مجلة البعث الأسبوعية

اللجنة الأولمبية السورية.. العمل بأقصى جهد ضمن المتاح!!

“البعث الأسبوعية” ــ سامر الخيّر

يقترب موعد أكبر التجمعات الرياضية من حيث المشاركة والجماهيرية: الألعاب الأولمبية الصيفية، والتي كان مقرراً إقامتها الصيف الماضي، ولكن انتشار جائحة كورونا حال دون ذلك، ليتأجل الموعد إلى منتصف هذا الصيف، وطبعاً في مدينة طوكيو اليابانية؛ ولأن للألعاب الأولمبية مكانة خاصة على اعتبار أننا استطعنا تحصيل أكثر من ميدالية ملونة خلال تاريخ مشاركاتنا – ولو أنها جاءت جميعها في الألعاب الفردية – تتزايد التساؤلات المحقة في شارعنا الرياضي: إلى متى سنبقى نبكي على الأطلال؟ ألا يكفي 17 عاماً من الغياب عن منصات التتويج؟ هذه الأسئلة وغيرها حملناها إلى أمين عام اللجنة الأولمبية ناصر السيد الذي أوضح الكثير من جوانب عملها..

 

متى تأسست اللجنة الأولمبية السورية وما هي أهدافها وصلاحياتها؟

تأسست اللجنة الأولمبية السورية عام 1948، وتم الاعتراف بها من اللجنة الأولمبية الدولية في العام نفسه، وشاركت للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية دورة لندن عام 1948، وتعمل وفقاً لأحكام الميثاق الأولمبي ولقرارات اللجنة الأولمبية الدولية، وتحرص على التعاون مع جميع المؤسسات والهيئات الرسمية العامة واتحادات الألعاب الرياضية الوطنية، بما يتلاءم مع القيم والأخلاق الأولمبية، كما تهدف إلى النهوض بالرياضة السورية على كافة المستويات والأصعدة، وتتمتع باستقلاليتها التامة، وعليه تكون أهم صلاحياتها أن تبت بصفة نهائية في النزاعات الرياضية طبقاً للتشريع المعمول به لدى اللجنة الأولمبية الدولية والتشريع المعمول به على المستوى الوطني، وكذلك تقوم بتوفير التجهيزات وتأمين السفر والإقامة والتأمين الصحي المناسب لأعضاء البعثات السورية المؤهلة لتمثيلنا في الألعاب الأولمبية.

 

أهم إنجازاتنا على صعيد مشاركاتنا في الألعاب الأولمبية الصيفية.. كيف جاءت؟

تحصلنا على أول ميدالية في الألعاب الأولمبية الصيفية 1984، وكانت فضية عن طريق اللاعب جوزيف عطية في رياضة المصارعة، أما ثاني الميداليات، وأغلاها وأكثرها شهرة، فهي التي حصدتها غادة شعاع ألعاب أتلانتا عام 1996، في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت ذهبية في أم الألعاب، وتحديداً سباق السباعي، أما ثالث الميداليات – وللأسف آخرها – فقد تحققت عام 2004 وكانت برونزية عن طريق رياضة الملاكمة.

 

ما هي برامج التضامن الأولمبي؟ وهل عادت علينا بفائدة فعلية؟

هي برامج تقدمها اللجنة الأولمبية الدولية واللجان التابعة لها بهدف تطوير الكوادر الفنية والطبية والمعالجين، وتحسين مستوياتهم باستمرار في سائر الأنشطة الرياضية، وتتضمن هي نفسها العديد من البرامج والتي يمكن الاستفادة منها كبرامج تطوير الألعاب واللاعبين، والقيم والمثل الأولمبية، وبناء المقدرات والإدارة كخطوط عريضة، ومن هذه الخطوط برامج منح اللاعبين للألعاب الأولمبية والدورات الفنية للمدربين داخل القطر وخارجه، وتطوير النظام الرياضي ودورات الإدارة والتنظيم وغيرها.

وتحرص اللجنة الأولمبية السورية على الاستفادة من كافة الفرص التي يقدمها هذا البرنامج، ليس فقط من أجل المنافسات الأولمبية فهي تحوي دورات عالية المستوى في كافة الاختصاصات، وبالتالي يمكن الاستفادة من خبرات المتخرجين منها في ألعابهم ضمن البطولات المحلية أو لتأهيل كوادر أخرى؛ وفي الترياثلون كان لنا تجربة ناجحة مع هذه البرامج حيث قمنا العام الماضي بإشراك كل من قام بدورة التضامن قبل عامين في لبنان ضمن البطولات والنشاطات التي أقامها اتحاد اللعبة، ولمسنا تطوراً ملحوظاً في أداء حكامنا ومدربينا، وطبعاً كل من هذه البرامج يتطلب الكثير من التنسيق الإداري والعمل والتعاون بين اتحادات الألعاب واللجنة الأولمبية السورية.

ونظراً لتأجيل ألعاب طوكيو الأولمبية، نتيجة لوباء كوفيد-19، تختصر برامج التضامن من 2021 حتى 2024، موعد إقامة الألعاب الأولمبية القادمة في باريس، ويتم العمل مع المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية السورية لتحديد الأولويات من البرامج المراد الاستفادة منها، والعمل على تنفيذها بالتنسيق مع اتحادات الألعاب ضمن إستراتيجية وخطة اللجنة الاولمبية لرفع مستوى اللاعبين والألعاب فنياً وإدارياً.. وطبعاً ضمن الممكن، بسبب قيود السفر والتدابير الصحية.

 

جئت على ذكر المنح والقيود المفروضة علينا.. ماذا يمكنك أن تخبرنا عن هاتين النقطتين المهمتين؟

بالنسبة للمنح الأولمبية للاعبين، جرت العادة أن يتم تقديم منح من ستة إلى ثمانية لاعبين كحد أقصى تحضيراً للأعمال الأولمبية من معسكرات ومشاركات في الدورات التأهيلية، وما زالت الأسماء والترشيحات قيد الدراسة، وغالباً ما تكون من الألعاب الفردية.

ونظراً للعقوبات الدولية الظالمة التي تطال القطاع الرياضي كما تطال غيرها من القطاعات، يتم تنفيذ البرامج على نفقة اللجنة الأولمبية السورية حرصاً من المكتب التنفيذي للجنة على إيلاء الأولوية للاعبين المميزين والنوعيين لتمثيل رياضتنا وبلدنا الحبيبة.

وحالياً وجه المكتب التنفيذي بأن يتم الاستفادة الأموال التي لا يتم تحويلها في تغطية تكاليف شراء تجهيزات رياضية نوعية غير متوفرة في البلد، أو تغطية نفقات معسكرات تدريبية للاعبي المنتخبات خارجياً وهي خطوة من شأنها أن تدرّ علينا الكثير من المنافع.

 

حدثنا عن الخطوات التي تقوم بها اللجنة مع اللاعبين المشاركين في أولمبياد طوكيو؟

ضمن هذه الأوقات العصيبة عالمياً، يتم تحضير اللاعبين المؤهلين والمتوقع تأهلهم لألعاب طوكيو في معسكرات تدريبية نوعية، حسب الرأي الفني لاتحاد اللعبة المعني داخلياً وخارجياً، وحسب الإمكانية من حيث إمكانية السفر والحصول على تأشيرات الدخول وظروف البلد المقترح لإقامة المعسكر، والتدابير الوقائية الحكومية وقيود السفر، وفق إستراتيجية اتحاد اللعبة ولجنة المنتخبات الوطنية في اللجنة الاولمبية السورية التي تشرف عليها نخبة من الخبرات الرياضية.