الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

النظام التركي يصعّد حملة القمع للتعتيم على خسائره في سورية الجيش يضبط مقراً لمتزعم “جبهة النصرة” في منطقة عنجارة

 

عثرت وحدات من الجيش العربي السوري، خلال تمشيط المناطق التي حرّرتها من الإرهاب، على أحد المقرات الرئيسة لمتزعم تنظيم “جبهة النصرة” المدعو “أبو محمد الجولاني” في منطقة عنجارة، نحو 15 كم غرب مدينة حلب، فيما أطلق النظام التركي حملة اعتقالات واسعة، وإجراءات تعسفية، استهدفت الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، التي تنشر خسائر عدوانه على الأراضي السورية.
كاميرا سانا جالت في المقر، ورصدت التحصينات والأقسام التي تشكّل أحد أهم مقرات قيادة العمليات الارهابية، حيث كان الإرهابي “الجولاني” يقود عمليات الاعتداء على مدينة حلب والقرى الآمنة في ريفها، والتي أدّت خلال السنوات السابقة إلى ارتقاء مئات الشهداء وإصابة آلاف المدنيين، ناهيك عن مصادرة حريات الناس وحياتهم اليومية، واتخاذ الأهالي دروعاً بشرية خلال الفترة السابقة.
وبيّن مراسل سانا من داخل المقر أن جغرافية المنطقة أضافت تحصيناً طبيعياً للمقر، الذي حفره الإرهابيون تحت الأرض، ومكوّن من قاعات وغرف عمليات وغرف إقامة، وجميعها مخدّمة بنظامي تهوية وإنارة، وجعلوا للمقر أكثر من مدخل ومخرج، ومنعاً لحدوث انهدامات ترابية استخدم الإرهابيون في تدعيم جدران المداخل والممرات والغرف أحجار بناء اتخذوها من الصخور.
ولفت إلى أن قاعات غرف العمليات تمّ تزويدها بمعدات لوجستية من سبورات وأجهزة إضاءة واتصال وخرائط طبوغرافية لمحافظة حلب وغيرها من مناطق استهدفها إرهابيو التنظيم التكفيري خلال السنوات السابقة، إضافة إلى العثور على سيارات خاصة بمتزعمي المجموعات الإرهابية.
بالتوازي، كشفت صحيفة زمان التركية أن سلطات نظام أردوغان فتحت تحقيقات بحق 25 صحفياً على الأقل خلال الأسبوع الماضي، وحظرت الوصول إلى عدد من المواقع الإخبارية، ووضعت قيوداً على وسائل التواصل الاجتماعي، كما أصدرت قرارات توقيف واعتقال بحق العديد منهم على خلفية تغطيتهم الأخبار حول العدوان على إدلب.
وفي إطار هذه الحملة، ألقت السلطات القبض على عدد من الصحفيين بسبب نشرهم أخباراً حول مقتل عشرات من جنود النظام التركي خلال عمليات الجيش العربي السوري ضد التنظيمات الإرهابية في إدلب.
وكان النظام التركي أصدر قراراً بحظر الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بسبب تداول أخبار حول هذا الأمر مع تأخر الإعلان الرسمي عن عدد القتلى.
وأكد نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري والمتحدّث باسم الحزب فائق أوزتراك أن منع تداول الأخبار هو أهم وأكبر مؤشر على قمع الصحافة، وخاصة أن الموضوع المذكور أصبح علنياً بعد الكشف عنه أمام البرلمان، وأضاف: إن الإجراءات الأخيرة تكتسب زخماً مع الوقت، ومن غير المعقول في “دولة ديمقراطية” أن يقوم نظامها بالقمع والحظر، ونحن نقول لهم: إن لم تستطيعوا الإدارة اتركوها.
وفيما أكد أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين (المرابطون) العميد مصطفى حمدان أن هزيمة وخروج الإرهابيين الذين أرسلتهم دول غربية وبعض الأنظمة في المنطقة إلى سورية باتت أمراً مؤكداً نتيجة إصرار الجيش العربي السوري على ذلك، أكد رئيس لجنة الأمن في مجلس النواب التشيكي راديك كوتين أن ما يقوم به أردوغان ضد سورية هو عدوان على دولة ذات سيادة، مشدّداً على أن ليس من حقه الاعتداء على أي دولة، وقال: “إن أردوغان يعمل على تعكير الاستقرار في المنطقة وأوروبا”، مضيفاً: إنه يواصل ابتزاز الاتحاد الأوروبي بموضوع المهاجرين لتمويل عدوانه ضد سورية.
من جهته انتقد الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات العسكري التشيكي الجنرال اندور شاندور ازدواجية المعايير لدى الغرب، ولا سيما صمته وتجاهله لما يقوم به النظام التركي من عدوان واضح على سورية وانتهاك لمبادئ القانون الدولي، وقال: إن ما صدر عن حلف “الناتو” إزاء العدوان التركي على الأراضي السورية يضر بسمعة الحلف أكثر من أي طرف آخر ويقوضه ويسيء إليه.
بدوره انتقد المحلل السياسي التشيكي بيتر شنور التغطيات الإعلامية الغربية للأحداث في سورية،، مشيراً إلى أن هذه التغطيات بشأن ما يجري في إدلب بعيدة كل البعد عن الواقع، عازياً إياها إلى عدم الرغبة بالاعتراف بأن “سياسة الغرب تجاه سورية كانت خاطئة منذ البداية”.