الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

القوات المسلحة والخارجية: الاعتداءات التركية لن تثني الجيش عن متابعة أعماله القتالية تحرير خان العسل وحي الراشدين 4.. وتأمين شرق أوتستراد حلب- دمشق بالكامل

حررت وحدات الجيش العربي السوري منطقة خان العسل الاستراتيجية وحي الراشدين 4 بعد عمليات مكثّفة ضد تجمعات الإرهابيين ومقراتهم في الحي وفي خان العسل وكفرناها، وبذلك تكون قد استكملت تحرير الجانب الشرقي من الطريق الدولي حلب- دمشق بالكامل.
وفي وقت لاحق، ذكر مصدر عسكري أنه في نحو الساعة 11.30 من صباح أمس أصيبت إحدى حواماتنا العسكرية بصاروخ معاد فوق منطقة النيرب في ريف إدلب الجنوبي، حيث تنتشر التنظيمات الإرهابية المدعومة من تركيا، وأدى ذلك إلى سقوط الطائرة واستشهاد طاقمها.
يأتي ذلك فيما أكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن “الاعتداءات التركية لن تفلح في حماية الإرهاب التكفيري المسلح، ولن تثني الجيش عن متابعة أعماله القتالية في محافظة إدلب وغرب حلب وجنوبها لتطهيرها من رجس الإرهاب المسلّح بمختلف مسمياته، وإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع المناطق على امتداد الجغرافيا السورية”، فيما أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن النظام التركي يستمر في عدوانه على سيادة سورية وحرمة أراضيها، عبر نشر المزيد من قواته في إدلب وريفها وريف حلب، واستهداف المدنيين وبعض النقاط العسكرية، مشددة على أن اعتداءاته لن تنجح في إعادة إحياء التنظيمات الإرهابية، وأن الجيش العربي السوري سيواصل محاربة هذه التنظيمات حتى القضاء عليها، واستعادة السيطرة على الأراضي السورية كافة، في وقت أكد المتحدّث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، أن اعتداءات الإرهابيين من إدلب غير مقبولة، ويجب عدم السماح باستمرارها، مطالباً في هذا الصدد رئيس النظام التركي بالالتزام بمسؤولياته المتعلّقة بمنطقة خفض التصعيد في إدلب وفق اتفاقات سوتشي.
وفي التفاصيل، نفّذت وحدات الجيش عمليات مركّزة ضد إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به في حي الراشدين 4 في الأطراف الغربية لمدينة حلب أسفرت عن دحر الإرهابيين باتجاه الريف الغربي، وإيقاع العديد من القتلى في صفوفهم.
بالتوازي تواصل وحدات من الجيش تعزيز انتشارها في محيط الطريق الدولي حلب- دمشق في قرى وبلدات الزربة وإيكاردا بعد تحريرها من الإرهاب.
وفي ريف إدلب تصدّت وحدات الجيش لهجوم كبير شنه إرهابيو “جبهة النصرة”، بدعم وتحشيد من قوات الاحتلال التركي، على محيط بلدة النيرب، التي تقع غرب بلدة سراقب، وأفاد مراسل سانا بتدمير عربة مفخخة دفعت بها التنظيمات الإرهابية باتجاه نقاط الجيش في محور بلدة النيرب المحررة بغية إحداث خرق، حيث تعاملت وحدات الجيش معها بالأسلحة المناسبة، ودمّرتها قبل وصولها إلى هدفها، وكبّدت المجموعات الإرهابية خسائر بالأفراد والعتاد.
النظام التركي يعمد إلى زج حشود عسكرية جديدة
يأتي ذلك فيما أوضحت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان: “إن النظام التركي يستمر بتصعيد أعماله العدوانية وخروقاته العسكرية للجغرافيا السورية، بما يناقض القانون الدولي ومبدأ سيادة الدول المستقلة، وذلك في محاولة منه لوقف تقدّم الجيش العربي السوري ومنع انهيار التنظيمات الإرهابية المسلحة، المصنّفة على لائحة الإرهاب الدولي، في إدلب وغرب حلب”. وأشارت القيادة إلى أن “النظام التركي عمد إلى زج حشود عسكرية جديدة، وتصعيد عدوانه بشكل مكثّف، من خلال استهداف المناطق المأهولة بالسكان المدنيين ونقاط تمركز الوحدات العسكرية بالقذائف الصاروخية، وذلك كله بغية مساعدة الإرهابيين على الاستمرار بالسيطرة على الأرض، واتخاذ السكان المدنيين رهائن ودروعاً بشرية، والإمعان في ارتكاب الجرائم والتدمير الممنهج، والتحكم بمصائر الناس في المناطق التي تتمركز فيها تلك التنظيمات الإرهابية المسلحة”.
وشددت القيادة العامة للجيش على: “استمرار قواتنا المسلحة الباسلة بتنفيذ مهامها الدستورية والوطنية، واستعدادها للرد على اعتداءات قوات المحتل التركي، والقيام بواجبها المقدّس في الدفاع عن أمن الوطن والمواطنين على جغرافية الدولة السورية”.
الرفض القاطع لأي تواجد تركي على الأراضي السورية
إلى ذلك، قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: يستمر النظام التركي في عدوانه على سيادة وحرمة أراضي الجمهورية العربية السورية، وذلك من خلال نشر المزيد من قواته في إدلب وريفها وريف حلب، واستهداف المناطق المأهولة بالسكان وبعض النقاط العسكرية، في محاولة لإنقاذ أدواته من المجموعات الإرهابية المندحرة أمام تقدّم الجيش العربي السوري.
وأضاف المصدر: إن الجمهورية العربية السورية تؤكّد مجدداً الرفض القاطع لأي تواجد تركي على الأراضي السورية، الذي يشكّل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي واعتداء صارخاً على السيادة السورية، ويتناقض مع بيانات أستانا وتفاهمات سوتشي بخصوص منطقة خفض التصعيد في إدلب، الأمر الذي يؤكّد إصرار نظام أردوغان على عدم احترام أي تعهدات، ومواصلة التصرّف كنظام خارج عن القانون.
وتابع المصدر: في الوقت الذي تهيب فيه سورية بالمجتمع الدولي اتخاذ المواقف الواجبة للجم السلوك العدواني للنظام التركي ودعمه اللامحدود للإرهاب في سورية وليبيا، فإنها تؤكّد مجدداً أن هذه الاعتداءات لن تنجح في إعادة إحياء التنظيمات الإرهابية، وستستمر قوات الجيش العربي السوري في مطاردة فلول هذه التنظيمات حتى القضاء عليها بشكل كامل، واستعادة السيطرة على الأراضي السورية كافة.
وفي موسكو، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن اعتداءات الإرهابيين من إدلب غير مقبولة، ويجب عدم السماح باستمرارها.
وأعرب بيسكوف في حديث للصحفيين عن قلق الكرملين البالغ إزاء ما يقوم به الإرهابيون في إدلب، لافتاً إلى أن التنظيمات الإرهابية هناك تشعر منذ فترة طويلة بحرية تامة، إلى جانب أنها تنفّذ الاعتداءات ضد المدنيين والمنشآت الروسية.
وشدد بيسكوف على ضرورة وقف أي أعمال إرهابية موجّهة ضد القوات السورية والمنشآت العسكرية الروسية، مطالباً في هذا الصدد رئيس النظام التركي بالالتزام بمسؤولياته المتعلقة بمنطقة خفض التصعيد في إدلب وفق اتفاقات سوتشي.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طالب قبل أيام النظام التركي الالتزام باتفاقات سوتشي التي تم التوصل إليها مع الجانب الروسي والمتعلقة بمنطقة خفض التصعيد في إدلب، مبيناً أن الجانب التركي لم يف “ببعض الالتزامات الهادفة لحل المشكلة في إدلب جذرياً”، ومطالباً إياه بتنفيذ الاتفاقات حول إدلب بشكل “غير مشروط وبنزاهة”.
وفي هذا السياق، أكد المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية أندريه كورتونوف أن الجيش العربي السوري ينفّذ مهامه المشروعة بمواجهة الإرهاب في إدلب، مشيراً إلى أن روسيا تتخذ بشأن الوضع في هذه المحافظة موقفاً مبدئياً ينص على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وأضاف: إن الحكومة السورية تملك كامل الحق في إعادة محافظة إدلب إلى سلطة الدولة واتخاذ تدابير حاسمة وحازمة وشاملة في محاربة الإرهاب والقضاء عليه تماماً.
وحول الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، وعن الدور الأمريكي في المنطقة، قال كورتونوف: إن الإدارة الأمريكية الحالية ليست مستعدة، ولا ترغب في لعب دور ما لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، وإضافة إلى ذلك فإن واشنطن لم تعد جزءاً من حل المشكلات في المنطقة، بل أصبحت جزءاً من هذه المشكلات، مشيراً إلى أن إصدار هذه الإدارة “قرارات عقيمة” حول القضية الفلسطينية والجولان السوري المحتل يبعدها كلياً عن أي مساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جانبه، أكد السفير السابق لدولة بينين في روسيا آنيسيت كبرييل كوتشوفا أن الجيش العربي السوري الذي يحقق الانتصارات على الإرهابيين في إدلب يقوم بأداء واجبه الوطني الذي أنشئ من أجله في الدفاع عن وحدة أراضيه وسيادة وطنه، وأضاف: إن الجنود السوريين يقومون بتنظيف وطنهم من المجموعات الظلامية التي لم تكن لتبرز فجأة على الأرض السورية لولا الدعم المالي والرعاية الدبلوماسية والإعلامية التي تلقتها من أطراف دولية، لذا فإن الجيش العربي السوري يقوم بحماية شعبه وأرضه من الغزاة الأجانب، وهذا ما كان سيقوم به أي جيش وطني في العالم.
وفي السياق نفسه، أكد موقع بانتيون سبرافوداي السلوفاكي أن التدخل العسكري للنظام التركي في سورية يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي، ويهدف إلى تقديم الدعم للإرهابيين الذين يتلقون الهزائم أمام الجيش العربي السوري، وأوضح أن القوات التركية التي تدخل إلى الأراضي السورية تعمل على حماية المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة من الجيش العربي السوري الذي يدافع عن بلاده، ويحمي مواطنيه من طاعون الإرهاب الذي يتركز الآن في إدلب، مشدداً على أن ما يقوم به النظام التركي يشكّل تدخلاً عسكرياً سافراً وانتهاكاً واضحاً للقانون الدولي.
ونبّه الموقع إلى أن الوجود العسكري التركي والأمريكي في سورية يستهدف نهب ثرواتها وتقويض القانون الدولي دون أن تتم محاسبة القوتين المعتديتين.
بالتوازي، أكد رئيس اتحاد النقابات العالمي مزواندل مايكل ماكوايبا دعم الاتحاد لسورية وشعبها وعمالها في وجه الحرب الإرهابية التي تشن عليها، وأوضح أن الاتحاد الذي يضم 92 مليون منتسب سيعمل للضغط على الحكومات الأوروبية والإدارة الأمريكية لرفع الحصار الاقتصادي والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، ولفت إلى أن الاتحاد سيتخذ قراراً خلال مؤتمره ومجلسه الرئاسي في باريس نهاية آذار المقبل حول ضرورة تقديم كامل الدعم لسورية وشعبها وقضاياها ولا سيما في محاربتها الإرهاب، والمطالبة بوقف التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، والحفاظ على سيادتها واستقلالها. وبيّن ماكوايبا أن الاتحاد نفّذ في ذكرى تأسيسه بداية تشرين الأول الماضي مظاهرات عمت جميع أنحاء العالم لدعم سورية في حربها على الإرهاب.
وكان وفد من اتحاد النقابات العالمي برئاسة ماكوايبا وصل إلى دمشق أمس للمشاركة في المؤتمر العام السابع والعشرين للاتحاد العام لنقابات العمال الذي يقام بين الـ 13 والـ 16 من شباط الجاري.
وفي الجزائر، أعرب وفد شعبي جزائري خلال زيارته السفارة السورية في الجزائر عن التضامن مع سورية في مواجهة الحرب التي تشن عليها، منوّهاً بانتصارات الجيش العربي السوري على قوى الإرهاب وداعميه.
وأكد أعضاء وفد المجتمع المدني الجزائري والحركة الجمعوية في الصحراء الجزائرية والولايات الواقعة جنوب شرق البلاد خلال لقائهم سفير سورية لدى الجزائر الدكتور نمير وهيب الغانم أن سورية ستبقى رمزاً للعيش المشترك بفضل شعبها الأبي وقيادتها الحكيمة، مؤكدين أن صمود الشعب السوري وبطولات جيشه وتضحياتهم الجسام أفشلت المخطط الرامي إلى النيل من بلدهم، معبّرين عن ثقتهم التامة بعودة الأمن والاستقرار إلى كل أنحاء سورية.
بدوره قدّم الغانم عرضاً حول الإنجازات والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب وداعميه ولا سيما في شمال سورية، منوّهاً في الوقت ذاته بمواقف الجزائر الداعمة لسورية والعلاقات الأخوية التي تجمع بين شعبي البلدين.