اقتصادصحيفة البعث

البوصلة تتوه عن المبادرات الإيجابية..!

حسن النابلسي

لم نلحظ حقيقة ذلك الدعم الحكومي لمبادرات المجتمع الأهلي التي يبادر بها بين الفينة والأخرى مجموعة من الشباب أو بعض الجهات الخاصة ذات الصفة الاعتبارية، والأخذ بيدها، إلا بالحدود الدنيا، علماً أن لهذه المبادرات رؤى إيجابية تستهدف مؤازرة الجهات الحكومية لتذليل ما يعتري بعض القضايا من إشكاليات، من خلال تصويب مسار الرأي العام باتجاه اعتماد المعلومة الصحيحة والدقيقة من مصادرها الرسمية، وتوعيته لجهة إدراك حجم ما يواجه الاقتصاد الوطني من تحديات!

نذكر من هذه المبادرات على سبيل المثال لا الحصر حملتي “معاً لدعم الليرة”، و”ادعم ليرتك بكلمة طيبة”، واللتين نجحتا إلى حد ما بحشد الرأي العام للوقوف إلى جانب ليرته ومؤسساته المعنية بتعزيز سعر صرفها أمام الدولار، ولعبتا دوراً في مواجهة الشائعات السلبية والصفحات المضاربة عل سعر الصرف حتى أنهما استطاعتا من خلال آليات تواصل شعبوي أن تنتصرا على أكبر صفحة مضاربة على الليرة السورية!.

للأسف لم تستمر مثل هذه المبادرات ذات البعد الشعبي المنظم، رغم جدارتها بإحداث شعور ومسؤولية كبيرة لدى الشباب تجاه الليرة والمؤسسات الحكومية، وقد أثبت أهمية دور المجتمع الأهلي بمؤازرة الحكومة ومؤسساتها، في مواجهة العقوبات والحصار!.

إذاً.. لماذا لا تمد اليد لتلك المبادرات لتستمر..؟

ألسنا اليوم أحوج ما نكون لمثل هذه المبادرات في ظل ما يكابده الاقتصاد الوطني من تحديات جسام، وما يمرّ به من ظروف لم تعد قساوتها تخفى على أي أحد..؟

نعتقد أن كل ما تحتاجه هذه المبادرات هو الرعاية الرسمية من الجهات الحكومية المعنية بشكل يساعد على إعادة النهوض بها وتشجيعها وفق رؤية مؤسساتية تكفل نجاح ما تطرحه هذه المبادرات من أفكار إيجابية، على الأقل من زاوية تشذيب الرأي العام وحمايته من الانجرار وراء الشائعات والأفكار الهدامة.!

كما أننا نشير إلى وجود العديد من الأفكار لدى الكثيرين من شرائح المجتمع ذات بعد تنموي اقتصادي حقيقي، فمثلاً هناك من ينادي باستقطاب أموال السوريين في المهجر ولديه الاستعداد للقيام بمبادرات بهذا الاتجاه، وآخر يؤكد إمكانية تخفيض الأسعار إذا ما تمت رعايته بشكل رسمي، وثالث يدعي القدرة على تعزيز ثقافة الإنتاج.. إلخ، ألا يستحق هذا كله تبنياً ورعاية حكومية.. فإذا لم تحقق هذه الأفكار مآربها مئة بالمئة تستطيع على الأقل – في حال تبنيها الفعلي – تعديل أنماط السلوك المجتمعي بما يخدم التوجهات الحكومية..؟

hasanla@yahoo.com