الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

القائد الحكيم

حسن حميد

بلى، انتظر السوريون، ومن أحبهم ووقف إلى جانبهم خلال سنوات العشرية الدموية التي طالت المعاني المقدّسة، هذه اللحظات التي يبدون فيها لقائدهم الرئيس بشار الأسد الوفاء الكبير مقابلة للوفاء الكبير الذي أبداه لشعبه، وقد مشى في حقوله خلال عشر سنوات أرادها الإرهابيون دماً يغرق البيوت والمؤسّسات والأرواح والأحلام، وأرادها هو عزة وكرامة ومجداً عزيزاً غامراً لكل سوري وعى معاني الانتماء لسورية  التاريخية التي كانت، وستظل، منجماً للقيم الإنسانية النبيلة، ودارةً لكلَّ حر وشريف رفض الخنوع والخضوع لسيوف الظلام، بعدما تعدّدت صورها وتكاثرت في هذه الظروف الصعبة.

انتظر السوريون هذه اللحظات، بصبر عجيب، وثقة في النفوس، وإيمان غالٍ وممدود ليقولوا للرئيس الأسد، شكراً عميماً يليق بك لأنك كنت القائد الحكيم، والرجل الثبت في الميادين، والسياسي الذي طفح عقله بالنورانية، والمدبر لكلّ أمر وشأن في قيادة معركة طويلة جداً استمرت عشر سنوات، كان هدفها الأعمّ والأتمّ تدمير سورية، ورفعها من الخريطة الجغرافية العالمية، وتحطيم الكبرياء السورية التي لم ترضَ أو تقبل بثقافة غير ثقافة المقاومة.

لقد انتظر السوريون لحظات القبول على صناديق الانتخابات كي ينتخبوا السيد الرئيس بشار الأسد، انتظارهم لعيد وطني جمّ المكارم، كثير الغُنم، عزيز الصورة لكي يقولوا للعالم كله، هذا استفتاء سوري آخر ثبوتاً على المبادئ الكريمة التي اشتقتها النفوس السورية الكريمة عاشقة الأوطان، عارفة التاريخ، رائية المستقبل الشارق بالأمجاد والأحلام الكبيرة، وهو استفتاء سوري آخر يعني، فيما يعنيه، أن كتاب الكرامة والحرية والصبر وعشق الجغرافية والتاريخ والحضارة هو كتاب السوريين منذ أن اشتقوا الأبجدية وإلى ما شاء الله من أزمنة ندية قادمات، وهو أيضاً استفتاء سوري آخر على أن هذه البلاد السورية لا تعرف الانكسار أو الهزيمة  أبداً، وأنها مؤيدة بما آمنت به واقتنعت من أن أكلاف المقاومة أيسر وأخفّ على النفس المؤمنة بالأوطان من أكلاف الخنوع والخضوع للأعداء.

انتظر السوريون الأفذاذ هذه اللحظات الوطنية عالية السمو، لكي يقولوا للسيد الرئيس بشار الأسد، كنّا معاً، وسنظل معاً، من أجل هذه السورية العزيزة التي علّمتَنا عشقها يوماً بعد يوم، وعلّمتَنا، وبالكفاءة العالية، كيف نذود عنها كلّ شر ونائبة، وكيف نُبعد عن تخومها وثغورها كل طامع عتل زنيم، وكيف نواجه طغاة العالم الذين استغرقتهم ثقافة القوة سلاحاً، ومالاً، ونفوذاً، وهيمنةً، وكيف نقول، ونحن بكامل قيافتنا الوطنية، هنا سورية، بلاد التاريخ الذي كُتبت سطوره بالدم الزكي، والشجاعة النادرة، هنا سورية الحضارة التي قرأت طويلاً، ولم تزل، كتابَ المحبة، بوصف المحبة هي الثقافة التي تظلُّ هذه البلاد، وهي اليد البانية، وهي العقل الرائي، وهي الحياة التي تسعد كل قلب مفطور على النبل.

انتظر السوريون، أهل العبقرية، هذه اللحظات لانتخاب السيد الرئيس بشار الأسد، ليقولوا له، اليوم كما الأمس، أنت رجل الوطنية والقومية، وأنت الأمل الكبير، ورجل المبادئ العظيمة التي لم تغيّرها التهديدات الراجفة، وما أكثرها، ولا التلويحات بالحرب، وما أبشع وقعها، وليقولوا لسيادته أيضاً أنت رجل المستقبل الذي يعني كل سوري، وكل عربي شريف، وكل حر في العالم آمن بأن سورية العظيمة خلقت لتبني الحضارة والكرامة والكبرياء بالفعل الأتمّ والعزيمة الكاملة، وإن الشعوب التي حفظت كتب التاريخ مآثرها هي الشعوب التي خلقت من أجل المواجهة وقت المداحمات، أي الشعوب التي لم تخلق لكي تُفنى خنوعاً أو ركوعاً.

Hasanhamid55@yahoo.com