دراساتصحيفة البعث

سياسات بايدن البيئية

إعداد: هناء شروف

يواجه الرئيس الأمريكي عواصف شديدة بسبب سياساته البيئية، ولكن إلى أي مدى ستعيق السياسة طريق بايدن؟. خلال حملته الانتخابية تعهّد بايدن بـاستعادة عباءة القيادة البيئية العالمية، التي تخلّى عنها الرئيس ترامب خلال السنوات الأربع التي قضاها في منصبه، بتوسيع عدد عقود الطاقة، والتراجع عن عشرات القواعد المصمّمة لضمان الوصول إلى المحافظة على نظافة الهواء والماء وحماية الحياة البرية واحتواء المواد الكيميائية والملوثات الخطرة. وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن عدد الأمريكيين القلقين بشأن المناخ آخذ في الازدياد، فقد أشار استطلاع أجرته مؤسسة غالوب إلى أن 65% من الناس يعتقدون أنه ينبغي إعطاء حماية البيئة الأولوية على النمو الاقتصادي مقارنة بـ 42%.

منذ أول يوم له في المنصب، وضع بايدن المناخ كأحد أولوياته، وبعد ساعات من خطاب التنصيب، وقّع سلسلة من الأوامر التنفيذية التي تهدف إلى مواجهة أزمة التغيّر المناخي تشمل فرض حظر على بعض عمليات التنقيب عن الطاقة، إذ ستجمّد عقود إيجار جديدة خاصة بالتنقيب عن النفط والغاز في الأراضي العامة، مع تعزيز إنتاج الطاقة من الرياح.

كذلك وقّع على الأوراق لإعادة الانضمام إلى اتفاقية باريس للمناخ، وألغى تصريح إدارة ترامب بخط أنابيب لنقل النفط من كندا إلى الخليج. وأصدر تعليماته للوكالات بمراجعة مجموعة واسعة من سياسات ترامب البيئية.

وافق بايدن على الإجراءات التنفيذية لجعل سياسة المناخ مركزية في السياسة الخارجية وقرارات الأمن القومي، وسمح لكل إدارة حكومية بمكافحة تغيّر المناخ، وتجميد عقود إيجار النفط والغاز الطبيعي الجديدة في الأراضي العامة أو المياه البحرية، وتخصيص 30% من الأموال الفيدرالية لهذا الغرض. كما قدّم جدول أعماله الخاص بالمناخ في المقام الأول كمخطّط لخلق فرص العمل، قائلاً إن خططه ستخلق فرص عمل للعمال لبناء 1.5 مليون منزل موفر للطاقة وتؤدي إلى مليون وظيفة جديدة في صناعة السيارات الأمريكية.

يقول ديفيد بوب، الاقتصادي في جامعة سيراكيوز الذي شارك في كتابة الدراسة الأولى عن الوظائف الخضراء التي أوجدتها حزمة التحفيز لعام 2009 التي طرحها أوباما، إن هذا كان إلى حدّ كبير “مهارة بيع سياسية”، سيتمّ إنشاء العديد من الوظائف الجديدة ولكن ستفقد وظائف أيضاً خلال التحول إلى الطاقة الخضراء. ويضيف بوب: “إنه سؤال حول مدى توافق الوظائف؟ هل يمكن تحويل عمال منصة البترول إلى منشآت توربينات الرياح؟”.

يقول منتقدو بايدن إن مبادراته المناخية ستخفض الوظائف، لأن الولايات المتحدة تعاني بالفعل من أرقام بطالة قياسية بسبب وباء كورونا، لكن إدارة بايدن تحاول تجاوز المزيد من الانتقادات من خلال معالجة مسألة خلق الوظائف.