أخبارصحيفة البعث

الخلاف داخل النهضة يتفاقم.. وتهديدات بمقاضاة الغنوشي

دخل الخلاف بين متزعمي حركة النهضة الإخوانية منعرجاً خطيراً عقب تهديد أحد المتزعمين باللجوء الى القضاء في حال إصر رئيس الحركة راشد الغنوشي على تغيير النظام الداخلي للبقاء على رأس الحزب.

وقال المتزعم في النهضة زبير الشهودي: “إن القيادات المعارضة للتمديد للغنوشي ستلجأ الى كل الوسائل النضالية والديمقراطية بما في ذلك التوجه الى القضاء في حال تغيير القانون الأساسي للحركة”، وأكد أن القيادات الرافضة للتمديد للغنوشي لهم وزنهم في صلب الهياكل الرئيسية للحركة، بما في ذلك ما يسمّى مجلس شورتها ومكتبها التنفيذي، اضافة الى كتلة الحزب البرلمانية.

وعبر الشهودي عن رفضه لمبادرة أطلقتها أطراف مقربة من الغنوشي على غرار صهره رفيق عبدالسلام ورئيس مجلس الشورى عبدالكريم الهاروني لتخفيف الأزمة قائلا بأنها ولدت “ميتة”.

وكان كل من الهاروني ورفيق عبدالسلام طرحا مبادرة الاسبوع الماضي تتمثل في الدعوة إلى تأجيل موعد مؤتمر النهضة والى المحافظة على موقع الغنوشي كمتزعم للحركة بغضّ النظر عن رئيس الحزب الذي سيتم انتخابه خلال المؤتمر المفترض عقده.

وبرر القياديان موقفهما بان الخطوة تهدف الى ضمان تماسك الحركة وعدم تعريضها إلى الانقسام!.

بدوره قال المتزعم في النهضة محمد بن سالم: إن المبادرة هي ضحك على الذقون، وأضاف: “إن الخلاف يشير الى العلاقة المتدهورة بين قيادات النهضة وذلك بسبب الصراع على السلطة”، فيما قال المحلل السياسي برهان بسيس: “إن الصراع يكشف الوجه الحقيق للنهضة وينزع عنها ثوب القدسية الذي تلحفت به منذ سنوات مضيفا بات واضحا ان الصراع في النهضة هو صراع نفوذ وسلطة”.

وكان الغنوشي قلل من تداعيات الأزمة في تصريح له قبل اسبوعين، زاعماً: إن “الحديث سابق لأوانه بخصوص بقائه على رأس الحركة وانه بصدد الإعداد للمؤتمر الذي سيحسم في كل القضايا بما في ذلك مسألة الترشح”.

والخلاف قائم داخل الحزب مع اعتراض “قيادات” في الحركة، تعرف بمجموعة الـ100، لترشيح الغنوشي من أجل ولاية جديدة وسط مخاوف من انقسام الحزب، ووجهت المجموعة المعارضة رسالة إلى الغنوشي تطالب من خلالها بعدم التجديد لولاية جديدة، وهي الرسالة الثانية في خلال شهر.

ورد الغنوشي على الرسالة بخطاب قوي اللهجة، حيث وصف القيادات بأنهم “عساكر الليل” مضيفاً: “بان الزعماء جلودهم خشنة، يتحملون الصدمات، ويستوعبون تقلبات الزمان، ويقاومون عامل التهرئة”، حسب تعبيره.

وينص النظام الداخلي للحزب أنه لا يحق لأي عضو أن يتولى رئاسة الحزب لأكثر من دورتين متتاليتين. ويتفرغ رئيس الحزب فور انتخابه لمهامه.

ويجمع الغنوشي حتى الآن بين رئاسة الحزب ومنصب رئاسة البرلمان الذي يشغله منذ فوز حزبه بالانتخابات التشريعية الأخيرة في 2019 .

وليس واضحا ما إذا كان الحزب الذي بدأ أولى مؤتمراته العلنية بعد ثورة 2011 سيلتزم بما ينص عليه النظام الداخلي أو اللجوء إلى تعديله لفسح المجال للتمديد لرئاسة الغنوشي مع تصاعد الخلاف.