 عام ذهبي للمعادن النفيسة والأسوأ للدولار

مع ختام عام 2019 حققت أسعار الذهب أقوى زيادة سنوية لها منذ 2010، حيث أوقدت المخاوف حيال سلامة الاقتصاد العالمي شرارة اهتمام متنام بالمعادن النفيسة، في حين صعد البلاديوم أكثر من 50% إلى مستويات قياسية مرتفعة بفعل نقص في المعروض. وشهدت الفضة والبلاتين، وشأنهما شأن الذهب من الاستثمارات الآمنة في أوقات الضبابية، أكبر مكاسبهما السنوية خلال عدة أعوام.
ويقول محللون كثيرون: إن من المرجح أن تواصل الأسعار صعودها في 2020، في ظل نمو هش وأسواق أسهم عالمية تبدو غير قادرة على الاستمرار عند مستويات قياسية مرتفعة.
في غضون ذلك، تشتري البنوك المركزية مزيداً من الذهب وتنتقل من تشديد السياسة النقدية إلى تيسيرها، ما يدفع أسعار الفائدة وعوائد السندات للانخفاض ويجعل المعادن النفيسة غير المدرة للعائد أشد إغراء للمستثمرين.
ومن المرجح أن تقود الطلب على الذهب للارتفاع في 2020، وتدعم الاتجاه الصعودي المتوسط المدى السائد حالياً. وفي آخر ساعات العام الماضي، كان السعر الفوري للذهب مرتفعاً أكثر من 18% لعام 2019 ويعاود عند سعره البالغ 1519.41 دولاراً للأوقية (الأونصة) استهداف ذروة ستة أشهر 1557 دولاراً التي بلغها أوائل أيلول الماضي.
وزادت حيازات الذهب لدى صناديق المؤشرات نحو 14% هذا العام. وزادت الفضة مقتدية بالذهب لتبلغ مكاسبها 15% في 2019 عند 17.85 دولاراً للأوقية، في أقوى أداء لها منذ 2016، وسجل البلاتين 962.50 دولاراً للأوقية مرتفعاً 21.6 في المائة للعام الماضي، في أكبر صعود له منذ 2009. وواصل البلاديوم تميّزه، مرتفعاً أكثر من 700 دولار للأوقية خلال العام ليحقق مكاسب للعام الرابع على التوالي. ولامس المعدن ذروة قياسية عند 1998.43 دولاراً للأوقية في 17 كانون الأول الماضي، وبلغ سعره في آخر أيام العام 1938 دولاراً.
ويُستخدم المعدن أساساً في أنظمة تنقية عوادم السيارات، ويتزايد الطلب عليه في ظل تشديد المعايير البيئية. ولأن البلاديوم منتج ثانوي لعملية استخراج النيكل والبلاتين، فإن معروضه عاجز عن مواكبة الطلب عليه، ومن المتوقع استمرار النقص في أوائل عشرينيات القرن الحالي.