ثقافةسلايد الجريدةصحيفة البعث

أسامة عكام: “حارس القدس” من الأعمال الخالدة.. والخطيب ربان ماهر!

بحضوره الدافئ والحقيقي لفت انتباه متابعي مسلسل “حارس القدس”، حيث جسّد شخصية الأب جبرا الذي كان السند الحقيقي والروحي للمطران ايلاريون كبوجي في طفولته.. هذا ما قاله الفنان أسامة عكام في حواره مع “البعث” مشيراً إلى أن الأب جبرا كان من أوائل من قرأوا الشخصية الاستثنائية التي امتاز بها كبوجي في طفولته وأحس بجذوة النضال والدفاع المتقدة بداخله والألمعية التي يتمتع بها، لذلك نراه وهو صاحب فكر تنويري وإحساس وطني يتحين كل مناسبة لاطلاعه على ما يدور في المنطقة من أحداث وبالوقوف إلى جانب كل محتاج، وتمنى عكام أن يكون قد وفق بالاقتراب من هذه الشخصية وملامستها، مع إشارته إلى أنه وبمجرد مباشرته بقراءة الشخصية غمره إحساس بالألفة رافقه طيلة مراحل التصوير، مشيداً كذلك بالطفل ربيع جان الذي اجتمع به في معظم المشاهد التي صوَّرها والذي جسد شخصية المطران كبوجي الطفل.

عمل درامي وثائقي

تُعدّ تجربة “حارس القدس” الثانية لأسامة عكام مع المخرج باسل الخطيب بعد فيلم “دمشق حلب”، وهو يعبر عن اعتزازه بوجوده في هذا العمل مع مخرج قدير يتمتع بكفاءة وحرفية عاليتين وصاحب بصمة وهوية متفردة ورسالة سامية في كل أعماله التي أنجزها، واصفاً الخطيب بأنه ربان ماهر وحاذق وصاحب إيقاع سريع ودقيق جداً، مشيراً إلى أن هكذا أعمال تدخل في قائمة الأعمال الخالدة، فلطالما أجمع المعنيون بالشأن الفني والثقافي على أن هكذا أعمال لابد لها من توفر مقومات مجتمعة معاً بحيث يكون الهمّ الإنساني شاغلها، والحاجة القائمة الآنية سندها، والجمال مركبتها، وقد حقق الخطيب برأيه هذه المعادلة في كل أعماله بكل عمق وسلاسة وجمال، فقدم في “حارس القدس” عملاً درامياً وثائقياً غاية في الاتقان ودليلاً دامغاً على وحدة التجربة الروحية والنضالية لشعوب منطقتنا والتي تلامس وجدان كل وطني حر، موضحاً أن مفهوم النضال والمقاومة ضد كل أشكال الظلم والطغيان مفهوم إنساني أزلي وقد جاء “حارس القدس” بهذا التوقيت بالذات كحجة ودليل على ما تمر به منطقتنا من أحداث.. وهنا يقتبس عكام من المخرج الخطيب قوله: “حارس القدس يعلن موقفنا من صفقة القرن” ليأتي المسلسل، ورغم كل الأزمات التي تحاول كل القوى الظلامية إغراق المنطقة فيها، بمثابة ناقوس ينبهنا للاتجاه الصحيح لبوصلتنا ألا وهو قضيتنا الفلسطينية الأم التي لم ولن نحيد عنها، مؤكداً أن عملاً بأهمية وخصوصية مسلسل “حارس القدس” يشكل إضافة حقيقية للفن كرسالة للنجاح الكبير الذي حققه ويشير إليه الكم الهائل للمشاهدات عبر الشاشات والمتابعين له عبر كل القنوات والجدل الذي أثاره على كل الأصعدة والذي يؤكد أهميته ووصول رسالته المحقة إلى العالم كله.

تحفة فنية

يبين عكام أن المادة الوثائقية ومن خلال تعريفها من المعنيين هي أداة بحث عن الحقيقة في الواقع والأزمات والإنسان من وجهة نظر ترتكز على الوثائق بحيث تحاكي ضمير الإنسان يأتي مسلسل “حارس القدس” ليحكي مسيرة قداسة المطران ايلاريون كبوجي الذي يُعد رمزاً نضالياً وروحياً يسكن وجدان كل أبي حر، منوهاً بأنه وعلى الرغم من الأزمنة المتداخلة في هذا العمل فقد أبدع الخطيب كصائغ ماهر في أن يحدث تزامناً دقيقاً بين كل الخطوط والمؤثرات بما فيها الخط الموسيقي وجعله خطاً موازياً للخط التشكيلي للصورة بحيث تلعب الصورة دور المحرض والمنبه، فقدم تحفة فنية نادرة، مع إشارة عكام إلى قصيدة “الاعتراف” الرائعة للشاعر يوسف الخطيب والتي كانت من روح العمل، التأليف الموسيقي الفنان سمير كويفاتي وغناء ميادة بسيليس، مؤكداً على الجهد غير المسبوق لكل الفريق الفني والتقني وعلى الحرفية والكفاءة العالية التي تمتعوا بها، خاصة وأن تصوير “حارس القدس” مر بظروف مناخية قاسية فانتقلوا إلى طور التفاني والاستبسال لإنجازه.

وكممثل من حلب يستطيع عكام القول ومن خلال الآراء سواء في الشارع أو عبر الاتصالات التي ترد من داخل وخارج سورية ومن بلاد المهجر أن المسلسل إضافة إلى وصول رسالته وسموها هو من المسلسلات النادرة التي أنصفت مدينة حلب على صعيدي اللهجة وثراء التفاصيل وغناها، مباركاً للخطيب نجاحه، شاكراً جهود الأب الياس زحلاوي الداعم الحقيقي للعمل والأب جوزيف بسيليس لمواكبته عمليات تصويره في مدينة حلب، مختتماً حواره بالإشارة إلى أنه بصدد التحضيرات مع المسرحي والباحث عبد الفتاح قلعه جي لإنجاز فيلم وثائقي درامي وعرض مسرحي عن شخصية الإشراقي السهروردي.

أمينة عباس